العدد 2658 - الثلثاء 15 ديسمبر 2009م الموافق 28 ذي الحجة 1430هـ

مملكة البحرين... مسيرة وطن

سلمان ناصر comments [at] alwasatnews.com

.

وطن كلمة تتكون من ثلاث حروف ولكن تحمل من المعاني والقوة ما يهتز لها أي إنسان، لها من القيمة ما تدفع له الأرواح رخيصة فشعور أنك منتمٍ إلى وطن شعور لا يعيه إلا من يفقده.

إن اليوم الوطني يسطر لنا بأحرف من نور، ما وصلت إليه القيادة لإرساء دعائم الأمن والأمان التي لا يشعر بقيمتها إلا من يفتقدها، والأمثلة على ذلك كثيرة نسأل الله أن يفرج كرب فلسطين والعراق والصومال وغيرها من الدول العربية والإسلامية التي لا تنعم بنعمة الأمن لمواطنيها ومقدراتها.

لنحمد الله على هذه النعمة.

وبما أن المواطن يمثل الثروة الحقيقية للوطن فقوة التلاحم والترابط بين الشعب والقيادة هي الداعم الرئيس لبناء الأوطان. فلنأخذ من هذا اليوم منهاجا لغرس مفاهيم الوطنية الصادقة لدى أبناء هذا الوطن والتعريف بهذا اليوم المجيد من أجل استشعار قيمة هذا اليوم والتأمل فيه ومشاركة جميع أطياف المجتمع في هذه المناسبة التاريخية، والابتعاد عن المفاهيم الضيقة التي تعكر صفو هذا اليوم.

هنا نسأل ألا يستحق أن نحتفي بهذا الوطن في مثل هذه المناسبة (اليوم الوطني)؟

إن حب البحرين يقبع في قلوبنا ويرتكز في الحنايا وأجمل الدرر من عهود الولاء والوفاء لجلالة الملك، وطن تقوده الحكمة وسعة الصدر والنظرة المشفقة للمواطن والمقيم بلا تحيز وبلا تمييز، وطن الخير تتكلم فيه الأصالة ويسوده الأمن والأمان يحفظه الله جل وعلا من كل كيد كائد ومن كل عتيد مرتاب.

يأتي اليوم الوطني لمملكتنا الحبيبة في كل عام ليعيد إلى أذهاننا الذكرى المضيئة، وكذلك لمّ الشمل بين تباين الرؤى، فكان هذا التقارب حمل أهدافا سامية وخيرا كثيرا للوطن والمواطنين نحو العلم والبناء، وتأسيسا لنهضات متتالية، على الصعيد السياسي والاجتماعي والخدمي والاقتصادي بفضل من الله ثم القيادة الحكيمة.

الوطن الأرض تمثل هذه الكلمات سريان الدم بالعروق، يجري حبهما في عروقنا وما أن يذكر الوطن حتى يفز له الخفوق والمشاعر ولاء لهذا الوطن، والاحتفاء باليوم الوطني وذكرى أمجاده ما يميزه عن سائر الأيام لما له من تلاحم بين القادة والشعب والاستمساك بروح الجماعة الواحدة والولاء ومتانة أواصر الانتماء.

لهذه الأسباب يجب أن نبتعد عن تعكير صفو هذه الأيام في الوقت الذي أصبحت فيه المنطقة مستهدفة في أمنها واستقرارها، والخير الذي ينعم به وطننا من أمن وأمان ورحابة صدر بفضل سياسة وقيادة حكيمة نغبط عليها وفي الغالب نحسد عليها.

كما ما وصل إليه المواطن اليوم لهو بفضل الله ثم القيادة الواعية، وبانتماء المواطنين للوطن سيبقى هذا الوطن بحول الله وقوته عزيزا كريما بمواطنيه.

فهذه وقفة تأمل لنا جميعا وخصوصا من ينتظروا هذه المناسبة من كل عام فقط لخلط الأمور والأوراق بغية تعكير هذه المناسبة بإثارة الشغب هنا وإتلاف الممتلكات هناك وكأننا كمواطنين محرم علينا الفرح بالعيد الوطني، إلا من خلال إثارة الأمور السياسية بالداخل والخارج في هذا اليوم بالذات!

لتعكير هذه الفرحة التي تحتفي بها جميع بلدان العالم من أدناها إلى أقصاها.

هنا نقول لا تستحق منا هذه الذكرى التاريخية، خلط الأمور أو إثارة القلاقل بغية تعكير صفو هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا.

ألا نستحق نحن كمواطنين بهذه المناسبة أن نفرح ونترجم حبنا وولاءنا لهذا الوطن على أرض الواقع بمشاركاتنا الاحتفالات الشبابية والطلابية والشعبية... إلخ، والإشادة بما تمّ إنجازه في فترة لا تتعدى العشر سنوات، على الصعيد السياسي والاجتماعي والبنية التحتية التي لا تمر بشارع بالبحرين إلا وترى هناك توسعة أو تعمير وسقف الحرية الذي وصل إليه المواطن البحريني إلى حد أن اِلتبست هذه الحرية لدى البعض واعتقد بالإساءة والشتم واللعن، تعتبر من الحريات، أو بإتلاف الممتلكات الخاصة والعامة أحد وسائل التعبير، ومقابل كل هذا وذاك تأتي رحابة الصدر والحكمة بغية مسيرة وطن، علما بأن دور المواطن يتمثل في الذود عن الوطن والرفع من شأنه وجعله وطننا تشيد به الأوطان من جميع النواحي الأمنية والحضارية وأن نستثمر فيه ما يعود علينا بالفائدة والنمو والازدهار ونردع كل من يرغب زعزعة أمنه، نسأل الله أن يبقيه آمنا على طول السنين.

وبهذه المناسبة لا يسعنا إلا أن نرفع أسمى آيات التهاني لجلالة الملك والحكومة الرشيدة، وإلى جميع المواطنين والمقيمين على أرض هذا الوطن العزيز على قلوبنا، سائلين العزيز القدير أن يحفظ مملكتنا، ويدوم علينا نعمة النمو والارتقاء، ويرزق ولاة أمورنا بالبطانة الصالحة التي تسهم في تحقيق ما نصبو إليه من الأهداف والتطلعات، ويأخذ على يد العابثين والمهددين أمن الآمنين، وأن يحفظ الأمة ويديم علينا نعمة الإسلام والوحدة والأمن والاستقرار.

إقرأ أيضا لـ "سلمان ناصر"

العدد 2658 - الثلثاء 15 ديسمبر 2009م الموافق 28 ذي الحجة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 9:01 ص

      الكبير كبيييييييييير وشكرا

      اخي العزيز الوطني سلمان ناصر نشكرك كل الشكر على هذا المقال وهذا ليس بغريب على امثالك ونحن اليوم عندنا عيد لا يقل عن مناسبة عيد الفطر او عيد الاضحى الميارك ونحن من موقعنا هذا نوجه رساله الى كل من على هذا الوطن الغالي للأحتفال بهذه المناسبه العزيزه على قلب كل انسان له صلة بالبحرين فلا تقول عندنا مايعارض هذه الفرحه وللأسف الفئه الخاطئه الذين كل همه تعكير جو الفرح او الفرحه فدعونا نحتفل ونبارك لكل بحريني شكرا اخي سلمان على هذا الحس الوطني ونرفع لك القبعه احتراما وعرفانا منا لك

    • زائر 1 | 10:12 م

      وطني الغالي

      شكراً يااستاذ سلمان كل مواطن حقيقي يريد ان يفرح في هذا اليوم ويتنقل في ارجاء المملكة الغالية من غير خوف . شكراً ياستاذ الله يكثر من امثالك

اقرأ ايضاً