العدد 2663 - الأحد 20 ديسمبر 2009م الموافق 03 محرم 1431هـ

انقسام دولي على نتائج كوبنهاغن

أعربت الدول الآسيوية أمس (الأحد) عن ارتياحها للاتفاق الذي تم التوصل إليه في قمة الأمم المتحدة بشأن المناخ في كوبنهاغن في موقف يتناقض مع الخيبة الذي عبر عنها الغربيون، واعتبرت إن الاتفاق يؤسس لإجماع بشأن خفض انبعاثات غازات الدفيئة.

وتحدثت كل من الصين التي تعتبر اكبر الملوثين في الأرض واندونيسيا، الثالثة في نفس الترتيب لو أخذ في الاعتبار قلع الغابات، الأحد عن «نتائج إيجابية» واعتبرتا إن الاتفاق يأخذ في الاعتبار مخاوفها.

ونقل موقع وزارة الخارجية الصينية عن الوزير يانغ جيشي قوله إن «بفضل جهود الأطراف تمخضت القمة عن نتائج ذات معنى وايجابية». ودون الإشارة صراحة إلى الاتفاق اعتبر يانغ ان القمة توصلت إلى احترام مبدأ «المسؤولية المشتركة لكن المتنوعة» والتي تعترف بالفروقات الاقتصادية بين الدول الناشئة والغنية.

والتزمت بكين بخفض «كثافتها الكربونية» (الانبعاثات الملوثة لكل وحدة في إجمالي الناتج الداخلي) بنسبة 40 إلى 45 في المئة بحلول 2020 مقارنة بما كانت عليه في 2005 .

من جانبه قال الرئيس الإندونيسي سوسيلو بامبانغ يودهويونو إندونيسيا سعيدة للقرارات المتخذة «لإنقاذ الكوكب وأطفال بلادنا». وكتب على موقعه إن «هذا الاتفاق يفتح طريقا للمفاوضات التي ستجرى في ألمانيا منتصف 2010» دون مزيد من التفاصيل. ويفترض أن تحتضن بون مؤتمر متابعة لكوبنهاغن بعد ستة أشهر.

ويعتبر أرخبيل إندونيسيا الشاسع من أكثر المناطق المهددة بالاحتباس الحراري والتزمت جاكرتا بخفض 26 في المئة من الانبعاثات بحلول 2020 مقارنة بما كانت عليه في 2005 .

واعتبرت بنغلاديش وهي الأخرى مهددة بشكل خاص بالتغيرات المناخية، على لسان رئيس وزرائها الشيخة حسينة، اتفاق كوبنهاغن ناجحا و «نتيجة معقولة».

لكن في المقابل اعتبر الهندي راجندرا باشوري رئيس مجموعة الخبراء الحكومية حول تطور المناخ (جييك) والحائز جائزة نوبل للسلام سنة 2007 مع ال غور، الاتفاق غير كاف، ودعا إلى المصادقة سريعا على معاهدة ملزمة.

وعقدت الكثير من الآمال على قمة كوبنهاغن للمناخ وانتهت بخيبة أمل كبيرة، وولابد الآن من انتظار انعقاد القمة المقبلة في مكسيكو أواخر العام 2010 .

وشهدت كوبنهاغن نشاطا للمنظمات غير الحكومية وتظاهرات للناشطين ولقاءات عالمية بلغت ذروتها مع اختتام 120 من رؤساء الدول والحكومات القمة التي حملت على عاتقها التوصل إلى اتفاق يحدد مستقبل البشرية.

وانتهى أسبوعان من المفاوضات المحتدمة بين الوفود الق من 193 بلدا بمرارة كبرى.

وبالنسبة إلى الأمين العام لاتفاقية الأمم المتحدة للمناخ جون هاي فان القمة التي عقدت في الدنمارك ستبقى «أكبرقمة تجمع رؤساء الدول والحكومات في تاريخ الأمم المتحدة، وربما في التاريخ»، لكنها شكلت أيضا خيبة أمل بما أن النتيجة بعيدة عن معايير النجاح التي توقف عندها قادة الاتفاقية منذ أشهر.

وأصبح وسط العاصمة الدنماركية مركز العالم، وقد اضطر الكثير من زوارها إلى المكوث على بعد 100 كلم منها. وأبدت الشرطة حزمها ونفذت توقيفات احترازية في صفوف المتظاهرين طالت المئات منهم. وندد الناشطون في منظمة العدالة من أجل المناخ بإجراءات الشرطة «غير المتوازنة والعشوائية». وردت الشرطةبأنها تصرفت لمنع تعكير صفو المناسبة.

وانتقدت الصحافة الدنماركية نتائج قمة كوبنهاغن. فقالت صحيفة «برلينغكس تيدند «المحافظة الأحد أن قمة كوبنهاغن شكلت «هزيمة كارثية لدى (أصحاب) النوايا الحسنة لإنقاذ الكوكب، وأن قادة العالم لم يعملوا على التوصل إلى اتفاق».

واعتبرت صحيفة «بوليتيكن» (يسار وسط) إن «الفشل عالمي وليس محليا» وأن رئيس الوزراء (لارس لوكي راسموسن) لا يتحمل مسئولية فشل قمة المناخ في كوبنهاغن» وإن أشارت إلى مسئولية جزئية يتحملها بسبب اعتباره التزام الولايات المتحدة معيارا أساسيا لنجاح الدنمارك في القمة.

العدد 2663 - الأحد 20 ديسمبر 2009م الموافق 03 محرم 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً