العدد 447 - الأربعاء 26 نوفمبر 2003م الموافق 01 شوال 1424هـ

التيار الإسلامي... أجندة لابد منها

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

لاشك في أن أجندتنا كقوى سياسية مازالت دون الطموح، ومازال الخطاب قاصرا عن استيعاب القضايا الجوهرية التي تمس اهتمامات الناس. فالمجتمع يحتاج إلى مترافعين عن قضاياه وهمومه وأوجاعه عبر شعارات تترجم إلى برامج عملية، ومؤسسات مجتمعية علمية وثقافية وخيرية يرى من خلالها ذاته. لهذا ينبغي أن نفكر مليا في كيفية جذب المجتمع عبر خطاب علمي عصري مرن من خلاله نستطيع أن نستقطب أكبر عدد من المجتمع. أما التحدث في المطلق فلن يخرج بذلك الخطاب عن الإنشائية. ويجب أن نمتلك جرأة تبديل الأجندات والاعتراف بعدم سلامة تراتبية الكثير منها ولعل الذي ضيع الكثير من الحقوق وأضعف الكثير من تياراتنا الإسلامية طيلة هذه السنين هو ضعف الأداء. أمثلة من الواقع ندلل من خلالها على أن أداء بعض تياراتنا مازالت دون الطموح.

- حصار الدين في المساجد وعزله عن الواقع. الدين الإسلامي يجب ألا يتموضع في الزوايا والتكايا ويجب ألا نحصره في مواقع خاصة فالدين جاء لخدمة الإنسان كخليفة في الأرض «الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة...» (الحج:41) فمع إقامة الصلاة دعوة إلى الاقتصاد أيضا... لذلك نحن بحاجة كمسلمين إلى كوادر سياسية واقتصادية وثقافية، أما العزلة والانغلاق والقطيعة مع المجتمع المسلم برهاب أو خوف فذلك يعمل على حصار الدين في مواقع خاصة.

- التركيز على قضايا ليست ذات أولوية إسلامية كما حدث في التاريخ عندما حدثت معارك بين المسلمين أنفسهم في أزلية القرآن وحدوثه وفي قضية التناسخ والحلول ووحدة الوجود...

- هناك من الصوفيين من لم يرَ في الدين إلا الطيران في الهواء كما جاء في «الرسالة القشيرية» التي راحت تتحدث عن الذين يطيرون في الهواء ويعبرون الأنهار... الخ.

نحتاج إلى أداء عملي متميز. لماذا لا نوفر الكثير من الأموال التي تصرف على زخرفة المساجد فنقوم بتوظيفها لتأسيس معهد علمي، أو مبرّة لرعاية الأيتام، أتذكر أني قرأت للإمام محمد الغزالي انه استوقف ذات يومٍ رجلا كان ينوي الذهاب للحج للمرة الخامسة فقال له: إني أعرف رجلا فقيرا يريد أن يفتح له صيدلية فلماذا لا تعينه على ذلك؟ نظر إليه بتعجب قائلا: أدع الحج، وأعين على فتح صيدلية؟ ما هذا؟.

القوة تقاس بما يمتلك أي تيار من مؤسسات فاعلة ومؤثرة في المجتمع، ما يمتلك من مفكرين، ومن كوادر علمية. أين نحن من عالم المؤسسات؟ أين نحن من عالم يقوم على المشروعات؟ أين نحن في ضمن المعادلة المحلية والإقليمية والدولية؟ هل نمثل رقما ضاغطا؟ ولذلك يبقى السؤال: قل لي كم تمتلك من مؤسسات علمية وخيرية واقتصادية، أقل لك من أنت وما قوتك؟

لذلك ينبغي للتيار الإسلامي في البحرين أن يفكر مليا في استثمار قوته في الشارع أو قوته الاقتصادية (الزكاة الخُمس) في بناء مشروعات وإنشاء مؤسسات يكون لها انعكاس على واقع المجتمع المعيشي والإسلامي وألا يكتفي بالتعبئة الخطابية.

في القرن الماضي - كما يذكر هويدي - كان بعض المسلمين يشككون في شرعية لباس النعال والقبعة وقدح الكبريت وإنارة المساجد بغاز الاستصباح أو استخدام المطابع لطباعة المصاحف. وكان النقاش كثيرا ما يدور في فقه البئر. اليوم نحن بحاجة - إضافة إلى فقه العبادات - إلى فقه المعاملات وفقه الدولة وفقه المصارف تماما كما كان يطرح ذلك السيدمحمد باقر الصدر والإمام الخميني والسيدموسى الصدر

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 447 - الأربعاء 26 نوفمبر 2003م الموافق 01 شوال 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً