العدد 458 - الأحد 07 ديسمبر 2003م الموافق 12 شوال 1424هـ

الديمقراطية و«الملوخية»

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

للديمقراطية لوازمها.... فإذا لم يصلب عودها بصحافة حرة وحكومة شعبية - على حد تعبير هيكل - وبرلمان ديمقراطي، وقضاء مستقل، وجامعة مزدهرة فإنها تصبح متعثرة، وقد تقع في مرض الأنيميا السياسية فتصاب بفقر دم ديمقراطي على طول الخط.

لذلك يجب أن نفرق بين صناديق الاتباع وصناديق الاقتراع، وأن تكون للبرلمان استقلالية وأن يكون اللاعب الأساس المجتمع المدني ونظام المؤسسات لا الجيش، فقد كان عبدالناصر يردد «جيشي هو برلماني» لذلك مات الجيش على أسوار سيناء وكانت الولادة فقه السادات ولعبة شجرة الدر «توجان».

في دولنا العربية، حزب الحاكم هو الذي يفوز بغالبية المقاعد لأن وزارات الداخلية تنام داخل صناديق الاقتراع، وهي المشرفة عليه بدل وزارة العدل، وقديما قال فقيهنا ابن عطاء الله: «من أشرقت بدايته أشرقت نهايته»، فمن كانت بدايته على طريقة صدام - اذ بلغت نسبة من انتخبوه قبل الحرب الأخيرة 100 في المئة، وهذه النسبة الشرقية لم يحصل عليها حتى الأنبياء والرسل عند أقوامهم... ولماذا الأنبياء؟ فالمولى عز وجل جحده الجاحدون ولم يحصل على هذه النسبة - تكون نهايته على طريقته، فعلا نحن في زمن الجن والجان وعجائب الصعلوك مرجان... الديمقراطية تحولت كالملوخية لكن من دون طعم الأرانب.

ومن غرائب دولنا العربية ان الرئيس عند انتهاء ولايته يغيّر مادة الترشيح إلى ولاية سابعة وعاشرة وفي العاشرة يفتح المجال للتنافس الرئاسي في الانتخابات بعض البسطاء من صفوة المثقفين وأحيانا من حزب الحاكم ذاته يغامرون في منافسة عنترة فينتقلون سراعا من صندوق الاقتراع الى صندوق التخشيبة والسجن، ناسيا هذا المنافس الفقير انه في زمن الجن والجان وعجائب الصعلوك مرجان، منافسنا اعتقد يوما أنه من لحم الرقبة وان ذلك قد يشفع له كل شيء كما حدث في احدى دولنا الافريقية، لا نريد أن ندخل في نوبة بكاء حادة ونقوم بجلد الذات (المازوشية) لن تكون هناك ديمقراطية حتى يتخلى الجميع عن أساطيرهم وطوباوياتهم ولن تكون هناك حرية مادام الهواء السياسي ملوثا وكوليرا الأنا منتشرة في كل مكان، فلا بد من التنازل حتى تستقيم الأمور، فالسلطة تنزل من صهوة غرورها ونرجسيتها والمعارضة ترتفع عن مكابرتها.

صحيح ان الاستبداد جزء من تراثنا السياسي، وعقليتنا السياسية مازالت لم تتخطَّ ثقافة الجمل وحلب الناقة، لكن علينا أن نتعلم من الآخرين.

اليابان خُربت بقنبلة هورشيما وعلى رغم ذلك تعافت عندما آمنت بعبقرية المواطن واحتضنت أبناءها.

ألمانيا تحولت الى خراب بسبب حرب الحلفاء... وها هي أصبحت احدى الدول الصناعية العظمى. الصين... القوة الصاعدة استفادت من نظريات كوفنشيوس وها هي تتطور، ولو قمنا بنقـــد وضعــنا العربي ســـنرى مآسي تحتــاج الى تغيـــير:

1- الدولة خطفت المجتمع، فهي عمود البيت ومنبع الزيت. ومؤسساتنا المدنية، النسوية منشغلة بطبق اليوم وقرقاعون. المؤسسات الذكورية موزعة على طريقة نظام الكوتة وأصبحت مؤدلجة ومختلفة.

2- ليس لدينا صحافة أحزاب أو صحافة مؤسسات لأن عقيدة بعض المسئولين عقيدة نازية ترفع شعار هتلر الذي قال: «على الدولة ألا تفقد جادة الصواب بسبب الخزعبلات التي تسمى حرية الصحافة... وعليها أن تقبض بيدٍ من حديد على أداة تكوين الشعب - الصحافة» المصدر: أحزان حرية الصحافة لصلاح الدين حافظ.

3- الصفوة من أساتذة الجامعات مازالوا صامتين ليس لهم دور يذكر في النضال من أجل الحرية الا لماما ولم يؤثر فيهم كتاب أوهام النخبة لعلي حرب.

إشارات:

- مواصلات وزارات التربية تتعثر بالنسبة إلى المدرسين المواطنين وانتظمت للآخرين على طريقة عين عذاري.

- باصات جامعة البحرين أفران ملتهبة صيفا، يتحول الطالب فيها الى بطاطا مسلوقة في الصيف وكرة ثلج في الشتاء

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 458 - الأحد 07 ديسمبر 2003م الموافق 12 شوال 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً