تفاعلت مجموعة كبيرة من النساء مع الفعاليات المستمرة في العالم الإسلامي بالاحتجاج على التوجه الحكومي في فرنسا بمنع الحجاب في المدارس والجامعات والهيئات الرسمية في اعتصام نظمته جمعية التوعية وجمعية الرسالة وحوزتي الغريفي والوداعي. وقد بيّن مسئولو التجمع أن رسالة موجهة إلى الرئيس الفرنسي جاك شيراك ستسلم السبت المقبل رسميا إلى السفيرة الفرنسية في البحرين.
وانتقدت المعتصمات الحكومات العربية «المشجعة على السفور والتغريب والقضاء على العفة»، ووصفن تبرير المنع بحماية العلمانية بأنه تبرير يفتقد الرصانة والموضوعية والمنطقية «فالديمقراطية وحقوق الإنسان تقضي باحترام الحرية الشخصية مادامت تتحرك في إطار التسامح واحترام الآخرين. كما أن الحجاب يجسد الفطرة الأخلاقية السليمة للمرأة لأنه يعكس احترام المرأة لعفتها وأنوثتها ووقارها».
وجاء في نص الرسالة الموجهة إلى الرئيس الفرنسي «نستغرب أشد الاستغراب من اتخاذكم لهذا القرار الذي يتعارض مع أبسط المبادئ التي قامت عليها الجمهورية الفرنسية منذ زمن طويل ألا وهي حفظ الحريات وحقوق الإنسان إذ عرفت فرنسا في أنحاء العالم كما قلتم بأنها موطن حقوق الإنسان»،
وطالبت الرسالة شيراك بإعادة النظر في التوجه الحكومي الفرنسي والذي اعتبرته خاطئا.
المنامة - علي القطان
احتشدت مجموعة كبيرة من النساء تقدر بثلاثمئة امرأة أمام السفارة الفرنسية في المنطقة الدبلوماسية احتجاجا على التوجه الحكومي في فرنسا بمنع الحجاب في المدارس والجامعات والهيئات الرسمية في اعتصام نظمته جمعية التوعية الإسلامية وجمعية الرسالة الإسلامية وحوزة السيدجواد الوداعي وحوزة السيدعلوي الغريفي. وقد بين مسئولو التجمع أن رسالة موجهة إلى الرئيس الفرنسي جاك شيراك ستسلم السبت المقبل رسميا إلى السفير الفرنسي في البحرين.
وبدأ «الاعتصام النسوي السلمي» في الساعة التاسعة من صباح أمس الخميس بحضور رئيس جمعية التوعية الإسلامية سعيد النوري ورئيس جمعية الرسالة الإسلامية جعفر العلوي وعدد من وكالات الأنباء العالمية ووسائل الإعلام المحلية.
وفي كلمة ألقتها عن جمعية التوعية قالت نجيبة السيدسلمان إن الدعوة التي وجهها الرئيس الفرنسي لم تكن مستغربة، لكن المستغرب هو تبرير التوجه لمنع الحجاب بأنه يهدف إلى حماية العلمانية. وانتقدت سلمان الحكومات العربية «المشجعة للسفور والتغريب والقضاء على العفة»، ووصفت تبرير المنع بحماية العلمانية بأنه تبرير يفتقد للرصانة والموضوعية والمنطقية، «فالديمقراطية وحقوق الإنسان يقضيان باحترام الحرية الشخصية مادامت تتحرك في إطار التسامح واحترام الآخرين، كما أن الحجاب يجسد الفطرة الأخلاقية السليمة للمرأة لأنه يعكس احترام المرأة لعفتها وأنوثتها ووقارها».
وقالت سلمان إن اتجاه فرنسا إلى سن قانون يمنع الحجاب هو «نتيجة لفشل الثقافة العلمانية في مسخ وتمييع أخلاق المرأة المسلمة». وأكدت سلمان أن أي توجه مماثل لن يؤثر في رسوخ عقيدة المسلمين بل سيزيد تمسكهم بالدين.
وعن اللجنة التنسيقية بين الجمعيات النسائية وجمعية أهل البيت تحدثت زهراء مرادي التي تساءلت عن «مبادئ حقوق الإنسان التي نادت بها الثورة الفرنسية وحرية العقيدة والسلوك للفرد وعدم مصادرتها منه واحترام الأقليات الدينية»، وطالبت مرادي الجهات الفرنسية الرسمية بما أطلقت عليه تشويها لسمعة فرنسا «لصالح الصهيونية العالمية والمصالح السياسية الوقتية فإن الحكمة ترشد إلى كسب مئات الملايين من المسلمين في العالم بالتوقف عما يجرح مشاعرهم ويعرضهم إلى مخاطر الانزلاق عن قيمهم الدينية». ودعت مرادي الجمعيات والفعاليات الإسلامية بالاحتجاج على منع الحجاب.
يذكر أن وزارة التعليم الفرنسية أعلنت نيتها أخيرا تقديم مشروع قانون إلى الجمعية الوطنية بداية العام المقبل لحظر الرموز الدينية مثل الحجاب في المدارس الحكومية. وذكر وزير التعليم الوزير أنه يخطط لصوغ قانون يحظر ما وصفه بـ «الاعتزاز» بارتداء الرموز الدينية.
وأثار الإجراء الذي أعلنه الرئيس جاك شيراك في كلمة ألقاها قبل أيام احتجاجات مسلمين في فرنسا وفي أنحاء العالم. لكن الزعماء الدينيين الفرنسيين الذين أعربوا عن قلقهم قبل كلمة شيراك كانوا أكثر إيجابية بعد سماعها. وسيسمح للتلاميذ بارتداء الرموز الصغيرة مثل الحليات الإسلامية الصغيرة ونجمة داود والصلبان.
ويهدف الاقتراح بحسب المسئولين الفرنسيين إلى تعزيز القانون الفرنسي الصادر العام 1905 الذي يقضي بالفصل بين الكنيسة والدولة بعد عدة أشهر من مناقشة دور الدين في المجتمع الفرنسي سلط الضوء فيها على مصاعب واجهت تكامل المسلمين مع المجتمع الفرنسي.
وحث رئيس المجلس الفرنسي الإسلامي دليل بوبكر بعد الاستماع إلى كلمة شيراك الشبان المسلمين على عدم المبالغة في رد الفعل. وكان يعارض في البداية الحظر الذي وصفه بأنه موجه للمسلمين الفرنسيين المهاجرين من شمال أفريقيا.
وقال الحاخام الأكبر جوزيف سيتروك ورئيس مؤتمر الأساقفة الفرنسيين الأسقف ستانيسلاس لالاني إنهما راضيان بصفة عامة عن كلمة شيراك وإن قال لالاني إنه مازال هناك مجال للتفسيرات المختلفة بهذا الشأن.
وجاء في نص الرسالة الموجهة إلى الرئيس الفرنسي «إننا يا سيادة الرئيس نستغرب أشد الاستغراب من اتخاذكم هذا القرار والذي يتعارض مع أبسط المبادئ التي قامت عليها الجمهورية الفرنسية منذ زمن طويل ألا وهي حفظ الحريات وحقوق الإنسان إذ عرفت فرنسا في أنحاء العالم كما قلتم بأنها موطن حقوق الإنسان»، وطالبت الرسالة شيراك بإعادة النظر في التوجه الحكومي لمنع الحجاب والذي اعتبرته الرسالة خاطئا.
المحرق - جمعية الإصلاح
أرسل رئيس جمعية الإصلاح الشيخ عيسى بن محمد بن عبدالله آل خليفة برقية احتجاج إلى سفيرة الجمهورية الفرنسية لدى مملكة البحرين بسبب موقف فرنسا من الحجاب الإسلامي قال فيها: «تلقينا ما تناقلته وسائل الأنباء من عزم الحكومة الفرنسية إصدار قانون يمنع ارتداء الحجاب في المدارس والمؤسسات العامة في فرنسا».
وأضاف «إننا إذ نعبر عن بالغ القلق والاستنكار لمثل هذه الخطوة، لنشعر بأشد الاستغراب أن تتخذ فرنسا مثل هذا القرار في الوقت الذي بدأ فيه كثير من المسلمين في شتى أنحاء العالم يشعرون بنزاهة الموقف الفرنسي تجاه القضايا العربية وعلى رأسها الموقف الفرنسي المبدئي من المسألة العراقية».
مؤكدا أن هذا القرار يشكل طعنة في قلب المبادئ التي رفعتها فرنسا عبر تاريخها من حرية ومساواة، ويمثل تراجعا غير مسبوق عن نهجها المعتدل في التعايش بين الأديان والأعراق والأجناس.
مشيرا إلى أن القرار «ينقض فرضا في العقيدة الإسلامية أوجبه الله تعالى على المرأة المسلمة وأمرها أن تلتزم به. فقد افترض الله تعالى على المرأة لبس الحجاب صيانة لها وإلزاما بالحشمة والسكينة والوقار، وليس مجرد رمز أو مظهر أو إظهار للتعصب للدين كما يصور القرار الفرنسي، ناهيك أن يعبر بأية صورة من الصور عن الاستفزاز لأصحاب المعتقدات الأخرى. فالحجاب يؤدي وظيفة أخلاقية اجتماعية قبل أن يكون إبداء لهوية من يرتديه».
وأهاب رئيس جمعية الإصلاح بالحكومة الفرنسية إعادة النظر في هذه المسألة والتراجع عن إصدار هذا القرار حفاظا على حرية المعتقد الذي تكفله المبادئ الإنسانية والحقوق الدولية، واحتراما للتعاليم الدينية لما يزيد عن ستة ملايين مسلم فرنسي، وأكثر من ألف مليون مسلم في شتى بقاع العالم
العدد 476 - الخميس 25 ديسمبر 2003م الموافق 01 ذي القعدة 1424هـ