العدد 2671 - الإثنين 28 ديسمبر 2009م الموافق 11 محرم 1431هـ

ذوبان الجليد يفتح ممرات تجارية هائلة ويعزز التسلح (1 - 2)

مانويل مانونييس - وكالة إنتر بريس سيرفس 

28 ديسمبر 2009

جرى التحقق تدريجيا من أن معدل ذوبان القمم الجليدية، سواء في القطب الجنوبي أو القطب الشمالي، يفوق كثيرا كل ما كان مقدرا ومتوقعا، بما يشمل انصهار الأنهار الجليدية وأعالي الجبال شاهقة الارتفاع التي عرفت بثلوجها الدائمة.

وثمة حال دالة، ألا وهي أن بعثات التحقق الروتينية الأخيرة قد كشفت أن أجزاء من حدود جبال الألب بين سويسرا وإيطاليا قد اختفت مؤخرا، بعد أن كانت موجودة على الخرائط منذ العام 1861. من حسن الحظ أن الأمر يتعلق بدولتين تمتعتا بفترات طويلة من التعايش السلمي، ومن ثم تتناولان القضية بصورة منطقية وودية، عبر لجنة فنية متخصصة.

لكن العواقب التي يمكن أن تترتب عن مشكلة من هذا النوع في مناطق جغرافية أخرى تمثل مصدرا كبيرا للقلق. فمن شأن قضية من هذا الضرب على الحدود بين الهند وباكستان أن تأتي بعواقب هائلة، وخاصة في كشمير وسياشين؛ إذ لقي 3000 جندي من البلدين حتفهم في نزاعات مسلحة منذ العام 1984.

وينطبق القول نفسه على الحدود الصينية الهندية المتوترة، وكذلك على تلك بالغة التعقيد بين أفغانستان وباكستان؛ إذ ستساهم سرعة ذوبان الجليد في زيادة مساميتها مؤدية إلى زيادة عدم الإستقرار في هذين البلدين الذين يعدان ضمن أقل دول العالم استقرارا.

وثمة تداعيات أخرى كبيرة لارتفاع درجة حرارة الأرض، ألا وهي سرعة فتح ممرات شحن عالمية كبرى في مناطق كانت سابقا غير سالكة بسبب الجليد، سواء في الشمال الشرقي أو الشمالي الغربي.

فمؤخرا وللمرة الأولى في التاريخ، بدأ استخدام الممر الشمالي الغربي على طول شمال روسيا، الذي يقصر المسافة بين موانئ الصين واليابان، وكوريا، وهامبورغ، روتردام، وجنوب هامبتون، بمعدل 4000 كيلومتر.

أما في حال ممر الشمال الشرقي، أي بالإبحار عبر شمال كندا، فيحدث موضعا مماثلا بين موانئ «مصنع العالم» والسواحل الشرقية الأميركية.

والخلاصة هي، أن فتح هذه الطرق الجديدة سيغير ديناميات التجارة العابرة للقارات تماما؛ بل وقد وينزع أهمية تلك الممرات التي تعتبر حتى الآن أساسية من منظور الجيواستراتيجية الأساسية، كقناة بنما وقناة السويس.

إضافة إلى هذا، سيؤدي انحسار الجليد إلى تسهيل الوصول إلى الاحتياطيات الهائلة من المواد الخام المقدر توافرها في منطقة القطب الشمالي (قدرت وكالة الأنباء الروسية «تاس» أن احتياطي المنطقة من النفط وحده يفوق 10,000 مليون طن)، ما قاد بالفعل إلى سباق تسلح وتوترات، وخاصة بين روسيا، النرويج، الدنمارك، المملكة المتحدة، كندا، والولايات المتحدة.

العدد 2671 - الإثنين 28 ديسمبر 2009م الموافق 11 محرم 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً