العدد 513 - السبت 31 يناير 2004م الموافق 08 ذي الحجة 1424هـ

عيد الأضحى بين الرموز التاريخية ومبدأ التضحية

عيد الأضحى يحمل اسمه فيه، فهو يأتي في ختام أيام الحج، يتوّج بتقديم الأضحية، في شعيرة من شعائر الإسلام الكبرى تلخص مبدأ من المبادئ السامية التي اهتم بها الإسلام.

هذه الشعيرة تغور عميقا في التاريخ إلى عدة آلاف من السنين، إذ شهدت هذه الأرض الطاهرة وقفة أبينا إبراهيم (ع) ليقدم ابنه اسماعيل قربانا لرؤيا رآها في المنام، وفداه بكبش عظيم. بعد أكثر من ثلاثة آلاف سنة من ذلك اليوم، وقف عبدالمطلب ليفي بنذره إن أعطاه الله ذرية يقومون بقضيته، فلما اكتمل له من البنين عشرة همّ بتقديم ابنه عبدالله قربانا، فاعترض شيوخ مكة، وكان الحل بإدارة السهام بينه وبين النوق حتى وقعت عليها، فكان له ذلك خلاصا من السكين. بعد عقود من ذلك قال النبي محمد (ص) مفاخرا: «أنا ابن الذبيحين» (إسماعيل وعبدالله).

ويوم عيد الأضحى من كل عام، تشهد ضفاف الخليج أضحية رمزية أخرى يقدمها أطفال المنطقة، الذين اعتاد أهلهم على زراعة سلة مصنوعة من خوص النخيل بالعشب الأخضر الجميل، يسقونها كل يوم بالماء ويغذونها ببعض الرزّ بعد وجبة الغذاء، حتى إذا حل عصر يوم العاشر من ذي الحجة، خرجوا جماعاتٍ إلى الساحل ليرموها إلى أسماك البحر.

هذه العادات الجميلة في طور التراجع، النخيل يواجه خطر الاقتلاع، براءة الماضي خفت صوتها مع ارتفاع وتيرة ضجيج العصر الصاخب، والسواحل نالها من الردم ما نالها، فباتت السواحل التي يخرج إليها الناس يوم العيد محدودة، وما هي إلا سنوات حتى لا يعود هناك بحر يقبل من الأطفال أضاحيهم يوم العيد

العدد 513 - السبت 31 يناير 2004م الموافق 08 ذي الحجة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً