العدد 520 - السبت 07 فبراير 2004م الموافق 15 ذي الحجة 1424هـ

أين زوار البحرين؟

عباس سلمان Abbas.salman [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

فتحت معظم دول الخليج العربية أبوابها واستقبلت آلاف الزوار وخصوصا في عطلة منتصف العام بالنسبة إلى المدارس. ويتحدث بعض الذين زاروا إمارة دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة بأن جميع الفنادق كانت مشغولة، ولا يوجد مكان يتسع لمن لم يحجزوا مسبقا، بل يتحدث البعض عن عدم وجود مقاعد على الطائرات - وما أكثرها في هذه المنطقة - المتوجهة إلى بعض هذه الدول وخصوصا دبي.

كما أن قطر والكويت كان لهما نصيب مقدر من الزوار وخصوصا من دول الخليج، ولكن يتحسر الإنسان حين يرى المملكة المضيافة والتي كانت سباقة لاستضافة الزوار في ذيل القائمة... علينا أن نبحث أسباب التأخر الذي بدأ يحاصرنا من جميع الجهات ومن ضمنها السياحة في الوقت الذي تتقدم فيه الدول الأخرى، وتستغل كل فرصة لكسب ود الزوار ما يشكل نقطة ضعف علينا أن نكشف عنها بصدقية.

فنحن الذين صنعنا السياحة في المنطقة منذ عشرات السنين، ولكننا نرى أن البساط بدأ ينسحب من تحت أقدامنا دون رجعة، ونخاف على المشروعات السياحية الضخمة المقبلة إذ يتم صرف ملايين الدولارات عليها وتقام في عدة مناطق من المملكة دون ان تجد لها القاعدة الصلبة التي تمكنها من الاستمرار إذا ما استمر الوضع على هذا الحال.

فهل الأسباب اقتصادية أم سياسية أم اجتماعية؟ إنني أعتقد جازما أنها ليست اقتصادية؛ فعملة البحرين مرتبطة بالدولار مثلها مثل بقية دول الجوار، والمملكة لا تصنف مع الدول المنغلقة ولكن أسبابا سياسية واجتماعية تجمعت وحدّت من الانفتاح العام على السياحة التي تعد مصدر دخل رئيسي لآلاف من البحرينيين.

فالهاجس الأمني لايزال يقف حجر عثرة في وجه السياحة واستقطاب المزيد من الزوار من جهة بينما يقف الداعون إلى عودة البحرين إلى القرون الوسطى في الجهة أخرى.

فأين هي البهجة التي كانت ترتسم على وجه البحرين في مثل هذه المناسبات؟ أعتقد أن الوقت حان لننأى بأنفسنا عن المهازل والتخلف الذي أصاب البعض منا، وعلى الجمعيات أن توجه جهودها لمحاربة هذا الجهل بكل ما تستطيع.

وفي الوقت الذي استبشرنا فيه خيرا بانتخاب برلمان طالما نادينا وضحينا من أجله لكي يحمي مصالح الوطن العليا نجد البعض آثر الثرثرة على العمل الوطني المخلص الجاد من أجل صون وحدة ومقدرات الوطن... حتى التعليم الذي هو رمز الحرية والديمقراطية في بلد يفتخر بأنه أول من بدأ المشوار بدأوا «يتحرشون» به حتى يزجوا به في متاهات لا يدري إلا الله إلى أين ستنتهي؟

فرفقا رفقا بنا قبل أن نقول: الله يرحمنا

العدد 520 - السبت 07 فبراير 2004م الموافق 15 ذي الحجة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً