العدد 488 - الثلثاء 06 يناير 2004م الموافق 13 ذي القعدة 1424هـ

هل عدم معرفة المواطنين لإفلاس الهيئتين «لأن بيوتهم بعيدة؟»

ردا على الشعلة (2-6)

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

غريب أمر المسئولين في هيئة التقاعد، فبعد انكسار الجرة كل يوم يخرج علينا في الصحافة «مسئول» ليدافع عما جرى... يطل هكذا ثم يختفي فلا نرى إلا غباره.

فعلى رغم كارثية ما حدث، اذ باتت الأرقام والبلاوي في يد الصغير والكبير فإن بعض المسئولين مازالوا يغطون في نوم ليدافعوا عن التقاعد ثم يختفوا. فكل يوم نقرأ «صرح مسئول»... «صرح مسئول»، من هو المسئول؟ لا نعلم.

وأكثر ما يضحكني هي عبارة «صرح مصدر مسئول في الهيئة العامة لصندوق التقاعد بأنه ....» فالمصدر المسئول الطرزاني لا يريد التصريح باسمه على رغم كل «اليقينيات» التي يضعها في تصريحاته وعلى رغم الظهور في صورة عنترة المدافع عن عبلة حال تعرضها للخطر أو حال تعرض صدقيتها للانهيار. هذه مجرد خاطرة لا أريد الاسترسال فيها فالدليل الكامل على شفافية اداريي التقاعد ان البعض منهم - وفي ظل كل هذه الضجة - يخاف من ذكر اسمه على رغم «القطعيات واليقينيات» و«البديهيات» التي يعرفها عن السمعة التي عبر عنها بـ «المتميزة» عن صندوق التقاعد. لا علينا، دعونا من «اليقينيات» ولنعد لموضوعنا الذي تطرقنا له يوم أمس وهو مناقشة الوزير الشعلة.

الوزير يقول: «ان التفاعل الحكومي مع الهيئة كان محدودا جدا وفي مجالات ضيقة اذ تراعي الحكومي الحرية الكاملة لمجلس الإدارة لتوجيه الاستثمارات...».

إذا كان تفاعل الحكومة محدودا... إذا من المتسبب في إلغاء الفوائد وفي شطب القروض وهي بالملايين؟ وهل يمكن لمجلس ادارة ان يتخذ قرارات خطيرة بهذا المستوى فرديا؟ واذا كانت الاجابة: نعم فنحتاج أولا الى الدليل على ذلك، ومن ثم اذا وجد الدليل يكون المحاسبون هم الوزراء وعلى رغم ذلك نقول إن الوزراء هم ممثلون عن الحكومة... إذا الجميع داخل في العملية.

ولا اخفي عليكم اني ابتسمت حزنا وأنا أقرأ دفاع الشعلة عن مجالس الادارات المتعاقبة في «محافظتها على الاموال». فالشعلة لم يكتف بالدفاع عن فترته بل راح يدافع عن جميع الادارات المتعاقبة على رغم انه لم يكن فيها، ولكن هنا احب ان أرد على هذا الدفاع، اذ قال الشعلة: «ولقد التزمت مجالس الإدارات المتعاقبة للهيئة وادارتها التنفيذية بسياسة تقليص وخفض الكلف الادارية وتجنب التضخم الوظيفي للجهاز الاداري...» هذا الكلام يناقضه ما جاء في تقرير اللجنة، اذ وصف تقرير اللجنة و«بعظمة لسان الوزير»، بأنه «جاء ايجابيا ومتزنا في الطرح واحتوى عدة مرئيات... يجب احترامها»، وانه «يتفق مع الكثير منها».

فالتقرير راح يسرد بعض مظاهر «التبذير» التي قامت بها الإدارة:

1- احتفال (مفترض) باليوبيل الفضي للعام 2000 كلف مبلغا قدره 100 ألف دينار وصرف «كهدايا ثمينة وطباعة كتيبات»... هل ذلك يتناسب مع «خفض الكلف» التي طرحها الوزير؟ فما هو رد الشعلة على ذلك؟

2 - اذا كان هناك خفض للكلف فلماذا قامت الإدارة بتغيير في ديكورات بعض الادوار في مبنى الصندوق بلغت كلفتها في العام 2000 نحو 115 الف دينار؟ نرجو من الشعلة الرد.

والأدهى والأمرُّ أن مكافآت اعضاء مجلس الإدارة التي صرفت سنويا قدرها 20 ألف دينار اذ يحصل العضو منهم على 1500 دينار! ألا تعد هذه المكافآت خيالية؟ ويبقى السؤال، من أعطى الحق لبعض الوزراء تسليم بعض المكافآت إلى وزارة المالية؟ واذا لم يكن هناك تبذير بل «خفض للكلف الإدارية» وغيرها فلماذا قامت الإدارة بتبديل نظام الحاسب الآلي والذي كلف الهيئة 125 ألف دينار واستبداله بنظام آخر كلف 900 ألف دينار (يعني مليون الا 100 ألف)؟ ولماذا أقر الاول مادام سيختار الثاني؟ وما هذا النظام الذي يصل الى مليون الا قليلا وما اسم هذه الشركة التي رسا عليها الطلب؟ ثم لماذا المكافآت التشجيعية بلغت الـ 126 ألف دينار للعام 2002؟ لماذا لم يُجِب الشعلة عن كل هذه الارقام والاسئلة؟ على اللجنة ان تحقق في كل ذلك.

الشعلة يقول: إن الادارات السابقة تتجنب الاستعانة بكوادر خارجية أو خبرات اجنبية... وأضاف الشعلة: «وهذه حقائق أقر بها انا شخصيا بل واعتز بها».

كلام جميل، لكن الشعلة لم يذكر عدد الكوادر الأجنبية في الهيئتين، ونود ان نتفاءل بكلام الوزير بيد ان الواقع يصدمنا ونحن نشاهد المؤسسات الخاصة لبعض الوزراء وكبار المسئولين وهي ملأى بالاجانب وخصوصا الآسيويين، فضلا عن الوزارات. ثم من الذي اعطى مجلس الإدارة صلاحية تسليم اجهزة ومعدات لمستشفى السلمانية ولإدارة الشئون الاجتماعية؟ فهل هذه هيئة أم جمعية خيرية للتبرعات؟ ثم هل ابلغ المساهمون بذلك؟

فعلا... كما قال الشعلة عمل التأمينات «شفاف» أعلق على ذلك وأقول: فعلا هو شفاف لأنه من زجاج، فليس غريبا عندما انكسر الزجاج الشفاف من عاصفة الافلاس، ألم اقل لكم ضاعت فلوسك يا صابر؟

ختاما أقول: كنا نتمنى أن يرد الشعلة على كل التجاوزات التي طرحها التقرير لكنه ابتعد كثيرا وراح يمتدح التقرير لكنه لم يُجب على أسئلته. أعتقد أن عدم معرفة المواطنين طيلة هذه الاعوام بما يجري في التقاعد والتأمينات «لأن بيوتهم بعيدة». للأسف ثقافة التبرير الغير مبرر والتي ظهرت بشكل واضح في إجابات الوزير الشعلة ذكرتني بثقافة تبرير حدثت في التسعينات عندما سئل وزير عن سبب عدم توظيف فئة من المجتمع في قوة الدفاع، قال بيقينية كبرى: «لأن بيوتهم بعيدة».

وهنا نسأل: هل عدم معرفة المواطنين البحرينيين هذه المرة لما حدث من إفلاس للهيئتين أيضا لأن «بيوتهم بعيدة». أتمنى من الشعلة أن يجيب على ذلك. وسلامتكم

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 488 - الثلثاء 06 يناير 2004م الموافق 13 ذي القعدة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً