العدد 511 - الخميس 29 يناير 2004م الموافق 06 ذي الحجة 1424هـ

لبنان يستقبل أسراه بدموع الفرح والنصر

الآلاف اصطفوا في شوارع بيروت ترحيبا بالمحررين

وصل الأسرى اللبنانيون والعرب المحررون من سجون «إسرائيل» إلى مطار بيروت مساء أمس في طائرة عسكرية ألمانية وسط أجواء فرح وانتصار. وخرج آلاف اللبنانيين إلى شوارع بيروت منذ الصباح واحتشدوا على الطرق المؤدية إلى المطار. وكان الشيخان عبدالكريم عبيد الذي ارتدى جبته واعتمر عمامته ومصطفى الديراني في بذلة غامقة اللون أول من أطلا من باب الطائرة. وقبيل أن تحط الطائرة أضاءت السماء الألعاب النارية ابتهاجا بوصول العائدين الذين كان في استقبالهم الرئيس اميل لحود ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة رفيق الحريري والأمين العام لحزب الله حسن نصرالله وعدد من الدبلوماسيين العرب والأجانب. إثر ذلك توجه المحررون إلى قاعة الاستقبال والتقوا في جو مؤثر أفراد عائلاتهم. وأقلت الطائرة 21 محررا لبنانيا بدلا من 23 كما كان متوقعا بسبب طلب اثنين عدم العودة. وعقب ذلك توجه المحررون إلى «مجمع سيد الشهداء» إذ أقام حزب الله احتفالا شعبيا وسط إجراءات أمنية مشددة ألقى خلاله نصر الله كلمة.

جاء فيها إن الدولة اللبنانية ساعدت في عملية التبادل، وان «إسرائيل» كان يجب عليها أن تطلق سراح سمير القنطار الآن لأنها ستندم في المستقبل. وقال إن أمام حزب الله ثلاثة خيارات للإفراج عن القنطار وبقية الأسرى بمن فيهم الدبلوماسيون الإيرانيون وهي: العمل علي كشف مصير الطيار رون أراد، أو مواصلة خلق الحلول الإبداعية عن طريق الوسيط الألماني، أو القيام بعمليات لخطف جنود الاحتلال أحياء مشيرا إلى لوحة خلفية ترمز لذلك. وفي رد عاجل حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون برد عنيف على أي عملية اختطاف يقوم بها عناصر الحزب. وطالب أمين عام حزب الله الزعيم الليبي معمر القذافي بإعلان مسئوليته والعمل على إغلاق ملف الإمام موسى الصدر كما امتلك الشجاعة لإغلاق ملفات أخرى.


عبيد شعر أنه ولد من جديد وعرفات قطع اجتماعا ليحيي العائدين

نجاح عملية تبادل الأسرى الثالثة بين حزب الله و«إسرائيل»

الأراضي المحتلة، عواصم - محمد أبو فياض، وكالات

جرت أمس بسلاسة عملية تبادل الأسرى والرفات الثالثة بين حزب الله اللبناني و«إسرائيل» والتي لعبت فيها برلين دور الوسيط وكانت ساحاتها مطار كولونيا العسكري في غرب ألمانيا ومركز رأس الناقورة الحدودي والضفة الغربية.

وغادرت الطائرتان المشاركتان في نقل الأسرى والرفات في عملية التبادل مطار كولونيا - فاهن في ألمانيا متجهتين إلى لبنان و«إسرائيل». وبدأت عملية التبادل فعليا قرابة الظهر بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي انه تعرف على جثث ثلاثة جنود وصلت صباحا إلى المطار على متن طائرة قادمة من بيروت. وكان على متن الطائرة أيضا رجل الأعمال الإسرائيلي الحنان تننباوم، الكولونيل الاحتياطي في الجيش الإسرائيلي الذي خطفه حزب الله في أكتوبر/ تشرين الأول 2000 وأفرج عنه أمس بموجب الاتفاق.

وقال المفرج عنه الشيخ عبدالكريم عبيد وهو من كبار زعماء حزب الله لـ «تلفزيون المنار» قبيل إقلاع الطائرة انه شعر انه ولد من جديد. كما ذكرت مصادر بالحزب أن الأمين العام الشيخ حسن نصر الله تحدث هاتفيا مع عبيد والزعيم المطلق سراحه الحاج مصطفى الديراني.

وقال الحنان في مقابلة مع «المنار» قبيل إطلاق سراحه انه لم يفكر بما سيقوله للمسئولين الإسرائيليين «وأنا سأقول لهم الحقيقة فقط ولا يوجد لدي شيء آخر لأقوله، ولا يوجد لدي أي نية أخرى غير قول الحقيقة. أنا آمل أن يسمعوني حتى النهاية وان يحكموا علي بيسر وليس بعسر».

في المقابل، تم تسليم ثلاثين أسيرا عربيا وألماني واحد إلى السلطات الألمانية، بينهم 23 لبنانيا. ونقل الأسرى العرب المحررون في وقت لاحق إلى لبنان».

وأكد حزب الله الليلة قبل الماضية لأول مرة ان الجنود الإسرائيليين الثلاثة قتلوا. ومنذ عملية الكوماندوس التي نفذها الحزب على الحدود مع «إسرائيل» في أكتوبر/ تشرين الأول 2000 كان الغموض يحيط بمصير الجنود.

وقال الجنرال الإسرائيلي جيل ريجيف لإذاعة الجيش، وهو أحد ثلاثة ضباط اسرائيليين تولوا شخصيا إبلاغ عائلات الجنود نتائج التعرف على رفات ابنائهم، إن العائلات طلبت «معرفة التفاصيل. وقلت لها إن الجثث كاملة، وان الجنود لم يتعرضوا لسوء معاملة وانهم توفوا على ما يبدو بعد وقت قصير جدا من اعتقالهم».

وأعلن والد احد الجنود حاييم افراهام الذي كان لايزال يأمل ان يكون ابنه على قيد الحياة، انه سيتقدم بشكوى ضد حزب الله والأمم المتحدة والصليب الأحمر بسبب «تصرفهم في هذه القضية». وقال: إن «حزب الله سيدرك أن لكل شيء ثمنا وان عليه أن يدفع هذا الثمن، والصليب الاحمر سيدرك انه سيدفع ثمن سياسته، وسنلاحق الأمم المتحدة المشتركة في عملية الخطف والتي أخفت معلومات».

واقفل مطار كولونيا العسكري أمام الصحافيين، فيما رفضت الحكومة الألمانية التعليق على الموضوع. وحطت الطائرة العسكرية الألمانية القادمة من بيروت وعلى متنها تننباوم وجثث الجنود الثلاثة أولا في المطار. وبعد بضع دقائق، تلتها طائرة عسكرية إسرائيلية تقل 31 معتقلا، بينهم 23 لبنانيا وخمسة سوريين والألماني سفين سميريك. واعتقل الإسرائيليون سميريك الذي اعتنق الإسلام، بتهمة التعامل مع حزب الله، لأكثر من ست سنوات.

كما أعلن الجيش الإسرائيلي انه نقل أمس رفات 59 مقاتلا معظمهم من اللبنانيين إلى حزب الله عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مركز رأس الناقورة الحدودي جنوب لبنان. وستبقى في القطاع الحدودي في عهدة الأمم المتحدة حتى يتم تسليمها صباح اليوم رسميا إلى السلطات اللبنانية وحزب الله.

كما بدأت عملية الإفراج عن الفلسطينيين صباحا في الضفة الغربية. ووصل عشرات الأسرى الفلسطينيين الذين أفرج عنهم إلى مقر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في رام الله الذي استقبلهم لبعض الوقت بسبب حضوره اجتماعا حكوميا. وفي طولكرم شمالا، أطلق سراح 130 أسيرا بعد أن نقلوا في باصات إسرائيلية عند حاجز عسكري على مدخل المدينة واستقبلهم محافظها عزالدين الشريف.

ومن بين الأسرى الـ 130 يتحدر 64 من نابلس و64 من طولكرم والآخران من قلقيلية شمال الضفة الغربية. وأطلق سراح 42 أسيرا فلسطينيا في جنين. فيما وصل قرابة ثلاثين معتقلا فلسطينيا إلى الجانب الفلسطيني من معبر بيت حانون (ايريز) شمال قطاع غزة. وكان العشرات من ذويهم وأهاليهم في استقبالهم وهم يرددون هتافات تشيد بحزب الله ونصر الله.

واتفاق التبادل هذا هو الثالث المهم الذي يتم التفاوض عليه عبر وساطة يقودها الوسيط الألماني، منسق أجهزة الاستخبارات الألمانية ارنست اوهرلاو.


محتشمي: أراد ليس في طهران والدبلوماسيون في «إسرائيل»

بيروت - أ ف ب

أكد مسئول إيراني في مقابلة نشرت في بيروت أمس إن الملاح الإسرائيلي رون أراد ليس في طهران وان الدبلوماسيين الإيرانيين الأربعة الذي اختفوا في لبنان العام 1982 محتجزون في «إسرائيل».

وقال رئيس كتلة النواب الإصلاحيين في مجلس الشورى علي اكبر محتشمي بور لصحيفة «السفير» «ليست لدينا معلومات عن أراد ولا عن ظروف اعتقاله لكن يمكنني أن أؤكد لكم انه ليس في طهران». وأضاف «أما الدبلوماسيون الإيرانيون الأربعة فهم معتقلون في «إسرائيل» حيث نقلوا بين عامي 1988 و1989».

ورأى محتشمي «إن ملف الدبلوماسيين الأربعة سيشهد حلا في القريب... لأننا نثق بقدرات حزب الله». وقال إن «حزب الله وعد الوسيط الألماني بتقديم معلومات تكشف مصير أراد» الذي فقد بعد إسقاط طائرته فوق لبنان العام 1986

العدد 511 - الخميس 29 يناير 2004م الموافق 06 ذي الحجة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً