العدد 529 - الإثنين 16 فبراير 2004م الموافق 24 ذي الحجة 1424هـ

الجشي والنعيمي من رموز الوطن

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

الهجوم المباغت على شخصيات وطنية مثل رسول الجشي وعبدالرحمن النعيمي ليس له مبرر ومن العيب أن ينشر أي كلام من دون تحقيق. فبعد أن لمح البعض إلى أن النعيمي تسلم شيئا من «كوبونات صدام» ثم أثار الغبار ضد الجشي وإذا بالخبر ينشر فجأة بالأسماء من دون أخذ رأي الأشخاص المعنيين.

فالنعيمي كان في الكويت الأربعاء الماضي ولم يزر العراق منذ 1979، أي قبل تسلم صدام الحكم، وكان آنذاك من المعروفين مع كل أطراف المعارضة العراقية والمضادة لحكومة صدام. وفي الوقت الذي كان الخليجيون يمولون صدام ويعطونه أكثر من الكوبونات، كان النعيمي يصدع بمعارضته للنظام العراقي.

رسول الجشي كان بعثيّا وهو لا ينكر ذلك ويعتز بتاريخه، ولكنه أيضا من أشرف الوطنيين في البحرين ومن أصحاب المبادئ وهو لا يحتاج الى «كوبونات» من صدام أو من الذين كانوا يزودون صدام بما هو أكثر من الكوبونات.

الكوبونات أصبحت مثل «صيد السحرة» في القرون الأوروبية المظلمة التي استمرت ما بين 500م و1500م. ففي فترة من تلك القرون كان بعض الماسكين بشئون الكنيسة وأصحاب السوء الذين كانوا يتلاعبون بمصير الناس يتحالفون فيما بينهم لتشويه سمعة الآخرين والقضاء عليهم. ومن تلك الوسائل كان «صيد السحرة». فإذا أراد أحد أفراد السوء (مثلا) أن يلعب بعرض امرأة جميلة رفضت طلبه يقوم بالاتصال بصاحبه في الكنيسة ليعلن على الملأ أن فلانة «ساحرة»، ويطلب من «صائد السحرة» إلقاء القبض عليها وتعذيبها ومن ثم قتلها.

كوبونات صدام هي «صيد السحرة»، وفي الوقت الذي نعلم كلنا من الذي دفع المال والعتاد إلى صدام حسين، ونعلم بصورة إجمالية من هم الذين كانوا يتسلمون من صدام لكي يساندوه في ظلمه لشعبه وعدوانه على جيرانه، نعلم أيضا أن الجشي والنعيمي ليسا منهم. فصائد السحرة هو نفسه الذي كان يود الاعتداء على عرض فتاة في أوروبا المظلمة وعندما رفضت الفتاة ذلك الطلب استعان بأحد الكهنة لإعلان أنها ساحرة ماكرة مارقة يجب تعذيبها والقضاء عليها.

الجشي والنعيمي كانا مشغولين بالمطالبة بحقوق الناس عندما كان البعض منشغلا بأمور أخرى، من بينها مساندة موزع الكوبونات (صدام حسين نفسه). والجشي والنعيمي كانا ينظمان مؤتمرا خلال الأيام الماضية يعبران فيه عن رأيهما وهو حق لهما سواء اتفقنا أم اختلفنا مع ما قالاه.

كفانا ضحكا على الذقون، وكفانا أساليب بالية لا تنفع من قام بها شيئا، وكفانا اتهامات ومتاجرة على الوطنية. فلا أحد يعلم من هو مخلص حقا الا الله سبحانه وتعالى، وكم من الذين اتهموا بأنهم «تسلموا» من الحكام ثبتت براءتهم بعد حين، وفي أحيان كثيرة يظهر الأمر بالمعكوس، بمعنى أن الذي يتهم هو المتهم الفعلي وأن الذي كان يتهم الآخرين كان هو ذاته يعمل ضد مصالح الناس وبلده...

لسنا معنيين بهذا الموضوع من الأساس لولا أن البعض يشن حملة تبدأ مع رسول وعبدالرحمن بتهمة من التهم، وإذا ما نجحت الفكرة يصبح الجميع أسرى للكهنة وصائدي السحرة

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 529 - الإثنين 16 فبراير 2004م الموافق 24 ذي الحجة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً