العدد 540 - الجمعة 27 فبراير 2004م الموافق 06 محرم 1425هـ

المنبر الحسيني... مؤسسة كبرى

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

المنبر الحسيني كان ومازال وسيبقى من أهم الوسائل المستخدمة لنشر الثقافة الإسلامية. وهذا المنبر يعتبر أمانة في اعناق الذين يتشرفون بالصعود عليه وأمانة في اعناق المستمعين وأمانة في اعناق المشرفين على المآتم.

سنويا تبذل الجهود العظيمة وتصرف الأموال الضخمة لضمان استمرار المنبر الحسيني، وسنويا يعتلي المنبر خطباء وعلماء دين لديهم فرص لا تتوافر لغيرهم... آذان صاغية، حشود كبيرة، تركيز على أهم مشترك، توجيه للحديث حيث كانت وجهة نظر الخطيب... كل ذلك باسم الحسين (ع) وباسم كربلاء وباسم حب أهل البيت (ع) وباسم الاخلاص للاسلام... سنويا تنتقل الافكار بسرعة البرق في اذهان الحشود الغفيرة وهذه الافكار من المفترض انها تعمق نهج الحسين (ع) ومفاهيم الحسين (ع) وسيرة أهل البيت في حياة الناس اليومية.

مع كل هذه الاهمية فان المنبر الحسيني مازال من الناحية التأهيلية أقل من المستوى المطلوب. هناك استثناءات في الماضي والحاضر. واستثناء الماضي يتمثل في اناس مثل الشيخ أحمد الوائلي الذي ارتفع بمستوى العطاء المنبري الى القمة وابتدع أسلوبا للقراءة الحسينية يتخذ من احدى آيات القرآن الكريم منطلقا لتفسيرها بما يهم المستمع وثم يعرج من ذلك الشرح ومن خلال أحد المداخل الى قضية الامام الحسين (ع).

حاليا ايضا لدينا عدد من الخطباء الذين يتبعون نهج الوائلي، بعضهم من البحرين وآخرون من العراق، وهم يغنون المنبر باستمرار. ولعل قراءة الشيخ حميد الشيخ إبراهيم المبارك هي الابرز في البحرين هذه الايام لانه ابتكر أسلوبا في القراءة يفسح فيه المجال للمستمعين للرد عليه خلال القراءة الحسينية. وهذا امر مبتكر لان العادة هي ان الخطيب يتحدث قرابة الساعة من دون ان يقاطعه احد، اما المبارك فيسمح لأي شخص بمقاطعته وطرح سؤال عليه او الاعتراض على ما يقول او أن يطرح استفسارا مرتبطا بالموضوع.

هذا الابتكار المهم في مسيرة المنبر الحسيني يحسب كثيرا للمبارك الذي يتعب على الموضوعات التي يتناولها، وهناك حاليا عدد غير قليل من علماء الدين الآخرين الذين يتعبون على موضوعاتهم ايضا، وكلهم اهل للخير الذي يشرفون عليه.

غير ان هناك فرصة ايضا لغير المؤهلين ان يعتلوا المنبر الحسيني وهذه مشكلة حقيقية خصوصا اذا عرفنا ان البعض يبالغ في الحديث غير الواقعي وغير المرتبط بحياة الناس كثيرا وربما يشوه قضية الامام الحسين بدلا من الدفاع عنها ونشر مفاهيمها.

في نهاية السبعينات (أعتقد العام 1978) طرح الوالد الشيخ عبدالامير الجمري (عافاه الله) مشروع «ندوة الخطباء» وكانت تابعة لجمعية التوعية الاسلامية. وتلك الرابطة كانت منتدى لكبار الخطباء لوضع أسس الخطابة واشترطت وضع ضوابط لعضوية المنتدى. والفكرة التي تبنتها جمعية التوعية آنذاك هي ان العضوية تعني ان الشخص مؤهل للخطابة الحسينية بحسب الضوابط التي تعتمدها الهيئة باشراف افضل القدرات الحسينية. غير ان تلك الفكرة لم يوفق لها الاستمرار خصوصا مع تغير الاوضاع السياسية.

اما الآن فلدى القائمين على شأن الحسين من علماء أفاضل وخطباء معتبرين الفرصة لتنظيم هذه الضوابط تماما كما ينظم المحامون مهنتهم، فليس كل شخص يستطيع فتح مكتب محاماة، ولا ينبغي لأي شخص ان يعتلي واحدا من أهم منابر الاسلام «المنبر الحسيني»

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 540 - الجمعة 27 فبراير 2004م الموافق 06 محرم 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً