العدد 2373 - الخميس 05 مارس 2009م الموافق 08 ربيع الاول 1430هـ

المشروع الإصلاحي كان خيارنا السياسي والذي سنبقى نؤكد عليه باستمرار

رئيس بلدي المنطقة الشمالية يوسف البوري:

الوسط - محرر الشئون المحلية 

05 مارس 2009

وفقا للعديد من المشاهد والمواقف التي عاشتها المملكة طوال السنوات العشر الماضية، يشاهد رئيس مجلس بلدي المنطقة الشمالية يوسف البوري المشروع الإصلاحي لجلالة العاهل بأنه قدم مناخا مختلفا أكثر رحابة واتساعا، وإن كان بوتيرة متفاوتة عبر المنعطفات الكثيرة التي مرت بالبلاد طوال السنوات الماضية.

ويوضح أن الكل يدرك أن البحرين مرت بمرحلة صعبة وشاقة مليئة بالتوترات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وكان الاحتقان والغليان هما سيدا الموقف في وقت اتسعت الخروق التي مزقت جسد الوطن، فكان لابد من مشروع انقاذ يستعيد فيه الوطن وهجه وزهوته؛ فالبحرين لا تستحق هذا التناحر والتجاذبات البغيضة، على رغم أن الجميع كانوا يصبون لبارقة الأمل وإن كانت ضئيلة أو محدودة المدار، فلا يمكن لهذه الأرض أن تسير نحو النفق المظلم وتلعب بها العواصف وهي الأرض المعطاءة والخيّرة عبر امتداد العصور.

لذلك، والكلام للبوري، جاء المشروع الإصلاحي لجلالة العاهل والذي أحدث نقلة كبيرة في البلاد، وبفضله تحققت الكثير من الإيجابيات؛ فالأغلبية الساحقة التي صوتت لجانب الميثاق رأت فيه جسر العبور والخلاص من مرحلة مريرة إلى مرحلة مليئة بالطموحات والانفراج السياسي، وكان ذلك يتطلب العودة للحياة الطبيعية بإعادة الحياة النيابية والبلدية.

ويعدد بعض الجوانب المؤثرة في التحول الإيجابي ومنها إلغاء قانون ومحكمة أمن الدولة، العفو الشامل، تفعيل الدستور والتعددية السياسية تشكيل الجمعيات السياسية وتشكيل النقابات والاتحادات المهنية وازدهار الحراك السياسي وحرية التعبير والشفافية. ويؤكد أن المشروع الإصلاحي يمثل ركيزة أساسية لرؤى مستقبلية قادرة أن تقود البحرين لمصاف الدول العريقة والمتقدمة، شريطة أن نتمسك بالثوابت البحرينية الأصيلة التي كانت ولاتزال منهلنا الحقيقي وحضننا الكبير الذي يغدقنا بحنانه ودفئه كلما اعترانا وهنٌ أو ضعف أو مرّ على سمائنا شيء من الانكسار أو التقهقر، ولا يمكننا التراجع بأية حال من الأحوال فهناك مكتسبات تحققت ولا يمكننا العودة للوراء.

وفيما يتعلق بالمسئولية وعلى من تقع، يجيب بالقول: «من البديهي أن المسئولية مشتركة، فمازلنا نتذكر تلك الصور الرائعة التي تجلت في بداية الميثاق والتي عكست طبيعة الإنسان البحريني، هذه الصور يجب أن نستعيدها ونستعيد وهجها، يجب أن تبقى ولا تموت؛ فبموتها يموت الوطن وببقائها يحيى الوطن».

ويتناول الموضوع من زاوية أخرى فيذكر أن الشرائع السماوية علمتنا أن الوطن عنوان وحدة لا فرقة، وعلامة حب لا بغض وكراهية، هذه الروح هي التي يجب أن تعود وتسود فرفعة الوطن وتقدمه وازدهاره يبقى العنوان الأكبر والأبرز والذي يتطلب منا شحذ الهمم وتوفير مناخات سليمة لديها القابلية المطلقة للارتقاء بالبحرين على كل الأصعدة، لهذا، التفّ الجميع حول المشروع الإصلاحي وكان مظلتنا جميعا، وأي تراجع -ولو في بعض مفاصل هذا المشروع- قد يعيدنا إلى الوراء ويعيد حالة الإرباك والتجاذبات البغيضة التي نرى بعض ملامحها تدور في الأفق، وترشحنا لما لا يقاس من تداعيات لا يحبذها كل أبناء البحرين.

ويواصل حديثه بالقول إن بعض الصورة المتناثرة في بعض زوايانا لا تليق بالبحرين، ففي المشروع الإصلاحي كان خيارنا السياسي والذي سنبقى نؤكد عليه باستمرار مهما تغيرت وتنكرت القناعات والمواقف ألا وهو الحوار الذي كان له الدور الكبير في إزالة الكثير من ترسخات عدم الثقة بين القوى السياسية والحكومة، وتعززت هذه الثقة بتلك الحوارات المتكررة التي نحن اليوم بأمسّ الحاجة إليها ونحن نواجه منعطفات خطيرة قد تعيدنا إلى المربع الأول وهو المصير الذي لا يطاق ولا يرغب فيه أحد، مشددا على أنه يجب أن يبقى خيارنا الدائم والمستمر في نهجنا السياسي وعبر تعاطينا مع مختلف الملفات هو الحوار بدلا عن الخيار الأمني، والتجارب علمتنا الكثير فعلينا أن نتعظ منها، لكن، في بلادنا تحققت الكثير من الخطوات الإيجابية على الصعيد السياسي وبات من الضروري التقدم أكثر وعلى أكثر من صعيد.

ويختتم بالقول: «علينا أن نتمسك بأحد الثوابت التي نراها في المشروع الإصلاحي، وهي الحوار وتبادل الآراء بين كل المعنيين، كلما زادت قنوات الحوار ازداد التلاحم وهو ما نرجوه ونتمناه دائما، وعلينا أن ندفع نحو أجواء الحرية والانفتاح لأنها أحد الأسس التي ترتكز عليها العملية الديمقراطية والقائمة على الرأي والرأي الآخر، ومهمتنا جميعا أن تترجم التوجهات الإصلاحية لمشروع جلالة الملك على أرض الواقع ونسعى لإنجاحها فلدى الروح البحرينية المتأصلة مما يعزز هذه الطموحات»

العدد 2373 - الخميس 05 مارس 2009م الموافق 08 ربيع الاول 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً