العدد 2723 - الخميس 18 فبراير 2010م الموافق 04 ربيع الاول 1431هـ

دولة الأكاذيب الكبرى

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

حين قرأ رئيس الوزراء البريطاني الأسبق تشرشل على قبر أحد السياسيين عبارة تقول: «هنا ترقد السياسة والصدق»، ضحك ساخرا من هذا الهراء!

وإذا كانت بضاعة أغلب الساسة تقوم على الكذب، فإن الكيان الصهيوني معجونٌ من الكذب والأساطير التاريخية وجنون القوة. فبعد أن شاهد العالم كله فيديو القتلة وهم يتحركون في مطار وفنادق دبي، خرج وزير خارجية العدو افيجدور ليبرمان ليقول إنه لا يوجد دليل على تورط الموساد في عملية الاغتيال! وأضاف أن «إسرائيل» تلتزم بسياسة «الغموض» فيما يتعلق بالمخابرات (الموساد) وميزانيته وعملياته السرية القذرة.

طريقة التنفيذ التي تكشف ما وصلت إليه «إسرائيل» من عربدة واستعراض، أخذت تتفاعل داخليا وخارجيا. ففي الخارج أسرع حلفاؤها الأوروبيون إلى ادعاء أن الجوازات مزوّرة، واستدعت بريطانيا وإيرلندا السفير الإسرائيلي لديهما للاحتجاج. أما في الداخل الذي بدأ بالتهليل أولا للعملية «الناجحة»، فقد أخذ الجدل يتصاعد بعدما اتضح أن سبعة من المنفذين «القتلة» يحملون جوازات سفر مزدوجة إسرائيلية وبريطانية. والاحتجاج البريطاني كيف تزوّر «إسرائيل» وثائق سفر مواطنيها، وهو أمرٌ سيضع على الطاولة الأخطار الأمنية لسياسة ازدواج الجنسية، لأول مرةٍ في تاريخ الكيان الصهيوني الذي استقوى واشتد عوده بالمستوطنين.

لا نعوّل إطلاقا على الموقف الأوروبي، فهي حتما سحابة صيف في سماء العلاقات الرومانسية الحميمة، ولذلك قال ليبرمان إنه لا يوجد داعٍ للقلق، «فبريطانيا تدرك أن (إسرائيل) بلدٌ مسئول، وأن نشاطنا الأمني يتم وفقا لقواعد واضحة وحذرة ومسئولة للغاية»! لكن لن تمر أية عربدة مقبلة كما كانت تمر في السابق، ولو من باب تجنب الإحراج مع الإعلام.

هذا الوزير المتطرف الذي بدأ عهده بالتهديد بقصف السد العالي في مصر، هدّد قبل أسبوعين بإسقاط النظام السوري، ما أثار انتقادات واسعة حتى داخل «إسرائيل»، واضطر باراك للتدخل وتخفيف حدة الموقف، والتنصل من تبعة هذه التهديدات. والغريب أن باراك نفسه الذي هرب بجيشه من لبنان في 2000، أطلق تهديدات مماثلة باتجاه لبنان قبل شهر، في سياق تصعيد حملة التهويل النفسي في الأسابيع الأخيرة. والمفارقة أن يخرج الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز، وسط كل هذه الضجة، لينفي وجود أي نزاع بين «إسرائيل» ولبنان!

هذا العجوز الصهيوني، يقول إنه لا يفهم إطلاقا سبب قلق رئيس الوزراء اللبناني (سعد الحريري) من إمكانية التصعيد بسبب التهديد الذي تشكله «إسرائيل»، فلا يوجد أي نزاع بين «إسرائيل» ولبنان أصلا! ولا مبرر للقلق، لقد انتهى كل شيء، وسمن على عسل يا لبنان!

أنت لست أمام سياسة قوة وعربدة وتبجّح فحسب، بل أمام كيان غريب قائم على الأكاذيب، فبعد سلسلة حروب دخل لبنان فيها طرفا مباشرا ضد «إسرائيل»، في 1978، و1982، و1996 حتى التحرير في 2000، وعودتهم مرة أخرى في تموز 2006، على اللبنانيين أن يؤمنوا بعد كل هذه الأنهار من الدموع والدماء... أنه لا يوجد نزاعٌ أصلا مع الجارة الوديعة «إسرائيل»!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2723 - الخميس 18 فبراير 2010م الموافق 04 ربيع الاول 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 6:07 ص

      خطورة ازدواج الجنسية !!!

      في حملة التجنيس المسعورة و التي تستهدف فئة معينة في البحرين حاولوا و من باب الكيدية أن يزودوا أكبر عدد ممكن من المجنسين بأكث من جواز سفر حتى يتمكنوا من ضرب الشيعة أينما وجدوا و حتى لا يقعون تحت أي سؤال فضلاً عن الملاحقو الأمنية ، السؤال الآن هل يستطيعون حماية أنفسهم ممن يحمل عدة جنسيات لو أراد أحهم أن يعمل ضدهم شيئاً على اعتبار أن من يحفر حفرة لأخيه لابد أن يقع فيها ، ما هي نظرتهم لازدواج الجنسية !!!

    • زائر 6 | 6:05 ص

      السامية

      ساركوزى اضاف بند فى القانون الفرنسى يحرم على كل من تسول نفسه بالتقول على السامية او مجرد الشك بهم يسجن 0 نتنياهوا قال بنفسه سنرسل كل قادة حماس الى الجنة وهاهو ينفذ هذا التهديد بدقة 0 لاتنتظرون محبة الغرب لنا نحن يامعشر المسلمين بالأول كانوا غافلبن عنا ولكن بطولات المجاهدين وغزواتهم افاقتهم وافادتهم كئيرا وانصبت لصالح الكيان الغاصب الاتنظرون هذا ألأحتلال الكبير لنا برا وجوا وبحرا يعنى لازم اتشوف المحتل ايدور فى الجيب 0 مسكين عرب مايعرف قوة رومان0

    • زائر 5 | 3:21 ص

      بيريز العجوز .. يصور الوضع بين كيانه و لبنان .. سمن على عسل !!

      (هذا العجوز الصهيوني، يقول إنه لا يفهم إطلاقا سبب قلق رئيس الوزراء اللبناني (سعد الحريري) من إمكانية التصعيد بسبب التهديد الذي تشكله «إسرائيل»، فلا يوجد أي نزاع بين «إسرائيل» ولبنان أصلا! ولا مبرر للقلق، لقد انتهى كل شيء، وسمن على عسل يا لبنان!)
      لأن هذا الشاب القلق ( المنافق ) قد زار إسرائيل خمس مرات .. وحتى إثناء حرب تموز ... بحسب تصريحات أخيه الكبير الذي أقصي عن ممارسة السياسية .. بفضل مسئولين كبار في دولة عربية كبرى .

    • زائر 4 | 11:57 م

      المشكلة في الحكومات العربية

      العرب (الرسميون) أصحاب الدم المتخثر لا يرتقون في ردات الفعل الا إذا كان الشأن عربي صرف. أما عربدة الكيان الصهيوني فهم غير معنيين بإتخاذ موقف منها.

    • زائر 3 | 11:30 م

      تسامح دولي وخوف عربي

      الدولة العبرية لا تخاف من الدول الكبرى . والاسرائيليون يعلمون ان لا احد من الدول القوة سوف تندد او تعترض على ما يقومون به من اغتيالات بربرية خارج الحدود الاسرائيلية واجزم ان لو سنحت لهم الفرصة بتصفية احد المطلوبين ولو كان هذا المطلوب يقوم بزيارة في البيت الابيض او اي من القصور العربية لفعلو ذلك دون تردد . كل ذلك بسبب التسامح الدولى مع اسرائيل . والحمدلله ان الكاميرات الامنية قى دبي قد كشفت المستور . تصور لو ان الحدث كان فى جمهورية ( بتاع كلو ) لاخفو الاشرطة وقالو ( كلو تمام يا فندم)

    • زائر 2 | 10:25 م

      عجبي

      اصرار حكومتنا على التطبيع مع هذا الكيان السرطاني و منع اقامة مكتب مقاطعة اسرائيل ...أبو مريم

    • زائر 1 | 8:22 م

      الموت لإسرائيل

      اليهود من طبعم الغدر، وهل يمكن أن يكون هناك سمن وعسل بعد أكثر من ستين عام من المجازر الصهيونية المستمرة وسلسلة الاغتيالات..

اقرأ ايضاً