العدد 542 - الأحد 29 فبراير 2004م الموافق 08 محرم 1425هـ

نظرة على تاريخ الحركة الطلابية البحرينية

بعد أن ضاقت عليهم بلادهم ردحا من الزمن، اتخذ الطلبة البحرينيون النشطون من بيروت الثقافة والحرية موطنا لولادة تنظيمهم الطلابي الفاعل، إذ كان ذلك المؤتمر التأسيسي الذي عقدته مختلف الروابط الطلابية البحرينية في مختلف البلدان العربية والأجنبية في 25 فبراير/شباط في العام 1971 لإشهار نقابتهم الطلابية الحرة التي حملت اسم «الاتحاد الوطني لطلبة البحرين».

تقول الوثيقة التي تحتفظ بها «نشرة الطالب» بعنوان: «قيام الاتحاد الوطني لطلبة البحرين خطوة إلى الأمام»: «عقد في دمشق في الفترة من 16 إلى 25 فبراير من العام 1972 المؤتمر التأسيسي لاتحاد طلبة البحرين تحت شعار (نحو حركة طلابية تقدمية في الخليج العربي) حضرته جميع الروابط الطلابية البحرينية التي وافقت على قرارات المؤتمر التحضيري الذي عقد في أوائل العام 1971 في بيروت وعددها تسع عشرة رابطة اثنتان منها في أوروبا والبقية في أرجاء الوطن العربي. حققت الحركة الطلابية البحرينية في هذا المؤتمر تجاوزا رائعا على مستوى العمل الطلابي بإنجاز قيام الاتحاد الوطني لطلبة البحرين وعلى مستوى مهمات الحركة الطلابية ودورها في عملية التغيير الاجتماعي بتثبيت دورها في عملية التقدم العالمية»، وتضيف الوثيقة في وصفها لهذه الحركة الطلابية الجديدة قائلة: «بعد نضال طويل للحركة الطلابية البحرينية التي استلهم منها الكثيرون من أبناء هذه المنطقة دروب نضالهم، يثبت الطلبة البحرينيون من جديد أنهم من أكثر الفئات الطلابية استجابة لمعطيات المرحلة التاريخية الراهنة. لقد تعدت نتائج مؤتمرهم طموحات الطلبة في البحرين لتشمل طموحات الطلاب في البلدان العربية والعالمية. وقد أوصل هذا المؤتمر علاقة العمل النقابي الطلابي بدور الطلبة في عملية التغيير الاجتماعي إلى درجة الانسجام والترابط الواعي الذي لا يمكن معه الخلط بين الجانبين كما لا يمكن بتر أحدهما عن الآخر».

أما رد الفعل على مستوى البحرين فإنه ليس مختلفا عما نلاحظه الآن من ردات فعل المسئولين في الوزارة على مذكرات الطلبة.

نص المذكرة التي أرسلها الاتحاد الوطني لطلبة البحرين إلى مجلس وزراء البحرين:

مجلس الوزراء - البحرين

في نهاية شهر يناير/كانون الثاني من العام 1972 رفع طلبة البحرين الثانويون إلى وزارة التربية والتعليم مذكرة تتضمن عدة مطالب من أهمها:

حرية العمل النقابي وذلك بتشكيل اتحاد طلابي، وتطبيق نظام الدور الثاني بالنسبة إلى امتحان الشهادة الثانوية، وتحسين مستوى العناية الطبية. وقد ردت وزارة التربية والتعليم على هذا بالرفض المطلق لمطلبها الأول.

إن المطالب التي رفعها طلاب الثانوية هي مطالب عادلة ومشروعة لكل طالب بحريني، والمجلس الإداري للاتحاد الوطني لطلبة البحرين يؤيد مطالب طلبة الثانوية ويعتبرها حقا مشروعا لكل طالب. ويرى أن الأسلوب الصحيح الذي يجب أن تنتهجه السلطة هو الاستجابة لتلك المطالب.

إننا نطالبكم بالاستجابة الفورية لمطالب طلبة الثانوية العادلة.

المجلس الإداري للاتحاد الوطني لطلبة البحرين

17/ 2/1972

أما عن تداعيات هذا الرفض الوزاري وهذا الرد السلبي فإن الطلبة أعلنوا إضرابا شاملا في المدارس الثانوية. ومن المناسب هنا أن نعرض أيضا مقتطفات من البيان الذي أعلنته القواعد الطلابية متمثلة في الروابط، ردا على هذه الحوادث وعلى موقف الوزارة إذ ذهب البيان يقول: «وعليه فهي تتحمل - الوزارة - كامل المسئولية فيما وصلت إليه الأحداث والطريق المسدود الذي أرادته الوزارة وذلك برفضها لما تطرحه حركتنا الطلابية من مطالب، ومن محاولات طرح صيغ بديلة - مجالس الطلبة - الهدف منها تمييع مطالب الطلبة.

ختاما، نتوجه بالمقارنة بالواقع الذي تعيشه الحركة الطلابية البحرينية اليوم من شتات سلبي ومن محاولات جاهدة للتوحد ولتقريب وجهات النظر وتوجيهها الوجهة الصحيحة. الصورة الحالية تشير إلى أن الطلبة من جانبهم يبذلون قصارى الجهد في التنظيم والتنسيق ولاسيما بعد أن دخلت على الخط جمعية الحريات العامة مع كل ما عندنا من تحفظات بهذا الشأن إلا أن الوقائع تشير إلى محاولات جادة للوصول بموضوع الاتحاد إلى نقطة الإشهار، وأن يكون فعلا هو المنظمة الشرعية التي يلتف حولها الطلاب البحرينيون بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم، والتي تلتقي فيها كل الأطياف البحرينية الطلابية وتشارك في صنعها وتقويتها كل التجمعات الطلابية سواء في الداخل أو في الخارج.

وكلنا ثقة بأن الوضع قد تبدل، والوزراء تبدلوا، ونقول وكلنا تفاؤل لوزير التربية والتعليم ماجد النعيمي، إن عليه أن يلتفت إلى هذه النقطة المهمة جدا للطالب البحريني، وأن يتعامل معها بشكل إيجابي تصحيحي لتضاف إلى رصيد إنجازاته المشهودة وبرامجه التطويرية الفاعلة التي تشهدها المسيرة التعليمية في البحرين في الوقت الراهن.

أما رسالتنا إلى الجمعيات الشبابية والتجمعات الطلابية فهي ضرورة ممارسة التوعية اللازمة للقواعد الطلابية وضرورة انتهاز الفرص والقضايا التي تتعرض لها الحركة الطلابية من أجل الانطلاق بفاعلية وصدق.

ورسالة خاصة إلى الطلبة والطالبات في بريطانيا، أقول فيها، كنتم السباقين في التنظيم والتنسيق الطلابي وفي إعلان أول لجنة تحضيرية وإصدار أول نشرة طلابية، فهل تعيدون الالتفاف مرة أخرى من أجل نيل السبق مرة أخرى في إشهار أول رابطة طلابية بحرينية؟ هذا ما ستثبته الأيام

العدد 542 - الأحد 29 فبراير 2004م الموافق 08 محرم 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً