أكدت المحامية فوزية جناحي ان الفتاة البحرينية (32 عاما) التي تحولت إلى رجل بعد إجراء عمليتها الجراحية الأولى في الفلبين، سافرت لإجراء العملية الثانية استكمالا للعلاج، وأفادت ان تحول (م) الكامل إلى رجل لن يتم إلا بعد إجراء العملية الثالثة. وكانت الفحوصات الطبية أفادت ان (م) ذكرا وليست أنثى، إذ تحمل هرمونات ذكورية بنسبة أعلى من الهرمونات الأنثوية، ووفقا لهذه الفحوصات أصدر قضاة محكمة الاستئناف العليا الشرعية شهادة بالموافقة على إجراء (م) عملية جراحية كي تصبح رجلا.
المنامة - نبيلة سليمان
«سيدي القاضي... ولدت المدعية وقُيِّدت لدى وزارة الصحة وجميع الجهات الرسمية في المملكة على أنها أنثى، إلا أن المدعية وأثناء مراحل حياتها ظهرت عليها علامات وصفات تخص ما يظهر على الشباب من الرجال، وتختلف تمام الاختلاف عما يحدث للبنات، حاولت المدعية إبلاغ أسرتها إلا أنه نظرا إلى طبيعة بلادنا والعادات والتقاليد أجبرت المدعية وأسرتها على عدم إفشاء ذلك بين الناس».
بهذه المرافعة تقدمت المحامية فوزية جناحي بأغرب قضية عرفها القضاء البحريني، إذ تقدمت فتاة تدعى «م» بدعوى أمام المحكمة الصغرى المدنية ضد وزارة الصحة وضد الإدارة العامة للجنسية والإقامة والجوازات طالبت فيها بالحكم بإلزام وزارة الصحة بتغيير اسمها الأنثوي إلى اسم آخر ذكوري، وإلزام الإدارة العامة للجنسية والجوازات بتعديل اسمها في جواز السفر، وذلك بعد أن خضعت لعملية جراحية في الخارج وتحولت بها من أنثى إلى ذكر، وصدرت لها شهادة بالموافقة على إجراء العملية الجراحية من محكمة الاستئناف العليا الشرعية، على ألا تؤثر هذه العمليات على الإنجاب مستقبلا.
يصلي الجمعة
لم يدرك الرجال في المسجد أن هذا الشاب المتدين «س» الذي يؤدي معهم صلاة الجمعة، ويشاركهم حلقات الذكر ما هو سوى فتاة «م»، وهذا ما جعل المدعية تتردد كثيرا وهي تدخل المحكمة ولكن كانت ضرورة لابد منها.
كيف تحولت هذه الفتاة إلى رجل؟
- تقول المحامية فوزية جناحي: «م» هي فتاة في بداية العقد الثالث من عمرها، كانت زميلة لنا في الجامعة في كلية الحقوق، وقد لاحظنا أثناء مزاملتها لنا في السكن في الإسكندرية أنها تشعر بإحراج عندما نبدل ملابسنا أمامها، وتخرج من الغرفة أحيانا، كنا نسمعها وهي تحدث شقيقها الوحيد في الهاتف وتكلمه عن مباريات المصارعة التلفزيونية، أكثر من مرة رأيتها تلعب كرة قدم، وكم مرة تساءلنا نحن الفتيات لماذا تشبه (م) الرجال في سلوكها؟
وتواصل جناحي حديثها: تركت «م» الدراسة بعد انتهاء العام الدراسي الأول ولم تعد مرة أخرى لمواصلة دراستها، ولم نعد نسمع عنها شيئا حتى عدنا إلى البحرين، ومنذ ثلاث سنوات جاءتني تطلب رفع دعوى لتغيير اسمها لدى وزارة الصحة وفي جواز السفر بعد أن أجرت فحوصات أثبتت أن الهرمونات الذكورية لديها أكثر من الهرمونات الأنثوية.
ولماذا أجرت الفحص؟
- لأنها ـ بحسب قول المدعية ـ كانت تشعر منذ طفولتها بأنها ولد وليست بنتا، وعندما كانت تعبّر عن ذلك لوالدتها كانت الأم ترفض هذا الرأي وتعاملها على أنها فتاة، ولأن للمدعية شقيق، كان رفض الأم له مبرره إذ إنها كانت تريد أن يكون لها بنت وولد. وعاشت المدعية مع والدها بعد انفصاله عن والدتها، لعل ما يحدث لها يتغير عند بلوغها السن التي تستطيع فيها التمييز ما إذا كان الشخص ذكرا أم أنثى، إلا أنه عندما بلغت المدعية سن البلوغ ازداد لديها ظهور علامات وامارات البلوغ التي تظهر على الرجال، ولم تظهر عليها أدنى علامات البلوغ التي تظهر على المرأة، وقد حاولت المدعية ومنذ بلوغها إجراء الفحوصات والتحاليل التي جاءت كلها مؤكدة أن المدعية ذكر وليست أنثى.
وكيف بدأت المدعية خطواتها الأولى في طريق التحول؟
- كانت تراسل كل الحالات المشابهة لها عن طريق الإنترنت، ثم بدأت بمراسلة أطباء متخصصين في عمليات التحويل، وأجرت الفحوصات المطلوبة في البحرين، ووافق الأطباء على إجراء العملية لها، على ثلاث مراحل لكون التحويل الكامل لن يتم إلا من خلال المراحل الثلاث، ثم إن عمر المدعية يعوق إتمام التحويل في عملية واحدة.
تخشى السياقة
وما المشكلات التي واجهت المدعية؟
- واجهت المدعية الكثير من المشكلات في الحياة العملية والأسرية لكون المجتمع الذي يحيط بها لم يتعامل معها على أنها أنثى من ناحية، ولا أنها ذكر من ناحية أخرى، وفي السنوات الأخيرة وبعد تحوُّل مظهر المدعية إلى رجل، كانت تخشى سياقة السيارة خوفا من أن توقفها شرطة المرور، وقد يطلبون منها رخصة القيادة، وكيف يمكن أن تثبت لهم أن الشاب الذي أمامهم هو الفتاة نفسها التي تحمل رخصة القيادة صورتها. صحيح أن المدعية لم تضع المساحيق التجميلية التي تضعها النساء أبدا، ولكن وجهها كان وجه فتاة، أما جسدها فكان جسد رجل.
وماذا عن موقف أسرتها منها؟
- اضطرت الأسرة الآن إلى الخضوع للأمر الواقع، فهذه الفتاة في طريقها لأن تصبح رجلا في تمام الرجولة بعد الانتهاء من العمليات الثلاثة.
من هذه الفتاة «الرجل» من خلال معرفتك بها؟
- منذ أن كانت فتاة وهي متدينة وعلى خلق، تؤدي جميع الفرائض، وتتعامل بحذر وإحراج مع الفتيات، عندما طلبت منها حضور جلسة دعواها في المحكمة ترددت قائلة: «العاملون في المحكمة يعرفون أنني رجل، فأنا أصلي معهم الجمعة، أخشى اكتشافهم للحقيقة».
وخرجت «م» من المحكمة تحمل في يدها شهادة الموافقة على إجراء عملية جراحية لها لتصبح الشاب «س»، الذي يمكن أن يتأقلم مع الحياة وتتأقلم الحياة معه بعد دخوله عالم الرجال.
صدرت شهادة إلى من يهمه الأمر من وزارة الصحة في مملكة البحرين، جاء فيها: «نفيدكم بأن (م) خضعت لعمليات جراحية دقيقة من أجل تحويلها من أنثى إلى ذكر، وانه نظرا لذلك لا مانع من اعتماد أنها ذكر في الأوراق الرسمية، إذ إنها بعد العملية الأولى لا تمت إلى جنس الأنثى، وذلك لعدم وجود الأعضاء الجنسية التناسلية الأنثوية بها»
العدد 572 - الثلثاء 30 مارس 2004م الموافق 08 صفر 1425هـ
كومود
سبحان الله
هيثم اليمن
اني اشعر بانني ولد مو بنت واتمنا ان اجري عمليا تحول من انثي الي ذكر ...لاني احس اني محبوسه داخل هذا الجسد...دلوني كيف اعمل
مبارك
كيف وافقة المحكمة باجراء العملية وهل المحكمة الفلبينية او اليمنية