العدد 2744 - الخميس 11 مارس 2010م الموافق 25 ربيع الاول 1431هـ

احتفاء بالصورة الصادقة والفن الجميل

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في بادرةٍ فنيةٍ جميلةٍ، تم تنظيم معرضٍ للصور الفوتوغرافية يوم السبت الماضي في أحد أقسام الصحيفة، إذ تم الانتهاء من تجهيز صالةٍ خاصةٍ قبل فترة وجيزة لتكون حاضنة لـ «جاليري الوسط».

الدعوة وُجّهت إلى أكثر من خمسين مصوّرا، من الكوادر العاملة بوسائل الإعلام، ولقي استجابة طيبة وتفاعلا ملحوظا من الأغلبية، إذ بلغ عدد المشاركين ثلاثة وثلاثين. وقدّم كلّ مصورٍ خمسة أعمال، اختير اثنان منها للعرض.

الجميل في هذا المعرض الفني أن المشاركين كانوا من جميع الصحف المحلية، مواطنين ومقيمين. وكان المعرض فرصة للالتقاء بالكوادر الفنية التي تعمل في ست صحف يومية وصحيفتين إنجليزيتي اللغة، وصحيفتين أسبوعيتين، إضافة إلى مصوري وكالتي أنباء أجنبيتين (أ.ب ود.ب.أ).

مما يلفت النظر أن العاملين في هذا القطاع من الصحافة لا يعيشون تلك الحساسيات المعتادة في مواقع العمل الأخرى، إذ تسود بينهم علاقات زمالةٍ وتعاونٍ، وأحيانا يتبادلون الصور في حال نقص تغطيات بعضهم بعضا. وهو أمرٌ قد لا تتخيّله في أقسام التحرير مثلا، فمن الصعب أن يحرّر زميلٌ خبرا أو يكتب مقالا، ثم يعطيه لزميلٍ آخر لينشره باسمه!

في المعرض... شارك المصوّر الشهير خليفة شاهين (في العقد السادس أطال الله عمره)، الذي عرفناه حاملا كاميرته على كتفه منذ انطلاقة تلفزيون البحرين منتصف السبعينيات. جاء الرجل ببعض الكاميرات القديمة التي دخلت ذمة التاريخ، ليعرضها على الجمهور. كما شارك المصوّر جعفر علي، (في العقد الخامس)، وهو من أوائل المصوّرين الصحافيين، وألقى كلمة ترحيبية موجزة. على أن أكثر المشاركين من الشباب الواعد، وأغلب ما شاهدناه من لقطاتٍ تستوقفك لما فيها من حسٍّ فني رفيع، وشخصيا مررت على اللقطات مرتين دون أن أرتوي من هذا الفن الجميل. ورغم شغفي بالصور والتصوير منذ سنوات الابتدائية، إلا أن هذا المعرض أكّد لي أن الصور الفوتوغرافية فنٌ قائمٌ بذاته، وأن اللقطة يمكن أن تختزل الكثير من الروعة والجمال.

الصورة اليوم مكملةٌ للخبر، وأحيانا تغنيك عن التعليق وتكثير السطور. وإذا كان القدامى يعتبرون البلاغة في الإيجاز، بأن تقول شيئا كثيرا بكلمات معدودات، فإن ذلك ما تقوم به الصورة في الصحافة في كثير من الأحيان.

الصورة التي تمتلك كل هذه القوة والطاقة الجمالية، ومن الصعب تكذيبها، تمتلك أيضا الكثير من التأثير والإيحاء. قبل أشهرٍ نظّم عددٌ من الجمعيات السياسية مسيرة «إلا لقمة العيش»، احتجاجا على عزم الحكومة رفع الدعم عن عدد من السلع الأساسية، ما يهدّد برفع نار الأسعار. ولم يكن في نيتي الكتابة عن الموضوع حينها، إلا أن صورة لسيدتين تحملان طفليهما على كتفيهما في أواخر المسيرة ألهمتني كتابة ثلاثةٍ مقالاتٍ متوالية. فهاتان السيدتان تحمّلتا مسئوليتهما الاجتماعية، (وأنتهز هذه الفرصة لأحييهما لتجشمهما عناء المجيء من منطقة أو قرية بعيدة إلى العاصمة للدفاع عن مصالح الناس)، بينما كان بعض «كتّاب العملة» يسخرون من المسيرة التي نجحت في إيقاف مخطط رفع الأسعار.

كل الشكر والتقدير للمصوّرين الذين أتحفونا بهذه اللوحات الناطقة المتنوعة المضامين... من الفن الجميل.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2744 - الخميس 11 مارس 2010م الموافق 25 ربيع الاول 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 10:07 ص

      مع نشر الصور

      اضم صوتي كقارئ الى وملائي القراء بعرض بعض الصور في النلحق بشرط ان يكون على ورق ملون. مثلا في الصفحات الوسطى من الملحق مع التعريق باسم الصحفي وموضوع الصورة. وشكرا للوسط على مبادراتها.

    • زائر 7 | 6:54 ص

      التصوير لبصحفي مهنة جميلة , رائعة ومليئة بالأحاسيس الحزينة أو السعيدة _ ام محمود

      أثناء دراستي بالجامعة درست مساق التصوير الصحفي وقمت باستخدام الكاميرا في أكثر من موقع بعد ذلك قمنا بتحميض الصور مع الاستاذ وكذلك مساق بعنوان الاخراج الصحفي واستخدمت الكاميرا التلفزيونية وقابلت الرسام ناجي العلي الذي كان يعمل في جريدة الخليج في تلك الفترة أثناء رحلة ميدانية مع زميلاتي ..والآن مع التطور وباستخدام الديجتال والفوتوشوب يستطيع المصور الحصول على صور معبرة وصادقة للصحف والمجلات .. ولكنني في الحياة العملية توظفت بتخصصي الثاني المزدوج وهو الانجليزية.

    • زائر 6 | 5:20 ص

      جـوهـــــــر ... الصــــــورة

      قراءة الصورة المُلتقطة بكيفية فنية وتلقائية – الروعة - ببساطة ، تبدأ بنظرة تتلوها نظرة ، ثم تتسمّر وتتأمل وتمحّص بدقة ، يتبعها تنفّس بعمق " شهقة " لتحلّق بأبعاد أبعاد الصورة ، بعد ذلك تتركها ، وبلا وعي تختزن في أعماق ومخيلة الذكرى ؛ لأنها صادقة ، حينئذٍ تأكد أنك فهمت وتعايشت وتفاعلت مع موضوع / القصة ، هذه هى مراحل التذوق الفني لمضامين جوهر الصورة ، كل الشكر للكاتب وللوسط ... " تشوّقت لرؤية الصور " ... نهوض

    • زائر 5 | 3:57 ص

      تحية للسيدتين

      نحيي معك ايها الكاتب هاتين السيدتين على حضورهما الاجتماعي ودفاعهما عن مصالح الناس، بينما يدافع بعض الكتاب عن المصالح الفئوية والطائفية، ويسخرون من الذين يعملون لصالح الجميع. شكراً على التفاتتك الطيبة، وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح.

    • زائر 4 | 2:42 ص

      لو ترك الناس وشأنهم لن ترى الا الطيبة ..

      لو ترك الناس وشأنهم لن ترى منهم الا الطيبة التي زينت جباه أهل البحرين منذ القدم والتي لم تستطع كل المحاولات تشويهها بادخال من نسبوا للبحرين بدون وجه حق .

    • زائر 3 | 12:13 ص

      اعرضوا الصور في الملحق

      انا ايضا اطالب بعرض الصور في الجريدة لان الصور التي عرضتوها كانت عن المعرض. لماذا لا تعرضوا هذه اللوحانت في الملحق الفضاءات؟

    • زائر 2 | 11:20 م

      لاتبخلوا علينا نحن من

      اتمنى ان تعرضوا بعض الصور في الجريدة لنقل القارىء الى عالم التأثير والإيحاء وشكرا جزيلا يا اخي خليت في قلبنا فهوه كما يقال بالكلام الشعبي تكرم علينا ياسيد وبالتوفيق دائما .

    • زائر 1 | 10:45 م

      اعجبتني

      بينماكان بعض كتَاب العملة يسخرون من المسيرةالتي نجحت في إيقاف مخطط رفع الاسعار.وتحيتي لك

اقرأ ايضاً