قالت شركة مان انفستمنت انها ستسعى إلى إنشاء تحالفات مع المؤسسات المالية المحلية والاقليمية في دول مجلس التعاون الخليجي مشيرة إلى أن هذه المنطقة تعد من أهم المناطق المساهمة في استثماراتها حول العالم.
وقال رئيس مان انفستمنت في المنطقة العربية وآسيا انطوان مسعد: «ان منطقة الخليج تعد من المناطق الرئيسية التي يركز عليها مديرو الثروات والشركات الاستثمارية ليس لمجرد وجود الثروات الهائلة التي تتمتع بها هذه المنطقة بل لأن المستثمرين يتمتعون بقدر أكبر من الحرية في اتخاذ القرارات التي تتعلق بالاستثمار كما انهم أكثر تقبلا للأفكار الجديدة».
وذكر مسعد أن الثروات الخاصة في المنطقة العربية تتجاوز التريليون دولار أميركي وهي موزعة بين 300 ألف شخصية تمتلك كل واحدة منها أكثر من مليون دولار من الأصول التي يمكن استثمارها. وأشار إلى أن تقرير ميريل لينش/ كاب آرنست أند يونغ للثروات العالمية 2003 يتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 1,5 تريليون دولار أميركي بحلول العام 2007 فيما تشير التقديرات الى انه كان هناك حوالي 4,7 ملايين شخصية ثرية في كل أنحاء العالم عند نهاية العام 2002، وما يناهز الستة في المئة من أكثر الشخصيات ثراء تقطن في منطقة الخليج.
السوق الخليجية
وقال: «مع ذلك فإن أكثر من 98 في المئة من 72,2 مليار دولار أميركي من الأموال الجديدة التي استثمرت في صناديق التحوط في العام 2003 من أوروبا والولايات المتحدة الأميركية». ولكنه أضاف انه من الممكن أن يكون جزء من هذه الأموال الجديدة جاء من ثروات عربية مستثمرة في الخارج» مؤكدا أن عددامتزايدا من مديري صناديق التحوط يتوجهون إلى سوق الخليج الشاسعة. وقال ان هناك جهودا متنامية لاقناع المستثمرين العرب بمزايا هذه الفئة من الأصول.
وذكر مسعد خلال ورشة العمل التي نظمتها مجموعة مان ا نفستمنت في مقرها الرئيسي في العاصمة البريطانية (لندن) لمجموعة من الصحافيين في منطقة الخليج العربي عن صناديق التحوط أن المستثمرين العرب أسهموا من خلال خبراتهم الكبيرة في القطاع المالي في تمهيد الطريق لانتشار صناديق التحوط على نطاق عالمي باعتبارها فئة أصول قيمة. وقال انه من المتوقع أن يواصل هؤلاء المستثمرون لعب دور حيوي مهم في هذا القطاع الذي يشهد تطورا مطردا عالميا.
وأضاف: «ان العالم العربي لعب دورا رياديا في الاستثمار في صناديق التحوط إذ خاض المستثمرون العرب هذا المجال منذ عشرين سنة عندما افتتحت مجموعة مان انفستمنت أول مكتب لها في المنطقة العربية في البحرين» مشيرا إلى أن هؤلاء المستثمرين مازالوا حتى اليوم يستخدمون هذه الصناديق لتنويع محافظهم الاستثمارية من أجل تحسين الأداء وتعديل المخاطر. وقال بينما بدأ بقية العالم اليوم اكتشاف فوائد صناديق التحوط والعوائد الكبيرة المعدلة لأخذ المخاطر في الحسبان التي يمكن أن تقدمها في الأسواق كافة يستمر المستثمرون العرب في تنويع محافظهم باستخدام هذه الفئة من الاستثمارات المعدلة المخاطر والمعتمدة على مهارات مديري الصناديق.
وقال مسعد: «ان شركة مان انفستمنت باشرت أعمالها في المنطقة العربية منذ أن افتتحت أول مكتب اقليمي لها في البحرين في العام 1985 ومازالت حتى هذا اليوم الشركة الوحيدة المختصة بادارة صناديق التحوط التي توجد بشكل مباشر في العالم العربي إذ لعبت دورا كبيرا في تعريف المستثمرين العرب بصناديق التحوط كما انها تلتزم برفع الوعي بهذه الفئة من الأصول في المستقبل».
وأشار إلى أن المجموعة لديها حاليا عدد من المنتجات المطروحة بالتعاون مع عدد من موفري الخدمات الاستثمارية في المنطقة من بينها البنك الأهلي المتحد الذي يوفر 13 منتجا وبنك البحرين الوطني وبنك مسقط وبنك برقان وبنك ايه بي ان أمرو وبنك الكويت والشرق الأوسط.
النتائج المالية
وكانت مجموعة مان انفستمنت أعلنت نتائجها المتوقعة قبل فترة الاغلاق للعام المنتهي في 31 مارس/ آذار 2004، إذ ذكرت انها ا ستمرت في تسجيل مبيعات قوية طوال العام إذ يقدر أن تصل إلى حوالي 10,5 مليارات دولار أميركي. وقالت في بيان أصدرته أمس ان الأموال الموكلة للمجموعة ادارتها ارتفعت بقدر كبير وتقدر حاليا بحوالي 38 مليار دولار أميركي مرتفعة من 26,1 مليار دولار في 31 مارس 2003 . وقالت ان هذه الأرقام لا تشمل صندوق «مان آد إم إف ملتي - تسراتيجي ليمتد» الذي طرح حديثا والذي سيغلق الاكتتاب فيه في غضون الأسبوعين المقبلين.
العصر الذهبي لصناديق التحوط
من جانبه قال المسئول التنفيذي الأول في مجموعة مان انفستمنت ستانلي فينك: «ان قطاع صناديق التحوط قد تطور في السنوات العشرين الأخيرة بشكل نوعي إذ كان في سنواته الأولى يتألف من مجموعة غير مترابطة وغير محددة من شركات الاستثمار الفردية واليوم أصبح فئة متطورة جدا من الأصول تصل الاستثمارات فيها إلى ما يقرب التريليون دولار أميركي».
وأضاف «ان هذا التطور الهائل الذي شهده قطاع صناديق التحوط والطلب القوي الذي يسجله المستثمرون الراغبون في الاستفادة من وسيلة الاستثمار الرائدة هذه، أديا إلى قيام الحكومات الأوروبية، وآخرها الحكومة الألمانية، بافتتاح أسواق للاستثمارات البديلة. الأموال الجديدة تصب في صناديق التحوط بمعدلات غير مسبوقة وأصبحت هناك أعداد متنامية من المستثمرين الذين يدركون فوائد ومزايا هذه المنتجات المالية المتميزة».
وقال: «إن هذه النقلة النوعية لقطاع صناديق التحوط التي أدت إلى أن أصبحت هذه الاستثمارات من بين الاستثمارات المألوفة، لم تخلُ من الصعوبات. فمثله مثل أي قطاع ناشئ، عانى قطاع صناديق التحوط من الفضائح والإخفاقات المدوّية التي كان أشهرها فضيحة LTCM. ولكن هذه المنغصات أثبتت كونها من العوامل المحفزة للادارة الأفضل وتحسين مراقبة المخاطر، ونتيجة لكل ذلك، فان قطاع صناديق التحوط يبدو في حال جيدة كما من المتوقع أن يواصل توسعه السريع».
وأضاف: «ان هذا التوسع بدأ في نهاية التسعينات من القرن الماضي عندما أسهمت الفرص المتزايدة في تحقيق عوائد أعلى وللمزيد من الحرية في نشاطات الاستثمار إلى قيام أعداد كبيرة من المضاربين ومديري الاستثمار بتأسيس مجموعات لادارة صناديق التحوط. وبعد استراحة قصيرة لالتقاط الأنفاس في نهاية العام 2002 ومطلع العام 2003، استعاد قطاع صناديق التحوط وتيرته السريعة في التوسع».
وأشار إلى أن عدد صناديق التحوط حاليا يبلغ عشرة أضعاف عدد صناديق التحوط التي كانت متوافرة في مطلع التسعينات كما أن الأموال المدارة تنامت أكثر من 15 مرة. وقال: «ان القطاع لم ينمُ فحسب، بل تطوّر بطريقة نوعية أيضا».
نمو صناديق التحوط
ومن جانبه أشار مسئول مبيعات التوزيع الأوروبية في المجموعة جيمس جاكلن إلى أن القطاع الاستثماري شهد في السنوات الأخيرة نموا في عدد المستثمرين الذين أصبحوا يدركون قيمة صناديق التحوط.
وقال: «ان الأرقام الصادرة عن مجموعة أبحاث صناديق التحوط TASS تظهر ان الاستثمارات في هذه الفئة من الأصول وصلت في العام 2003 إلى معدلات قياسية بلغت 72,2 مليار دولار أميركي من الأموال الجديدة الأمر الذي رفع اجمالي الأموال المستثمرة إلى 750 مليار دولار أميركي بحلول نهاية العام. ويمكن مقارنة ذلك بمعدل الاستثمارات المسجلة في هذا القطاع في مطلع العام 1990 التي بلغت 40 مليار دولار أميركي. وفي الفترة الزمنية نفسها ارتفع عدد صناديق التحوط من 610 إلى حوالي 6,000 صندوق.
وأضاف «ان القطاع لم ينمُ منذ العام 1990 فحسب، بل تطوّر نوعيا أيضا إذ تُظهر الأرقام الصادرة عن مجموعة أبحاث صناديق التحوط انه في العام 1990 كانت الاستراتيجيات العالمية الشاملة تشكل 71 في المئة من استثمارات صناديق التحوط ولكن بحلول 30 سبتمبر/ أيلول 2003، كانت هذه الاستراتيجيات تشكل أقل من 10 في المئة بينما نمت استراتيجيات التحوط في الأسهم إلى 31,2 في المئة من السوق»، وقال: «ان هناك كذلك أساليب وفرص استثمار أكبر متاحة وتوفر خيارات أوسع للمستثمرين».
من جهتها تقول الرئيس المساعد في الشركة فكتوريا أوين: «ان مان غلوبال ستراتيجيز، وهي احدى المديرين الأساسيين لمان انفستمنتس، تتعاون بشكل وثيق مع العلماء لتحديد أهدافهم الاستثمارية من حيث مستويات المخاطر المستهدفة والتي تتمثل في العوائد المتوقعة والاستثمار في أنواع معينة من صناديق التحوط والسيولة والقضايا التنظيمية والضريبية والقيمة الكلية للاستثمار والمتطلبات الخاصة في هيكلة المنتجات، مثل القسائم أو ضمانات رأس المال.
وبعد تحديد متطلبات العميل، سيشرع فريق ادارة الاستثمار في انشاء المحفظة الاستثمارية التي تتوافق مع هذه الاحتياجات.
وتضيف ان مان غلوبال ستراتيجيز تعتمد «مفهوم أسلوب الصندوق الاستثماري» والذي تُصنّف من خلاله أساليب الاستثمار ضمن المجموعات الآتية التي تحدد أسلوب الاستثمار المتبع، وهي: المرابحة والموجهة والتحوط في الأسهم والأسهم طويلة/ قصيرة الأجل والمعاملات المستقبلية المدارة.
إدارة المخاطر
ويؤكد مدير المخاطر في مان غلوبال ستراتيجيز جون فلاستو ان لمان غلوبال ستراتيجيز سجلا طويلا وناجحا في توفير العوائد ذات المخاطر المحدودة للمستثمرين. ويقول: «ان هذا يعود بالدرجة الأولى إلى كونها تعتبر ادارة المخاطر من العناصر الأساسية والمحورية لعملية الاستثمار التي تطبقها».
ويضيف «ان لدى مان غلوبال ستراتيجيز علاقات وثيقة مع عدد محدود نسبيا من مديري الصناديق الاستثمارية. وهذا يعني انها عادة تستثمر بشفافية ولذلك بامكانها اجراء تحليل دقيق لمستوى المخاطر في استثمار ما».
ويوضح ان اجراءات ادارة المخاطر تختلف بحسب مديري الاستثمار الذين تستثمر لديهم مان غلوبال ستراتيجيز إذ يمكن تقسيم هؤلاء المديرين إلى مديري العقود الآجلة مثل «إيه إتش إل» ومديري الأوراق المالية ومديري صناديق التحوط مثل غلينوود. «إيه إتش إل» وغلينوود هما جزء من مان إنفستمنتس.
ويقول تعتبر عملية مراقبة المخاطر لدى مديري العقود الآجلة أمثال «إيه إتش إل» من صميم عملية الاستثمار. وكل النظم مصممة لكي تراقب التذبذبات وليس العوائد كما ان نظام المتاجرة يستخدم أدوات تحليلية متطورة تعتمد الكمبيوتر ونظم لادارة المعلومات لمراقبة المخاطر.
المديرون الجدد
من جانبه يقول نيك كافالا: «ان مان غلوبال ستراتيجيز تتمتع بتاريخ عريق في اكتشاف أفضل مديري صناديق التحوط وأكثرهم كفاءة وحنكة، وذلك في المراحل الأولى من تطورهم وتأسيس مثل هذه العلاقات الخاصة يستوجب مستويات عالية من المهارة والخبرة والتواجد القوي في السوق».
ويضيف: «إن على مان غلوبال ستراتيجيز ان تقوم في بادئ الأمر باكتشاف أفضل المرشحين كمديرين لصناديق التحوط. وقد تكتشف مان غلوبال ستراتيجيز هؤلاء المديرين من خلال اجراء تحليل دقيق لقواعد البيانات الحالية أو من خلال التزكيات من داخل القطاع أو من الشركات التابعة لها أو عن طريق الفعاليات التي ينظمها القطاع مثل المؤتمرات، أو من خلال اتباع أسلوب مباشر بالاستناد إلى سمعة مجموعة مان.
وعند اكتشاف أحد المديرين، يتم أولا تحديد ما إذا كان هناك مجال لانشاء علاقة في المستقبل. ويعقب ذلك عملية تمحيص وتدقيق لأداء المدير والتي تنظر في قدرته على تحقيق عوائد مستقرة وقدرته على مراقبة المخاطر والجوانب الكمية والنوعية في أدائه بالاضافة إلى أسلوب الاستثمار الذي يعتمده وتوافقه بشكل عام مع برامج مان غلوبال ستراتيجيز الحالية
العدد 576 - السبت 03 أبريل 2004م الموافق 12 صفر 1425هـ