من محاسن المصادفات أن انتشرت الألعاب والرسوم المتحركة لـ «سابق ولاحق» للأطفال في أسواق المنطقة قبل فترة طويلة نسبيا من استضافة البحرين لحدث سباق «فورمولا 1» العالمي. فساهمت هذه الألعاب والرسوم المتحركة التي تعرض في الكثير من الفضائيات، في خلق ثقافة لا بأس بها لشباب الغد عن فنيات وتقنيات سباقات السيارات عموما، وحب هذه الرياضة، وصار أطفال اليوم يتبارون في ألعابهم بسيارات «سونك» و«ماغنا» وغيرهما كما يقضون أوقاتا ممتعة وهم يشاهدونها على شاشات التلفزيون.
استضافة البحرين لهذا الحدث كان فرصة نادرة لهذا الجيل ليتابع عن كثب جولة حقيقية لسباقات «فورمولا 1» التي تتجاوز سرعة سياراتها الـ 300 كيلومتر في الساعة، وباغتني أطفالي وهم يشاهدون السباق على قناة البحرين الأرضية ببعض الأسئلة بين الحين والآخر عمن هو المتقدم؟ وكيف يحدد الفائز؟ وكيف أن شوماخر وصحبه يغادرون المضمار من حين لآخر لتبديل الإطارات والتزود بالوقود؟ وكم أزعجني أنني لا اعرف الإجابة عن تلك الأسئلة لأني طبعا من جيل مشجعي كرة القدم والملاكمة ولم يسبق لي أن تابعت سباقات سوى سباقات الخيل والهجن، وفي أحسن الحالات الزوارق البحرية السريعة.
هنيئا للجيل المقبل تنوع المعارف والهوايات، فقد صار من الممكن تنمية هذه الهوايات عن طريق الانترنت، وفتح باب جديد للتقنية وربما للإبداع غدا في المجال نفسه. والشكر في الختام لكل من أسهم في إنجاح هذا الحدث الكبير في البحرين وفتح لنا مجالات معرفة جديدة.
إبراهيم خالد
العدد 578 - الإثنين 05 أبريل 2004م الموافق 14 صفر 1425هـ