العدد 582 - الجمعة 09 أبريل 2004م الموافق 18 صفر 1425هـ

تطبيق وتشجيع الأفعال الصحيحة... كيف يكون؟

سلوى المؤيد comments [at] alwasatnews.com

.

أن يتعلم الطفل كيف يختار الحل الأمثل لمشكلته، فإنه بذلك يكتسب مهارة جيدة. لكن الأهم من ذلك هو كيف يقوم بتطبيق ذلك الحل. بل إنه أحيانا يكون تشجيع الآباء أفضل عندما يركزون على مساعدة أبنائهم على تطوير أفعالهم مباشرة.

مازن طفل في السابعة من عمره، قام صديقه بدعوته إلى بركة السباحة، فذهب مسرعا إلى أمه ليستأذن منها للذهاب معه. وجد مازن والدته مشغولة بحديث مع جارة لها جاءت لزيارتها. كان الطفل يعلم أن عليه عدم مقاطعة أمه أثناء حديثها مع جارتها، لكنه كان متشوقا للذهاب. وقاطع حديث والدته قائلا بحماس: «أمي، هل استطيع أن استحم في بركة منزل صديقي».

انزعجت الأم من مقاطعة ابنها لحديثها مع ضيفتها، وأرادت أن تعلم ابنها أن تصرفه غير لائق لكي لا يكرره مرة أخرى. قالت: «مازن، ماذا كان عليك أن تفعل إذا كنت تريد أن تتحدث معي، وأنا اتحدث مع شخص آخر؟ أجاب مازن: «انتظر حتى تنتهي من حديثك، واستئذنك للحديث معك». وافقت الأم ابنها وقالت له بحزم: «إذن، إذهب إلى خارج الغرفة، وتصرف معي مثلما ذكرت الآن».

فعل مازن ما طلبته أمه منه وخرج من الغرفة وعاد إليها وانتظر قليلا حتى توقفت أمه عن حديثها للحظة لتسأله قائلة: «اهلا مازن، هل تريد شيئا؟» فقال: «هل استطيع أن أذهب إلى بيت صديقي لأسبح معه». أجابت: «طبعا، وأشكرك على الطريقة التي سألت بها». ومنحت الأم ابنها ابتسامة امتنان. وخرج ليأتي بملابس السباحة ثم ذهب مع صديقه.

لقد تسلم مازن الرسالة واضحة من والدته بطريقة ايجابية جدا، وسيفكر مرتين قبل أن يقاطع والدته أثناء حديثها مرة أخرى.

سهير البالغة من العمر ثلاث سنوات كانت بحاجة أيضا إلى تشجيع من والدها حول ما يجب أن تقوم به من تصرف مقبول، وهي تتناول العشاء مع اسرتها. قالت لأمها: «أنا عطشانة، اعطيني عصير برتقال». والدها لم تعجبه نبرة ابنته الآمرة لأمها، فقال لها: «ما الطريقة التي عليك أن تتبعيها عندما تطلبين شيئا من والدتك أو أي شخص آخر؟ محمد أخوك يعرف الطريقة، أليس كذلك؟

رد محمد البالغ من العمر ست سنوات «نعم يا أبي عليها أن تقول: هل يمكن أن تعطيني كأسا من عصير البرتقال؟» رد الأب: «طبعا يا بني، بهذا الأسلوب أريد أن يسألني أي شخص يريدني أن أقوم بعمل له». وملأ الأب كأس محمد، قال لابنته: «بهذه الطريقة عليك أن تسألي أي شخص عندما تريدين شيئا منه يا ابنتي، سواء معنا أو خارج المنزل».

وتعلمت سهير من والدها الأسلوب الصحيح المطلوب منها عندما تطلب أي شيء في أي مكان، وستتعود عليه بمرور الوقت ليصبح فيما بعد جزءا من سلوكها المعتاد. إلا إننا لسنا بحاجة إلى أن يسيء الطفل التصرف حتى نشجعه على القيام بالتصرف الصحيح، لأن علينا أن نشجع وننمي كآباء سلوك الأبناء الإيجابي أيضا، وأن نعبرعن سعادتنا بأهمية التعاون بين الأبناء أو بينهم وبين الآخرين.

علي البالغ من العمر سبع سنوات ساعد أخته في ترتيب غرفتها أثناء انشغال والدته في المطبخ. لاحظت والدته ما فعل فمدحته قائلة: «شكرا علي على مساعدتك لأختك في ترتيب غرفتها. أنا فعلا سعيدة بما قمت به». تألقت عينا علي بالسعادة والاعتزاز بالنفس. كان سعيدا لأن والدته لاحظت ما فعل لاخته، وسيكرر تعاونه معها في أمور أخرى في البيت أو مع زملائه في الخارج. كلمة وكلمتان من التشجيع في الوقت المناسب من الأب أو الأم لإبنائهما لها تأثير كبير حتما. والأطفال يميلون إلى تطوير أنفسهم عندما يلمسون روح التشجيع من آبائهم. والأمثلة كثيرة لما يمكن ان يقدمه الآباء من عبارات التشجيع لتطوير سلوك أبنائهم: «لقد أعجبتني الطريقة التي أنجزت بها عملك»، «غرفتك تبدو رائعة اليوم»؛ «مساعدتك لي جعلتني أرتاح فعلا»؛ «لقد قمت بعمل جيد»؛ «أعرف أنني استطيع الاعتماد عليك»؛ «شكرا، أنا ممتن لما قمت به من أجلي»... وهكذا نشجع أطفالنا على تطوير أنفسهم، حتى نصل بالطفل إلى أن يكون - عندما يكبر - شخصا مسئولا واثقا من نفسه

إقرأ أيضا لـ "سلوى المؤيد"

العدد 582 - الجمعة 09 أبريل 2004م الموافق 18 صفر 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً