العدد 589 - الجمعة 16 أبريل 2004م الموافق 25 صفر 1425هـ

كيف يساعد النموذج الذي يتبعه الطفل في حل مشكلاته بنفسه؟

سلوى المؤيد comments [at] alwasatnews.com

.

ذكرتُ أن هناك أربع طرق تكمل الواحدة منها الأخرى لمساعدة أبنائنا على حل مشكلاتهم بأنفسهم... وسأتناول الطريقة الثانية المكملة للطريقة الأولى، وهي تمرين الطفل على تفادي مشكلاته أو حلها لو وقعت باتباعه نموذجا أمامه.

هذه التمارين العملية تساعد على تأسيس شخصية الطفل، لذلك فمن الأفضل أن نبدأ في تطبيقها على الأطفال الصغار بداية من سن الثانية إلى سن السابعة.

الخطوة العملية تشتمل على رسالة واضحة بشأن ما نتوقع من أولادنا أن يقوموا به ليتفادوا وقوع الخطأ... أو بمعنى آخر: ماذا نتوقع منهم لاصلاح ما ارتكبوه من خطأ؟ وفي جميع الحالات فإن الآباء يريدون تعليم أبنائهم مهارة حل مشكلاتهم بأنفسهم.

إذا لم يرتكب الطفل السلوك السلبي ونريد أن نعلمه كيف يتفاداه فإن علينا اتباع الطرق الآتية:

1- وجود النموذج الذي نريد الطفل أن يتبعه حتى يتفادى الوقوع في الخطأ.

2- تشجيع الطفل علي أن يجرّب مرة أخرى مستخدما الأسلوب الذي عليه أن يتبعه لكي يصحح فعله السلبي لو حدث.

تشجيع جهود الطفل

ولنأتِ بمثال من واقع الحياة لندرك كيفية استخدام هذا الأسلوب: محمد في الثالثة من عمره كان يرغب في مساعدة والده في تقديم الطعام لكلب البيت... وضع الأب الطعام في الماعون وأخذ يحركه، فعل ابنه مثله، ثم حمل الأب الصحن إلى فناء البيت الخارجي وكان وزنه ثقيلا إلى حد ما، لكنه لم يمنع ابنه من حمله عندما أراد... وطلب منه أن يأخذ حذره.

وعلى رغم حذر محمد وإمساكه الماعون بقوة فإنه بعد خطوتين سقط على أرض المطبخ، وامتلأت عيناه بالدموع، خوفا من والده، لكن والده بدل أن يغضب عليه ويلومه، شجعه قائلا: «لقد أوشكت أن تصل».

واشتركا معا في مسح أرضية المطبخ، ووضع طعام الكلب مرة أخرى في الوعاء، وقال لابنه: «انظر كيف أمسك الوعاء وافعل مثلي، أضع يدي أسفل الوعاء، وبذلك لن يتزحلق من يدي». وقلّد محمد والده فيما فعل ونجح.

قال له والده: «حسنا فعلت، أنت قادر الآن أن تقوم بهذا العمل وحدك الآن».

ونحن نستطيع كآباء أن نستخدم أسلوب النماذج لتصحيح السلوك السلبي في وضع الحدود الحازمة للطفل إذا أساء السلوك مع غيره. ولكي تتضح الصورة للآباء أكثر ليتمكنوا من معرفة كيفية استخدام هذا الأسلوب، سأضرب مثالا من الحياة.

علي في الرابعة من عمره، دفع صديقه لأنه كان في طريق، تدخّل والده قائلا: «علي، علينا ألا ندفع الشخص الذي في طريقنا، علينا أن نقول له «لو سمحت»، أو نطلب منه أن يتحرك بأن نقول له: «تحرك من فضلك»، ومثّل الأب الطريقتين أمام ابنه ثم طلب منه أن يقلده فيما فعل. سار علي إلى صديقه وقال له: «تحرّك من فضلك». وتحرك الصديق ليدع عليا يمر، وشكر الأب ابنه لحسن تصرفه.

محمود طفل في السابعة من عمره، يتمنى أن يحتضنه والده، لكنه غير قادر على أن يعبّر عن هذه الرغبة، فكان يتسلل لوالده ويضربه على ظهره أو ينغزه في خاصرته ليجذب اهتمامه... تضايق والده من طريقة ابنه وأراد أن يعلّمه كيف يعبّر عن رغبته بطريقة صحيحة فقال له: «محمود... ليس من اللائق أن تتسلل هكذا وتضربني أو تنغزني، إذا كنت تريدني أن أحضنك فعبّر عن شعورك لي بأن تقول: أبي أريدك أن تحضنني وسيسعدني أن أحضنك، والآن جرب ما قلته لك، وسأريك أنك ستنجح فيما تريد».

قال محمود لوالده بخجل لأنه لم يتعود بعد: «أبي أريد أن أحضنك».

واحتضنه والده بحنان وحب قائلا: «افعل هكذا في كل مرة تريد فيها أن أحضنك، وسيسعدني أن أفعل ذلك».

وتعلّم محمود من والده كنموذج له أن يفعل ما يعبّر به عن رغبته بالاحتضان وفعل والده ما وعد به ابنه

إقرأ أيضا لـ "سلوى المؤيد"

العدد 589 - الجمعة 16 أبريل 2004م الموافق 25 صفر 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً