العدد 591 - الأحد 18 أبريل 2004م الموافق 27 صفر 1425هـ

فلسطين تشيّع الرنتيسي وشارون يثني على اغتياله

الزهار: تأثير الاغتيال على المقاومة يساوي صفرا

الأراضي المحتلة - محمد أبوفياض، وكالات 

18 أبريل 2004

شيّع عشرات الآلاف من الفلسطينيين أمس - في وحدة فلسطينية - جثمان القائد العام لـ «حماس» في قطاع غزة الشهيد عبدالعزيز الرنتيسي ورفيقيه، في مسيرة من الأمواج البشرية جالت شوارع غزة.

وفيما هنأ رئيس الوزراء الإسرائيلي - في جلسة مجلس الوزراء أمس - الوزراء والإسرائيليين نجاح عملية تصفية الرنتيسي وقال: «ابعث بالتهنئة للأجهزة الأمنية وقوات الأمن على العملية الناجحة».

وفي المقابل أكد محمود الزهار (أحد قياديي حركة حماس) أن خسارة الرنتيسي كبيرة، ولكن نتائجها لن يكون لها أي تأثير، معربا عن تصوره بأن تأثير اغتياله على برنامج المقاومة يساوي صفرا.

وفي ردود الفعل على الاغتيال، ذكرت «الجزيرة» مساء أمس أن ناقلة جند إسرائيلية أصيبت بعد تعرضها لقذيفة أطلقها مسلحون فلسطينيون شرق بلدة بيت حانون في غزة تبنتها كتائب شهداء الأقصى وكتائب عزالدين القسام .


«إسرائيل» تهدد باغتيال خالد مشعل وقادة حماس

عشرات الآلاف يشيعون الشهيد الرنتيسي ورفيقيه

الأراضي المحتلة - محمد أبوفياض

شيع عشرات آلاف الفلسطينيين أمس في وحدة فلسطينية تجلت في أروع صورها، جثمان القائد العام لحماس في قطاع غزة الشهيد عبدالعزيز الرنتيسي ورفيقيه بمسيرة محتشدة من الأمواج البشرية جالت شوارع مدينة غزة وظهر المشيعون كأنهم شلال بشري ممتد في جميع شوارع المدينة. وانطلق المشيعون الذين غطتهم أعلام حماس وفلسطين والرايات السوداء الدالة على الحداد الفلسطيني بالجثامين من مستشفى الشفاء، ووضع جثمان الرنتيسي في نعش غطي برايات حماس وسار المشيعون في موكب مهيب تقدمه قادة الفصائل الفلسطينية وعلى رأسهم قادة حماس حتى منزل الرنتيسي في حي الشيخ رضوان من أجل إلقاء نظرة الوداع الأخيرة من قبل أهله وذويه. وتوجه الموكب إلى المسجد العمري الكبير إذ أقيمت على جثمان الشهيد صلاة الجنازة وصلاة الظهر، وانتشر المئات من مسلحي كتائب القسام المدججين بالسلاح من أنواع مختلفة. ووريت جثامين الشهداء الثرى في مقبرة الشيخ رضوان وسط صيحات التكبير والغضب والتهديد والوعيد بالثأر والانتقام لدماء الرنتيسي والشيخ ياسين ومرافقيهم والمواطنين الأبرياء العزل الذين استشهدوا في الغارات الإسرائيلية.

بدأت مظاهر الاستعداد لتقلى عزاء الشهيد في ملعب اليرموك في غزة نفس المكان الذي شهد قبل نحو اقل من شهر بيت عزاء زعيم ومؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين وتجلت الوحدة الوطنية الفلسطينية بين جميع القوى والفصائل أمس كما هي في كل مرة في ابرز صورها إذ توافد أنصار الحركات والتنظيمات الإسلامية لترتيب بيت عزاء الشهيد وإلى مستشفى دار الشفاء في مدينة غزة إذ توحد الجميع بشعار واحد وعلم واحد.

إلى ذلك أكد مصدر مسئول في حركة حماس أن الرئيس عرفات اتصل هاتفيا بقيادة حماس في قطاع غزة وقدم واجب العزاء في استشهاد الرنتيسي ومرافقيه.

وأوضح المصدر المسئول أن عرفات شدد على ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية في مواجهة العدوان الصهيوني والذي بات يستهدف الجميع، مشددا على ضرورة اخذ الحيطة والحذر.

وكانت الحركة قالت في بيان لها أمس إنها عينت خليفة لم تكشف النقاب عن اسمه لعبدالعزيز الرنتيسي ولأنها تواجه تهديدا إسرائيليا بقتل كل زعمائها قررت عدم الكشف عن اسم خليفة الرنتيسي.

وتوقعت المصادر الفلسطينية بأن يكون الخليفة المحتمل للرنتيسي العضو البارز في حماس محمود الزهار والذي نجا من محاولة اغتيال إسرائيلية العام الماضي أو المساعد السابق للشيخ احمد ياسين، إسماعيل هنية.

كما أكد بيان عسكري صادر عن كتائب الشهيد عز الدين القسام أن الرد على جريمة اغتيال الرمزين القائدين الياسين والرنتيسي سيكون «مئة رد نوعي قادم بإذن الله»، وطمأنت الكتائب جماهير الشعب الفلسطيني والأمة العربية بأن الردود قادمة بإذن الله، وعللت الكتائب في بيانها سبب تأخرها أن الردود المميزة تحتاج إلى إعداد مميز يتناسب مع دماء القادة العظام.

وفي مقابل ذلك أعلنت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية حال تأهب قصوى تحسبا لتنفيذ عمليات استشهادية في «إسرائيل»، وقالت مصادر أمنية إسرائيلية إن إغلاق الضفة الغربية وقطاع غزة الذي أُعلن عنه في أعقاب اغتيال الشيخ ياسين قبل نحو ثلاثة أسابيع سيستمر على الأقل حتى يوم النكبة الفلسطينية في نهاية الشهر الجاري وعززت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، بما فيها قوات الشرطة من إجراءاتها الأمنية في جميع أنحاء «إسرائيل».

وفي سياق ثان، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، أرييل شارون، في سياق استعراضه لنتائج زيارته الأخيرة لواشنطن أمام وزراء حكومته في جلستها أمس، إن «إسرائيل» لن تنفذ خطة «فك الارتباط» قبل الانتهاء من بناء جدار الفصل العنصري في المقاطع التي يطالب عدد من الوزراء وبينهم وزير المالية نتنياهو - الذي وافق على الخطة - ووزيرة التعليم، ليفنات مقابل إعلان تأييدهم لخطة الانفصال أحادى الجانب.

وافتتح شارون الجلسة المعتادة، بمباركة الوزراء والإسرائيليين على نجاح عملية تصفية الرنتيسي وقال «ابعث بالتهنئة للأجهزة الأمنية وقوات الأمن على العملية الناجحة ولقد أوضحت مرارا أن السياسة التي اعتمدها وأعمل حسبها تقوم على محورين: مواصلة العمل من اجل استئناف عملية التسوية السياسية التي يمكن أن تعود بالفائدة على «إسرائيل» من جهة، ومن الجهة الأخرى مواصلة الحرب ضد الإرهاب والمنظمات الإرهابية وضد كل من وضع التعرض للمواطنين الإسرائيليين له هدفا». كما هدد الوزير الإسرائيلي للعلاقات مع البرلمان جدعون عزرا أن مصير رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل سيكون مماثلا لمصير قائد الحركة في قطاع غزة عبدالعزيز الرنتيسي.


المجتمع الدولي يدين الاغتيال

موسى يدعو لموقف عربي حازم ضد «إسرائيل»

عواصم - وكالات

دعا الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى العرب إلى اتخاذ موقف «جاد» من سياسة «إسرائيل» الإجرامية. وأثار نبأ اغتيال قائد حركة (حماس) في غزة عبدالعزيز الرنتيسي غضبا عربيا ودوليا وتنديدا بجريمة الاغتيال البشعة.

ففي الأردن استنكرت الحكومة اغتيال الرنتيسي وأعربت عن شعورها بالصدمة إزاء «الجريمة البشعة» وخرج المئات من اللاجئين الفلسطينيين في مسيرة احتجاج داخل مخيم البقعة واعتبر العاهل الأردني الاغتيال «جريمة بشعة» تجسد سياسة «الغطرسة» التي تتبعها «إسرائيل» وستؤدي إلى «تقويض» عملية السلام وألغى رئيس الوزراء الأردني زيارته إلى واشنطن إذ كان يفترض ان يلتحق بالملك عبدالله الثاني.

وفي لبنان أدان حزب الله الاغتيال معتبرا انه «جريمة نكراء' تتحمل الإدارة الأميركية «المسئولية المباشرة» عنها، ووصف الرئيس اللبناني اميل لحود الاغتيال «بالجريمة البربرية».

كما طالبت جماعة كويتية الحكومة برفض الدبلوماسي الذي رشحته الولايات المتحدة لرئاسة سفارتها في الكويت والذي يشغل حاليا منصب نائب رئيس البعثة الدبلوماسية الأميركية في «تل أبيب»، ونظم نحو 200 من الطلبة الإسلاميين مهرجانا خطابيا نددوا خلاله بالاغتيال.

وفي مصر تظاهر آلاف الطلاب احتجاجا على الاغتيال ودعوا إلى «الجهاد»، واعتبر شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي الاغتيال «أبشع ألوان الفجور والغدر» واعتقلت قوات الأمن المصرية شابة مصرية أمام منزل السفير الإسرائيلي ايلي شيكيد، في حي المعادي عند محاولتها مقابلته للاحتجاج على الاغتيال.

كما أدان مجلس التعاون الخليجي واليمن الاغتيال، وأكد مصدر إعلامي سوري مسئول أن الاغتيال يمثل الشكل الأوضح لنزعة إرهاب الدولة عند «إسرائيل» وطالبت الناطقة باسم الخارجية السورية بشرى كنفاني المجتمع الدولي بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني. ونددت الجزائر وليبيا بالعملية، كما حمّلت منظمة المؤتمر الإسلامي «إسرائيل» المسئولية الكاملة للنتائج الخطيرة المترتبة على جريمتها.

وبينما كان رد فعل المجتمع الدولي أمس على اغتيال الرنتيسي الإدانة والشجب للعملية، أكد البيت الأبيض على حق «إسرائيل» في الدفاع عن نفسها من هجمات «الإرهابيين» فيما طالب الجانب الفلسطيني بضبط النفس. وقال المتحدث سكوت ماكليلان ان الولايات المتحدة قلقة للغاية على استقرار وسلام المنطقة.

وأدان الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان أمس الأول عملية الاغتيال. ووصف الاتحاد الأوروبي قتل الرنتيسي بأنه غير قانوني واستفزازي.

وقالت الخارجية الفرنسية إن عملية القتل هذه «خارجة على القانون وتقوض القانون الدولي وغير مقبولة». وأعربت الخارجية الروسية عن القلق إزاء مقتل الرنتيسى، مشيرة إلى احتمال تصعيد التوتر في الشرق الأوسط.

وأعلن وزير الخارجية الإيطالية فرانكو فراتيني إدانة إيطاليا للعملية. كما أعرب بابا الفاتيكان عن بالغ الأسى لأنباء اغتيال زعيم حماس. وشجبت الصين إقدام «إسرائيل» على اغتيال الرنتيسي. ووصفت أستراليا الاغتيال بأنه عمل «غير حكيم» لكنها اعتبرت «حماس» منظمة «إرهابية».

ونددت إيران بالعملية وقالت إنها «جريمة كبرى شاركت فيها أميركا». كذلك أدانت الاغتيال كل من اليابان وألمانيا وإسبانيا وبلجيكا والبرتغال وتركيا وباكستان ودول أخرى

العدد 591 - الأحد 18 أبريل 2004م الموافق 27 صفر 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً