إن موضوع الثقافة الجنسية موضوع حساس يجب أن يعالجه مجتمعنا في هذه الأيام، فقد حان الوقت لأن نتصارح ونتناول علميا وموضوعيا قضية مهمة طالما كانت السبب المباشر في تعقيدات تشوش أذهان شبابنا وتعكر قدراتهم الإنتاجية والإبداعية، إذ إن للجنس والمشكلات المتعلقة به تأثيرا في إنتاجية المجتمع، ذلك أن الفاعلية في الأمور البدنية والعملية تتأثر بالحال الذهنية، فغياب الثقافة الجنسية له أضراره على الأفراد والعائلات والمجتمع، ومن الضروري لنا معرفة المشكلات ذات العلاقة بالجنس وأهمها الأمراض المنقولة جنسيا وعلى رأسها الإيدز، ونحن الآن أحوج من أي وقت مضى إلى أن تقوم الأجهزة التعليمية بتزويد الشباب بمعلومات وافية عن مشكلات الجنس والأمراض الناجمة عنها وكيفية انتقالها ووسائل الوقاية منها، فالوقاية خير من العلاج.
لذلك، تجب مساعدة هؤلاء الشباب على اكتساب المهارات اللازمة للتصرف الصحي السليم حتى يمكنهم تجنب أي سلوك يعرضهم أو يعرض الآخرين للخطر، وأن تقدم إليهم موضوعات تتصف بالصدق والإخلاص والتنشئة الصحية بموضوعات الثقافة الجنسية من جميع النواحي، العضوية والبيولوجية والنفسية.
ما الثقافة الجنسية ولماذا نريدها في هذا الوقت بالذات؟
- هناك حاجة ماسة إلى التعريف بالثقافة الجنسية إذ إن هذه العبارة تعني أشياء كثيرة ومتعددة لمختلف الناس وهي خليط من المعلومات ومنها:
- صيانة ووقاية الصحة العقلية والبدنية للوالدين والشباب والأطفال.
- تثقيف الجمهور بكل ما يتعلق بالجنس ومشكلاته وطرق الوقاية من الأمراض الناجمة عنه.
- تعمل على تقديم النصائح والمساعدات الطبية للوقاية من الأمراض المنقولة جنسيا.
- تعمل على تقديم النصائح والمساعدات لحل الصعوبات المتصلة بالعلاقات الزوجية.
- وتعني أيضا العمل على إزالة المخاوف والقلق بشأن التطور الجنسي والتغيرات المرافقة وخلق مواقف موضوعية متطورة تجاه الجنس بمختلف مظاهره.
- وتعني أخيرا تأمين التعليم والثقافة اللذين يمكّنان الأفراد من استعمال حاستهم الجنسية بفعالية واتزان تبعدهم عن المشكلات الناجمة عن الجنس.
وهناك تكمن حاجة الشباب الملحة إلى الثقافة الجنسية الواضحة والمفيدة، وان أخبار الصحف والمجلات والتلفزيون تذكر أن الأمراض التناسلية أصبحت خطرا متزايدا يتهدد الصحة العامة للشباب، ويرجع هذا في الغالبية إلى جهل شبابنا الذين يستسلمون للمعلومات المهمة التي تتضمنها كثير من المطبوعات الرخيصة وما يشاهدونه في المحطات الفضائية والسينما من مناظر مثيرة، ما يدفع بهم دفعا إلى التورط في علاقات جنسية خطيرة، وان الكثير مما يتناولونه من ثقافة جنسية مصدره زوايا الطرقات حين يحصلون عليه بطرق غير صحيحة وعلمية.
استشاري الأمراض النفسية
العدد 593 - الثلثاء 20 أبريل 2004م الموافق 29 صفر 1425هـ