العدد 594 - الأربعاء 21 أبريل 2004م الموافق 01 ربيع الاول 1425هـ

مواهب شبابية

إن من حكمة الله تعالى في البشر انه جعلهم يتشابهون في أمور ويختلفون في أمور أخرى. فهم يتشابهون في الجنس واللون والشكل ولكن بالتأكيد هناك فوارق نلمسها ونشعر بها عندما نتعامل معهم، فمستوياتهم العقلية متفاوتة وطرق تفكيرهم متباينة وآراؤهم متباعدة على رغم تقارب وجهات النظر أحيانا بين البعض منهم، وهناك فئة متميزة من الناس هم أولئك الموهوبون فكان لي لقاء مع مدرّسة في مدرسة ابن طفيل الابتدائية للبنات بشرى الحرز الموهوبة في الكتابة. فقد بدأت الكتابة منذ المرحلة الابتدائية في موضوعات التعبير المتميزة ولاقت تشجيعا من الأهل ومن مدرسات اللغة العربية ثم تطورت الموهبة إلى كتابة الخواطر والأشعار على رغم احتياجها إلى مزيد من التوجيه في صوغ وطريقة الكتابة الصحيحة، كما خططت بشرى لصقل موهبتها بالدراسة في الجامعة كتخصص الصحافة أو الإعلام ولكن لم يحالفها الحظ، ما جعلها تقبل بدراسة التخصص الذي توافر أمامها. وعندما أصبحت مدرسة قامت بكتابة ونشر خواطرها في أحد المنتديات على صفحات الانترنت واكتفت بذلك لسهولة تلقي ردود الفعل والملاحظات التوجيهية مباشرة بعد نشرها من قبل القرّاء بعكس المجلات.

وحاولت بشرى أن تمارس دورها في صقل مواهب التلاميذ على رغم صغر سنهم فكانت تقوم بمتابعتهم بحسب المستويات التي ينجزونها في التعبير والتي تعتبر بسيطة نسبيا وذلك عن طريق لجنة الموهوبين التي انضمت إليها. وظلت بشرى تحاول قدر الإمكان تخصيص ولو وقت بسيط لممارسة موهبتها على رغم كثرة الأعمال والمسئوليات الملقاة على عاتقها كمدرسة وهي تشعر أن ذلك من أصعب الأمور بالنسبة إليها.

أما اللقاء الثاني فكان مع الطالبة الجامعية زينب علي المتخصصة في الهندسة المعمارية.

فهي بدأت موهبتها بالممارسة منذ سن الروضة إذ تميل إلى الفن وتحديدا الفن التشكيلي.

وممارستها لموهبتها تكون في وقت الإجازة الصيفية والإجازات الطويلة نسبيا ولكنها تنقطع أثناء الدراسة من أجل التحصيل إلى التخرج من الثانوية. وعلى رغم وجود تخصصات في مجال الفنون في الخارج فإنها كانت ترفض ربط مستقبلها بموهبة مجال العمل فيه غير مضمون فهي تفكر بشكل أكثر واقعية.

وزينب حاولت أن توفق بين تخصصها وموهبتها فإلى جانب تخصصها كمهندسة معمارية هناك جانب كبير من هذا التخصص يتعلق بالرسم والفن فهي بذلك تجمع بين ميولها وموهبتها ودراستها ومستقبلها من دون أن تضحّي بأحدهما.

كما أن زينب ترغب في المشاركة في المسابقات التي تحدث بين الموهوبين في المجال الفني وليس إقامة معارض فنية لأنها تخشى أن يؤثر انشغالها بإقامة المعارض على مستواها التحصيلي إذ يحتاج العمل الفني إلى تفرغ كامل وإلى وقت كبير وموازنة خاصة لشراء الأدوات والمعدات اللازمة لإنشاء اللوحات الفنية وكما تحتاج إلى أماكن خاصة لإقامة المعارض. واختيار الوقت المناسب لها.

وفاء عاشور

العدد 594 - الأربعاء 21 أبريل 2004م الموافق 01 ربيع الاول 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً