العدد 2367 - الجمعة 27 فبراير 2009م الموافق 02 ربيع الاول 1430هـ

هيئة الكهرباء ونجمة الطاقة

مجيد جاسم Majeed.Jasim [at] alwasatnews.com

.

نجمة الطاقة (Energy Star) عبارة عن مقياس دولي لكفاءة الطاقة للمنتجات الاستهلاكية وقد تم تطوير هذا البرنامج من قبل وكالة حماية البيئة التابعة لحكومة الولايات المتحدة في العام 1992 ومن ثم قامت المؤسسات الحكومية التابعة لبعض الدول الأخرى كاليابان وأوروبا بتبني ونشر هذا البرنامج البيئي.

البرنامج عبارة عن حملة تطوعية تثقيفية بين القطاع العام والخاص لتحديد ونشر المنتجات الاستهلاكية ذات الكفاءة العالية باستخدام شرائط لاصقة على أجهزة الحاسوب والتكييف ومعظم الأجهزة الكهربائية المتوافرة في المنازل والمكاتب والمباني العالية وأجهزة الإضاءة والإلكترونيات.

يمكن للمهتم أن ينقب تفصيليا الأبواب التثقيفية المتنوعة والمنتجات الحاصلة على رمز نجمة الطاقة من خلال تصفح الموقع الإلكتروني لهذا البرنامج على الإنترنت.

رواج ونجاح هذا البرنامج المفيد في الدول الغربية نابع أولا من اهتمام مجتمعاتها بمسألة أمن الطاقة، ومن ثم قدرة المستهلكين على خفض فاتورة الكهرباء الشهرية عن طريق اتباع دلائل البرنامج المتوافرة للمنازل وأصحاب العمل، والقدرة على المساعدة في توفير بعض الحلول العملية لمشكلة تغير المناخ وخفض البصمة الكربونية وأخيرا المساهمة في نمو الاقتصاد المحلي عن طريق خلق الوظائف والصناعات الابتكارية الخضراء.

بحسب أرقام وكالة البيئة الأميركية فإن الولايات المتحدة قامت بتوفير نحو 170 مليار كيلو-وات- ساعة أو 5 في المئة من الطلب الكهربائي أو ما يعادل إنتاج 70 محطة كهربية وبالتالي فقد وفر تطبيق البرنامج مبلغا يناهز 14 مليار دولار في العام 2006.

ونجح تطبيق هذا البرنامج في خفض كميات غاز الكربون المنبعثة إلى الغلاف الجوي وساهم في خفض الفاتورة الكهربائية بنسبة 30في المئة.

مملكة البحرين تستورد الآلاف من الأجهزة الكهربائية من معظم دول العالم، والمستهلكون - بصفة عامة - ينجذبون إلى سعر الجهاز ورخصه أكثر من نوعية وكفاءة المنتج فلماذا لا تضع الأجهزة الرقابية دلائل عامة تكون خطوطا عريضة للمستوردين المحليين لتطبيقه عند استيراد الأجهزة الاستهلاكية؟

نستطيع مقارنة هذه الخطوة بالرقابة على سلامة المواد الغذائية وتواريخ انتهائها والتي تقوم الدولة وأجهزتها الرسمية بالحملات المتواصلة للتأكد من صلاحيتها فهل سنرى في المستقبل جهدا مماثلا لمنع الأجهزة الكهربائية غير الكفوءة من اختراق الأسواق المحلية وتكون هذه الخطوة بديلا لبرامج القطع المبرمج لمختلف مناطق البحرين.

وهل سيتوافر في المستقبل قياسات خليجية موحدة لتحديد كفاءة الأجهزة الكهربائية المصنعة محليا أو المستوردة خاصة من المنشأ الرخيص وبالتالي تطبيق آليات تزيد من التوفير؟

هيئة الكهرباء والماء تقوم مشكورة بحملات تثقيفية قبيل موسم الصيف لتوعية العامة بفوائد خفض استهلاك الكهرباء.

الخطوة التالية في رأيي أن تقوم الهيئة بدعم شراء بعض الأدوات الكهربائية البسيطة مثل المصابيح الكهربائية الصديقة للبيئة وتوزيعها أما بالمجان أو بأسعار مخفضة لزيادة انتشارها وبالتالي خفض الاستهلاك الكهربائي المحلي وهو الهدف الأساسي للخطط والتوصيات والحملات. فبحسب المنشورات التي يتم توزيعها من الهيئة فإن هذه المصابيح توفر نسبة لا بأس بها من الطاقة الكهربائية مع زيادة العمر التشغيلي للمصباح.

الهيئة تستطيع أيضا زيادة التوعية عن طريق الاهتمام بصورة أكثر بصفحتها الإلكترونية وجعلها منافسة لمثيلاتها في العالم من حيث العرض وجودة المعلومات المقدمة للمستهلكين.

وأخيرا نتمنى أن تقوم الهيئة أو المصانع الكبرى بتبني برنامج نجمة الطاقة وبالتالي تكون نموذجا وقدوة للشركات الأخرى.

إقرأ أيضا لـ "مجيد جاسم"

العدد 2367 - الجمعة 27 فبراير 2009م الموافق 02 ربيع الاول 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً