العدد 653 - السبت 19 يونيو 2004م الموافق 01 جمادى الأولى 1425هـ

صناعة جديدة يمكن أن تتفرع من صناعاتنا الناجحة

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

قرار سمو رئيس الوزراء الصادر في 15 يونيو/ حزيران الذي صدرت من خلاله «لائحة صندوق تنمية الموارد البشرية في القطاع المصرفي والمالي» يعتبر خطوة حكيمة. فهذا القطاع يشهد على امكان أن يرتقي البحريني إلى أرفع المستويات الدولية، والعاملون في هذا القطاع يتميزون بالكفاءة العالية التي تزيد من رغبة الوحدات المصرفية في البقاء داخل البحرين. وهذا القطاع ايضا، لديه أفضل معهد تدريبي - معهد البحرين للدراسات المصرفية والمالية - (BIBF) في المنطقة كلها، وليس فقط في البحرين، ويمنح هذا المعهد شهادات البكالوريوس والماجستير بالتعاون مع أفضل المؤسسات العلمية في بريطانيا وغيرها. ونحن بحاجة إلى دعم من القيادة السياسية لمثل هذا القطاع الذي يجب ان يستمر ويتوسع ليشمل القطاعات الأخرى الصاعدة.

ومن المتوقع ان ينافس قطاع الاتصالات القطاع المالي، لان البحرينيين ابدعوا في هذا المجال ايضا، ولدينا شركتان (بتلكو) و(إم تي سي فودافون)، وهما قائمتان على أفضل الأسس المهنية، وربحيتهما تمكنهما من تحسين مستوى المعيشة للعاملين فيهما.

في السابق كان الذي يعمل في «بابكو» هو الشخص المهم والناجح، أما اليوم فإن العاملين في شركات الاتصالات - في القطاع المصرفي - المالي هم الناجحون قبل غيرهم. وهذا النجاح لا يمكن ان يستمر إلا إذا كانت هناك سياسات داعمة ومستمرة.

ولقد أشرت في مقال سابق إلى إمكان تفريع النجاح من هذين القطاعين إلى صناعات مطلوبة دوليا، وهذا ما نراه في دول الجوار حاليا. فدبي أعلنت في 16 يونيو أنها ستنشئ «منطقة دبي للتعهيد» والتعهيد هي كلمة جديدة وترجمة لكلمة انجليزية جديدة (OUTSOURCING).

فالتعهيد حرك الصناعات في كثير من المناطق حتى بنغلاديش لحقت بالهند أخيرا من خلال دخولها هذا المجال.

«سوق التعهيد» تعتمد على حاجة الشركات الكبرى والمتوسطة إلى أن تعهد ببعض اعمالها إلى شركات متخصصة للقيام بها. ولاننا لدينا تقنية المعلومات والاتصالات المتطورة فبالامكان ان يتصل شخص يعيش في بريطانيا بمصرفه البريطاني لتمرير معاملاته هاتفيا، والشخص الذي يرد عليه قد يكون امرأة تعيش وتعمل في بنغلاديش.

هذه المرأة تم تدريبها على القيام بالأعمال الروتينية وتستقبل المعاملة التي تحول إليها أتوماتيكيا، وتقوم بالرد على الزبون بعد إدخال اسمه في الكمبيوتر.

التعهيد يشمل أمورا كثيرة أخرى. فهناك شركات الآن تعهد إلى غيرها إدارة أعمال الصيانة، أو الأعمال الالكترونية، أو التسويق الهاتفي، أو المهمات المحاسبية، أو معالجة المستندات أو عملية البحث والتطوير... الخ.

ولذلك فإن انشاء منطقة للتعهيد في دبي يعتبر فكرة رائدة، وهي مماثلة لما لدى عدد من الدول النامية (شرق آسيا والهند)، ونحن في البحرين نستطيع ان نقوم بالشيء نفسه.

فسوق التعهيد سوق عالمية، ويمكن ان تخلق وظائف كثيرة للمواطنين وان تطور قاعدة الخبرة الوطنية وتوجه المعاهد التدريبية إلى توفير ما يناسب من برامج تطويرية للمواطنين.

لدينا إمكانات أفضل من غيرنا لكي ندخل هذا المجال، فلدينا الطاقات البشرية، ولدينا صناعات ناجحة يمكن تفريعها لبدء سوق التعهيد في البحرين، ويمكننا ان نربط هذه السوق باستراتيجية التنمية الوطنية الهادفة إلى خلق عشرة آلاف وظيفة سنويا، كما نصحت بذلك شركة «ماكينزي» في تقريرها الذي أصدرته مطلع هذا العام

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 653 - السبت 19 يونيو 2004م الموافق 01 جمادى الأولى 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً