العدد 676 - الإثنين 12 يوليو 2004م الموافق 24 جمادى الأولى 1425هـ

"فشت العظم" وحلم "حوار"

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

يستغرب المواطن البحريني عندما يسمع أن الوحدات السكنية ومخططاتها امتدت إلى "الفشوت". فمنذ أيام قليلة تداولت الصحافة المحلية موضوع انشاء وحدات سكنية في "فشت العظم" القريبة من سواحل سترة وذلك من أجل حل جزئية من مشكلة الإسكان في البحرين. صحيح أن المشروعات الإسكانية مفيدة لكن يجب العمل على استغلال البر قبل البحر... فالبر لايزال موجودا، فهناك مساحات شاسعة حتى الآن لم تستغل إلى تحديد الأملاك الخاصة ووقف عمليات الاستيلاء في بر البحرين. فالملاحظ أن المشروعات الإسكانية تتجه إلى مناطق البحر عبر ردمه بينما لاتزال مناطق البر مركونة من دون ساكن فإما هي ملك خاص أو مسورة بالجدار الاسمنتي لأجل غير مسمى أو حتى توزع على هيئة قسائم سكنية بشكل عشوائي. لهذا فإن عملية اختيار المواقع لإنشاء الوحدات السكنية لابد أن تخضع لمقاييس عدة وعلى رأسها البيئية إذ إن المنطقة المحيطة بفشت العظم مثلا معروفة بمخزونها البحري من الثروة السمكية وضرب هذه المعلومة البيئية المهمة بعرض الحائط انما هو جهل حقيقي بما قد تسببه هذه المشروعات من أضرار على البيئة البحرية تحديدا. لابد أن يتم الالتفات إلى إقامة أي مشروع إسكاني أو غيره فإن عملية الردم أو استغلال "الفشوت" عليها ان تخضع إلى دراسة بشكل علمي دقيق حتى نتفادى المشكلات البيئية أو حتى الثروة السمكية التي قد تكون في طريقها إلى الانقراض ان لم يتم حماية أنواع الاسماك والروبيان المعنية التي تشتهر بها مياه البحرين الاقليمية خصوصا في ظل تفاقم التلوث البحري في مياه الخليج عمودا. لأنه ببساطة ومع مرور الوقت سنأسف على ذلك وسيبكي أبناؤنا بعد ان نضب البحر... وتكون حال المساحات الخضراء وتصحرها إلى القتل العمد لاشجار النخيل في جزر البحرين شاهد حي على ما وصلت إليه حال بيئتنا في البحر! فالتأني في اختيار المواقع البحرية لإقامة المزيد من المشروعات الإسكانية أو الاستثمارية هو شيء مشكور لكن هناك جزر في البحرين لم تتم الاستفادة منها فبلدنا عبارة عن أرخبيل مكون من 33 جزيرة وهي معلومة تعلمناها منذ صغرنا في المدارس فكيف لا يتم الاستفادة مثلا من جزر حوار التي هي عبارة عن أكثر من جزيرة لعموم أبناء الشعب؟! بحيث تتخذ الجهات المسئولة والمعنية في وزارة الاشغال والإسكان على عاتقها القيام بدراسة تفصيلية بشأن بيئة وجغرافية جزر حوار وذلك بالعمل على إقامة مشروعات إسكانية في أكثر من موقع على هذه الجزر الكثيرة "الكبير" و"الصغير" منها خصوصا مع قرب انطلاق مشروع جسر "المحبة" المتصل بين البحرين وقطر الذي سيكون "المشروع السكني" بالطبع أقل كلفة وأسهل لتأسيس البنية التحتية مقارنة بردم ودفن البحر إلى تهديد بقع بيئية مهمة بالانقراض...

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 676 - الإثنين 12 يوليو 2004م الموافق 24 جمادى الأولى 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً