العدد 694 - الجمعة 30 يوليو 2004م الموافق 12 جمادى الآخرة 1425هـ

كلايف سميث... وقفة صادقة

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

الحوار الذي دار بيني وبين المحامي الأميركي كلايف سميث أمس يوضح المعاني الحقيقية للجانب الانساني المشترك بين جميع الناس من مختلف الأنواع من دون تفريق أو تمييز على أساس اللون أو العقيدة أو الأصل. فهذا هو الأميركي سميث الذي تبنى قضية معتقلي غوانتنامو لم ينظر الى خلفيات الشباب الذين يدافع عنهم، بل انه اعتذر مرارا وتكرارا عن سوء تصرف حكومته الأميركية التي لم تلتزم بمواثيق حقوق الإنسان وهي تحتجز وتسيء معاملة من نقلتهم آلاف الكيلومترات، من أفغانستان إلى غوانتنامو في كوبا، ومن ثم حرمتهم من حقوقهم كما تنص على ذلك معاهدة جنيف بخصوص أسرى الحرب. الإدارة الاميركية تقول ان هؤلاء الشباب ليسوا أسرى حرب، وتحرمهم من كل الحقوق وتمنع أية جهة من الدفاع عنهم بصورة فعالة. وهنا يأتي دور كلايف سميث ومجموعته، الذين يثبتون أن الحق لا يمكن ان تقهره القوة مهما تكن عاتية. وخلال الحديث، أكثر سميث من تكرار "خجله" مما تقوم به ادارة بوش وان ذلك لا يمثل القيم الإنسانية التي يؤمن بها الشعب الأميركي. وقال إن بوش قدم صورة سلبية عن الأميركان إلى العالم وانه ارتكب الحماقات تحت ذريعة "مكافحة الإرهاب". إن أهم شيء نتعلمه من سميث هو ان سياسات الحكومات يجب ألا تربط بسياسات الشعوب التي يمكنها ان تتآخى فيما بينها على اساس انها من الصنف الانساني المشترك في حقوق اساسية وبصورة متساوية. قبل لقائي المحامي سميث كنت شاهدت فيلم "فهرنهايت 11/9" وهو تعبير آخر لوجهة نظر أميركية تشبه وجهة نظرنا في البلدان العربية والاسلامية. فمخرج الفيلم مايكل مور يقدم طرحا مغايرا للطرح الذي تتحدث عنه الادارة الأميركية ويصور لنا معاناة الشعب العراقي الذي راح ضحية اطماع المتنفذين في إدارة بوش. مايكل مور وكلايف سميث شخصيتان اميركيتان يتحدثان بلغة انسانية لا نسمعها من إدارة بوش، وهما يوضحان ان السعي من اجل حياة حرة كريمة لا يمكن ان يلغي اسس العدالة وان ذلك يجب أن يكون على اساس القانون الدولي الخاضع لمواثيق حقوق الانسان الدولية. ان مثل هذا التفكير ومثل هذه الثقافة هي ما يجب علينا ان ننشرها بيننا لنبعث الأمل في حياة اكثر اشراقا. فمساندة عدد من الاميركيين لمطالبنا ودفاعهم عن شباب متهمين بالعداء لأميركا يؤكد ان المبادئ السامية هي التي تنقذ الانسانية من شر الذين يهلكون الحرث والنسل من اجل تحقيق اطماعهم الانانية. فالعنف الذي يجتاح منطقتنا له جذور ومسببات، والإدارة الاميركية الحالية تصب المزيد من الوقود على النار المشتعلة من خلال ممارساتها غير الإنسانية في غوانتنامو، والتي رأينا بعض مشاهدها في سجن ابو غريب. دعونا نسعى الى نبذ الاحقاد والكراهية وليتنا نتمثل بأشخاص مثل سميث الذي وقف وقفة صدق مع نفسه وقرر الدفاع عن محتجزي غوانتنامو، وهو ما نحتاج اليه لكي نحمي أنفسنا وبلادنا من الانتهاكات ومن العنف

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 694 - الجمعة 30 يوليو 2004م الموافق 12 جمادى الآخرة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً