العدد 2778 - الخميس 15 أبريل 2010م الموافق 29 ربيع الثاني 1431هـ

البحرين... وقضايا الاحتيال

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

تعتبر قضية «توظيف الأموال»، نوعا من النصب والاحتيال، وهي واحدة من القضايا القديمة التي تشهدها مختلف مجتمعات العالم وليس فقط في البحرين، فهي قصة تتكرر باستمرار لكن بأشكال مختلفة ترتدي رداءة الدين أو غيره لتسهيل فكرة الربح أو الحلم السريع للثراء وذلك بشكل أكثر احترافا وأكثر ذكاء.

وما حدث في الأسابيع الماضية من قضايا شتى برزت داخل المجتمع البحريني وطفت على السطح، بدءا من غسيل أموال وصولا إلى توظيف الأموال، تشير إلى أننا نعيش مرحلة شبيهة بأفلام النصب على مختلف الأصعدة، وما يحصل من موضوع أخذ أموال الناس بطرق سهلة عن طريق وسطاء وآخرين أناس محل ثقة ما هي إلا حبكة وضعت لإنجاح تفاصيل إخراج هذا الفيلم.

وقد يرجع سبب ذلك - بحسب كلام القانونيين - إلى غياب تشريعات فعالة تخص جانب مكافحة جرائم توظيف الأموال في القانون البحريني، وقد يرجع السبب إلى قلة الوعي والطيبة الزائدة لدى مجاميع من الناس الذين صدقوا الوعود التي سمعوها عن استثمارات وربح سريع.

إن الأزمة الحالية التي تعصف بشريحة ليست صغيرة من المجتمع البحريني وربما انتقلت بعض فصولها إلى دول الجوار قد بدأت في العام 2007 واشتدت مع العام 2008 من خلال جمع عشرات الملايين من الدنانير وهو ما يعني أننا نشهد أحد فصول فيلم الاحتيال والنصب بعد أن انكشفت جوانب من اللعبة بجفاف السيولة وتجلي الحقيقة المرة بأن المال طار كما طارت أحلام الثراء السريع.

أحد الزملاء في الشأن الاقتصادي قال لي إن هذه القصة ليست جديدة وحدثت في التسعينيات وهي ذاتها تتكرر وستتكرر خلال السنوات المقبلة لكن بشكل مختلف وبديكور جديد أكثر احترافية في إخراج أفلام النصب، وهي قصة لا تحدث في البحرين فقط بل حدثت حتى في الولايات المتحدة الأميركية، أي تجربة منسوخة بنسخة بحرينية، سعودية، كويتية، أردنية... الخ.

إن الأزمة المالية عجلت في كشف مستثمرين (ربما محتالين) بحرينيين شبيهين بالأميركي برنارد مادوف وهؤلاء كانوا يقومون بتوظيف أموال من مواطنين قبل أن تنهار أحلامهم في الثراء مع عجزهم عن رد أموال المودعين في قضية أصبحت حديث الشارع البحريني.

إنها قضية بلغ فيها حجم المبالغ المطلوبة حاليا إلى 27 مليون دينار (نحو 72 مليون دولار) بينما وصل مجموع ضحايا هذا المستثمر الوهمي ما بين 500 و600 شخص من البسطاء يعملون سائقين أو عمالا، ومن المتوقع أن تتضاعف المبالغ أكثر مع انكشاف المزيد من الاستثمارات الوهمية. وهذا يعني أن على إدارة الجرائم الاقتصادية أن تلعب دورها وأن تسارع في التحقيق، وعلى مؤسسات المجتمع المدني أن تلعب دورها لكي تحفظ السلم الأهلي وتضمن عدم اتهام من ليس له ذنب.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 2778 - الخميس 15 أبريل 2010م الموافق 29 ربيع الثاني 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 11:42 ص

      ابحث في الكواليس

      مع الاحترام ,وبسبب الايمان الشديد , الاخوة الشيعة لا يدفعون فلسا واحدا دون استشارة الامام الذى يقلدونه ؟؟ فكيف مرت هذه القصة ؟؟ واين كان رجل الدين الذى يستشار في كل شى ْ ؟

    • زائر 8 | 7:47 ص

      أختي الكاتبة

      طلعت أنا من المبسوطين وليس البسطاء كيف يعني عامل بسيط لديه مبلغ نقدي يقدر بحوالي 45 ألف دينار قد تكون تحويشة العمر ولكن المسألة تثير الإستغراب عموماً الله يكون في عونهم ويرجع فلوسهم ولكن حتى متى سيظل الناس بسطاء في التفكير ويتعرضون للنصب بسهولة ؟بس ياريت عندي نصف هذا المبلغ.

    • زائر 7 | 7:39 ص

      أكفر من جديه ويش تبون

      اذا هذا حال بسطاء البحرين فلا خوف عليهم و لا هم يحزنون.. أكيد اللي عطاهم 45 الف بيعطيهم اكفر

    • زائر 6 | 6:57 ص

      وين الرقابة على الأموال المودعة و المسحوبة يا بنوك

      وين كانت البنوك لما كانت تدخل هالأموال بغزارة بشكل يومي في حسابات هالشركات الوهمية؟ معقولة محد من موظفين البنوك سأل و تحرى و اخبر الحهات المسؤلة طول هالمدة!!

    • زائر 5 | 3:49 ص

      شمس الشموس

      صباح الخير . الموضوع قديم جديد . حتي في التسعينات يتم التبرع بسم الدين لا ندري من أين المصدر طبعا البعض وليس الكل . لتكون هناك قناعة للجميع من لا يردعة الدين ولا التربية الحسنة و الخلق الرفيع المحترم لا يردعة القنون و لا المجتمع

    • زائر 4 | 3:03 ص

      ABO HUDA

      I think the mistake not only with criminals people also with who pleave this story .yuo work one month and you get your salary my be 500bd but this people they give 1000bd for ather 1000bd in one month.

    • زائر 3 | 2:28 ص

      النصابين لما شافو انهم يقدرون ينفذون بجلدهم بدون عقاب زادو و صارت الديره كلها نصابين. لو الحكومة و المحاكم توقف وقفة قوية ضدهم كما فعلت في قضايا أخرى لكن المشكلة ان المحاكم متساهله و النصابين عندهم محامين يطلعونهم براءة بينما أكثرنا لا يستطيع توكيل محامي خاصة ان المحامي يطلب أتعاب 10% من المبلغ في القضية ,و احنا اكثرنا متسلف الفلوس اللي عطاها هذا النصاب و القضية تأخذ سنين فبل لا يحكمون فيها و إذا حكمو في الأخير فإن النصاب يطلع براءة!!!! و كما قلت من امن العقاب أساء الأدب

    • زائر 2 | 12:36 ص

      الى متى

      انها جزء من حالة الفوضى التي تركت تنمو عمداً لتخدم مشروع التجنيس المبني على اساس طائفي ولتكتمل خطة التغير الديمغرافي والقضاء على هوية البلد

    • زائر 1 | 12:20 ص

      انا مندهش

      27000000/600=45000 دينار لكل فرد ... معقوله

اقرأ ايضاً