العدد 2372 - الأربعاء 04 مارس 2009م الموافق 07 ربيع الاول 1430هـ

«آرت سبيس» يقيم معرضا لجو كسرواني

يعود ريعه لغزة ويسلط الضوء على الأوضاع البيئية

تحت رعاية محافظ مركز دبي المالي العالمي والعضو المنتدب في هيئة دبي للثقافة والفنون عمر محمد أحمد بن سليمان، أقام جاليري «آرت سبيس» في مقره ضمن الـ «قرية البوابة» معرضا لمجموعة مختارة من أعمال الفنان اللبناني جو كسرواني.

سلط المعرض الذي يحمل عنوان «بلا أوهام» الضوء على أعمال مميزة تسجل التحول الكبير في المناظر الطبيعية المحيطة بنا، والدمار الذي يلحقه الإنسان بها تحت اسم التقدم والتطور التكنولوجي. وتلفت هذه الأعمال إلى الكوارث البيئية التي سببها هذا «التقدم» كما تثير في تساؤلات حرجة حول مستقبل البشرية.

وتمثل المناظر الطبيعية التي يصورها كسرواني في أعماله صورة قاتمة لتراجع القيم الإنسانية. ومن خلال إعادة تصور التكنولوجيا، يقوم كسرواني بتحويل المناظر الطبيعية والمسطحات البصرية إلى تكوينٍ مستقبلي. وقام الفنان بتطوير هذه النزعة في أعماله كرد فعل على رفض الإنسان الاعتراف بالأذى الدائم الذي يلحقه بالطبيعة وتراجع إيمانه بالقيم.

وتعكس أعمال كسرواني، بما فيها الصور واللوحات، مستويين من التجارب الفعلية، وتهيمن موضوعات صوره الفوتوغرافية، التي فيها تباين كبير بين الأبيض والأسود بشكل كبير، على النسخ المطبوعة مع تعبيرات واضحة يظهر فيها الصبر والحميمية والرغبة بالبوح والإفصاح. ومن جانب آخر، تمزج رسوماته بين التجريد والتشكيل لتقص حكايات تميل نحو الانطواء ومزيد من التعقيد وسبر أغوار المشاعر. وتزخر لوحاته بقصص مخبأة في مختلف مستوياتها. وخلال تركيب الصور، تظهر آثار دراسة كسرواني لفن العمارة في كل من رسوماته ولقطاته الفوتوغرافية. وفي بعض الأحيان، يعمل بنفس «أسلوب» مشغل الأسطوانات الموسيقية، حيث يبني مجموعة من الصور، وعقب ستة أشهر، يعيد «مزج» هذه الأعمال في معرض للرسومات التي تستند إلى الصور الأصلية للحصول على دعم ملموس وكمنصة للمفاهيم.

وبالرغم من جذوره المتأصلة في العاصمة اللبنانية بيروت، لا يسهل تصنيف أعمال كسرواني على أنها عربية أو شرق أوسطية، إذ إن أسلوبه يتحدى الأنماط التقليدية والقوالب الجاهزة أكثر مما يعززها. وبالتالي فإن صوره ولوحاته تبني عالما هو من بنات أفكاره بشكل كامل، وهو عالم يكاد أن يتفجر متسلحا بالمتعة والألم على حد سواء، وهو عالم كل شيء فيه ممكن الحدوث وفي الوقت ذاته، لا شيء فيه هو تماما كما يبدو للوهلة الأولى. وتأخذ أعمال كسرواني الأشياء العادية التي غالبا ما تعتبر عديمة القيمة، ويحولها إلى صور من الجمال الزاخر بالإمكانات. وبشكل أساسي، تعد أعماله مرآة للطريقة التي ينبغي أن نحول عبرها نظرتنا إلى الجمال والأسلوب والخيال وتطوير المفاهيم القديمة السائدة. ويعطي كسرواني أهمية كبيرة لاستخدام الأغراض المتروكة ليس فقط لأنها تشير إلى النفايات التي يولدها الإنسان ولأهمية تدويرها، لكن أيضا لحفز الخيال وتحدي المفاهيم التقليدية.

العدد 2372 - الأربعاء 04 مارس 2009م الموافق 07 ربيع الاول 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً