العدد 727 - الأربعاء 01 سبتمبر 2004م الموافق 16 رجب 1425هـ

الوزير والرطب البحريني «المرعّص»

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

أهل البحرين أهل خير، يستحق كل واحد منهم أن تعطيه وردة حب وطنية وخصوصا من لا يرضون بالخطأ وهم كثر ومن كل الأطراف... قبل عام تقريباً جلست مع مواطن بحريني مسيحي تلمست فيه أخلاقاً عالية في التعامل... عندها شكرت الله وألقيت سلام تحية للنخلة والبحر وقلت: تلك هي دولة الإنسان... الكل يعيش فيها آمناً سواء كان مسيحياً أو مسلماً بلا تعصب، بلا وصاية. أقول: أهل البحرين أهل خير... بالأمس كتبت عن تلك الطالبة الفقيرة اليتيمة التي تطمح في مواصلة دراستها في الطب وتلقيت المكالمات تطالبني بنشر رقم حساب هذه الطالبة، وأنا أعدهم هذه الأيام بأن أنشر الرقم. فكم هو كبير عند الله أن تضيئوا مستقبل هذه الطالبة؟

هل تتذكرون أم نور الهدى؟ هل تعلمون أن تبرعاتكم بدأت تعيد الابتسامة إليها وإلى طفلتها؟ لقد سافرت إلى الخارج هي وابنتها ونجحت العملية ورجعت إلى البحرين وأوصتني أن أكتب شكراً نيابة عنها إلى كل المواطنين البحرينيين وخصوصاً ذلك البحريني الذي قام بالتبرع بأربعة آلاف دينار لعلاج هذه الطفلة... إن المتبرعين من كل الأطياف. هذه هي البحرين الحقيقية، بحرين الحب، بحرين العيش المشترك، بحرين المواطن الصالح أياً كان انتماؤه... دعونا نبني بحرين التعدد واحترام الآخر. قزموا أولئك المثقفين والمثقفات ممن يعملون على خلط الأوراق لإغلاق الملفات حباً في المصالح.

لن استرسل في موضوع الكهرباء، ولكن أحب أن اقول كلمة: هل تعرف وزارة الكهرباء أنها ضربت صدقيتها عندما نشرت إعلان التهنئة للموظفة المنتسبة لها في الصحف أمام الناس؟ طبعاً لأول مرة تقوم الوزارة بهذا الفعل، ولا تعلم أن هذا التصرف هو الثغرة التي بدأت في تصدع الجدار الملون بالمكياج...

الكلام هنا للاخ نواف آل خليفة، باعتباره الوكيل المساعد للشئون المالية والإدارية: لا أريد أن أثقل عليكم ... أريدكم فقط أن تقوموا بنشر تقرير لجنة التطوير للرقابة الإدارية والمالية. فقط التقرير وأنا أعدك بالمساعدة في نشره كاملاً للجمهور البحريني ... «وشرايكم»؟ أنا في انتظار الإجابة. لن نحتاج حال نشره لا «بكان يا ما كان» ولا بـ «جمعة أكل الربيان»، كما يقول المثل البحريني. فقط انشروا التقرير.

أما بالنسبة إلى الوكيل فقد أصبت بالغثيان من تصريحاته في الصحافة... يوم يقولون: ألبا هي المسئولة، ألبا في اليوم الثاني تقول: مو أني المسئولة. أنا اقول: ليست ألبا هي المسئولة ولا الكهرباء... أعتقد أن المسئول ربما هو نفسه المسئول في قضية التأمينات والتقاعد: هو حجي خميس في قبره... الله يرحمه.

بعد كل ما قيل في التأمينات وبعد طرزانية بعض النواب وبعد كل الصراخ الذي دوّى في المجلس وبعد صوت المطارق وبعد أن ضاعت فلوس صابر طلعنا بفشوش، وكأنك يا بوزيد ما غزيت. وجزء من تضييع القضية هو ضعف النواب... ونتمنى من الشعب البحريني أن يعد العدة من الآن لاختيار نواب 2006، وأملنا يكبر ويعظم بالكفاءات البحرينية المخلصة.

تجربة البلديات أثبتت أن هناك معايير يجب أن تُبدَّل. ويجب أن نركز على الكفاءة والنزاهة. أما الاقتصار على النزاهة فلم يؤكل الناس عيشاً ولم يبنِ لهم شارعاً، وبعض نواب البلدية قضوها في السفرات والنوم وبعضهم يكافح يومياً كجندي مجهول.

أما بالنسبة إلى ديوان الخدمة المدنية فقد أرسل أخيراً (يوم أمس) رداً، لكن مشكلة الوزارات أنني أقدم إليها مثلاً 90 سؤالاً فترد على خمسة أسئلة والإجابة فيها ما فيها من الركاكة والضعف. بالعربي الفصيح أقول للديوان: يا جماعة المطلب واضح: نريد نشر أسماء كل الوظائف الشاغرة في الوزارات عبر الصحافة وبعد توزيع كعكة الوظائف. أتمنى نشر أسماء المرشحين في الصحافة أسوة بالكويت... هل طلبت المستحيل؟ لقد طلبت نشر الأسماء على طريقة الاشتغال وليس الانشغال، إضافة إلى ذلك: هل للديوان أن ينشر كل الإعلانات التي نشرها في الدول العربية أو الغربية منذ ثلاث سنوات فقط؟ لا أريد ما قبل 10 سنوات. لا أريد الإحراج، والحديث الإداري يقول: عفى الله عما سلف.

رسالة أوصلها إلى كل المواطنين في الوزارات في عصر الشفافية: يجب أن توثقوا قضاياكم واكتبوا تظلماتكم... أوصلوها إلينا في الصحافة، ولو أن كل 10 موظفين وقع عليهم الظلم الإداري وثقوا قضيتهم وأرسلوها إلى لجنة التظلم في الوزارة وإذا لم تفعل لهم شيئاً أرسلوها إلى الصحافة لبدأت تحل بعض القضايا... نحن في فترة اصلاحية والمسئول المتغطرس إذا اخطأ أو تجاوز مالياً او ادارياً يجب أن يشتكى عليه عند من هو أعلى منه أو عند النقابة... إلخ. هذه الوزارات هي حق أسست لصالح كل المواطنين وكل مواطن عليه واجبات وله حقوق. المضحك المبكي في بعض وزاراتنا أن مدير الموظف عضو في لجنة التظلم على طريقة «إذا كان خصمك القاضي فمن تقاضي».

إشارات:

- وزارة الكهرباء: كل ما نطلبه أحذية مريحة للعمال، فهم يعملون تحت حرارة الشمس ومن دون علاوة خطر.

- إلى المسئولين في وزارة الصحة: متى ستتم التوسعة في مركز جدحفص الصحي، وهل توفير كمبيوتر وسرير يبهض حمل موازنة الوزارة؟

- إلى بعض البرلمانيين: يقول الأديب السوري محمد الماغوط: المعدة هي برلمان العالم. هل البرلمان سيشكل لجنة تحقيق؟ وهل ستنتج شيئاً؟ أتمنى أن تبدأوا القصة بكان يا ما كان... في محطة الحد كان هناك أمر وشأن. ونحن في الصحافة مستعدون لدعم الخير بشرط ألا يكون مجرد استعراضات صحافية من قبل بعض النواب، كما حدث في بقية القضايا. مشكلة بعض النواب أن قراراته داخلية، ولكن قطع الغيار لها من خارج البرلمان.

- هل سمعتم عن قضية التعليم الصناعي؟ المشكلات في الوزارات وخصوصاً في مسائل الامتيازات وتوزيع الكعكات الإدارية متشابهة، مثل عيون الصينيين، وألف قبلة لمبدأ تكافؤ الفرص.

- بعض الوزارات تدخلها، تقرأ أسماء الأجانب تجدها مثل «سباغيتي». سألت مسئولاً كان متذمراً من وجود الأجانب في وزارة زميله المسئول الآخر، قلت له: ما شاء الله أشكال وأنواع عند الوزير، من الأجانب؟ قال: نعم. وأضاف بسخرية على طريقة الكوميديا السوداء: أصبحت بعض وزاراتنا مثل السوبرماركت، كل شيء موجود فيها: خبز كندي، شوربة سويسرية، جبنة فرنسية، كافيار روسي، معكرونة إيطالية، شاي سيلاني، قهوة برازيلية، لحم استرالي... قلت له: ما عندكم رطب بحريني؟ قال: «عندنا بس مرعّص... الله يسامح الوزير»

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 727 - الأربعاء 01 سبتمبر 2004م الموافق 16 رجب 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً