العدد 700 - الخميس 05 أغسطس 2004م الموافق 18 جمادى الآخرة 1425هـ

لماذا ندق ناقوس الخطر؟

خليل الأسود khalil.Alaswad [at] alwasatnews.com

فاجأنا عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني الثلثاء الماضي في لقاء مع قناة «العربية» بتصريحات بدت وكأنها هجوم على السلطة الوطنية الفلسطينية. فقد اتهمها بتقديم تنازلات، وقال «إن السلطة أصبحت تقبل الآن بما كان يعتبر في الماضي خيانة». كما طالبها «باتخاذ قرارات واضحة تقنع العالم بالتعامل معها كقيادة لها رؤية واضحة ومرجعية مؤسسية واحدة ليتعامل معها العالم على أنها الشريك الحقيقي للوصول إلى تسوية نهائية على أساس مبدأ الأرض مقابل السلام».

اللافت في الموضوع - على رغم توضيحات وزير خارجية الأردن مروان المعشر بأن تصريحات العاهل إنما أراد بها دق ناقوس الخطر للوصول إلى الهدف الرئيسي وهو قيام الدولة الفلسطينية، ولما للوضع الفلسطيني من تأثير مباشر على الأردن - هو طريقة التصريحات (علناً على قناة فضائية) وتوقيتها (السلطة الفلسطينية تواجه أزمة داخلية)، فلو كان الأردن يسعى فعلاً إلى تنبيه القيادة الفلسطينية وجاد وله القدرة على حلحلة الوضع الفلسطيني المعقد وصولاً إلى قيام الدولة، لما كان اتخذ هذا التوقيت الذي تحتاج فيه السلطة إلى دعم للتخلص من مشكلاتها الداخلية والاستمرار في الصمود أمام بطش «إسرائيل»، ولما كانت هذه الطريقة. كان بإمكان العاهل الأردني اتخاذ طرق أخرى لـ «دق ناقوس الخطر» ومساعدة الفلسطينيين على إدراك مدى خطورة وضعهم. وكان بإمكانه أيضاً أن يحتج بصورة عملية - إن كان يقصد ما يمكن أن تفعله «إسرائيل» في بعض جزئيات تصريحه - على ما تفعله الدولة اللقيطة منذ نصف قرن في الشعب الفلسطيني المظلوم. فهم يموتون اليوم في رفح وعلى معبرها المغلق منذ 20 يوماً وفي بيت حانون المدمرة. كفى كلاماً وافعلوا شيئاً للفلسطينيين الذين لو تخلصوا من التدخلات غير المجدية لتمكنوا من تحرير بلادهم

إقرأ أيضا لـ "خليل الأسود"

العدد 700 - الخميس 05 أغسطس 2004م الموافق 18 جمادى الآخرة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً