العدد 709 - السبت 14 أغسطس 2004م الموافق 27 جمادى الآخرة 1425هـ

مسيرة بحرينية آمنة وحاشدة

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

المسيرة الجماهيرية الحاشدة التي خرجت عصر الجمعة الماضي وتحركت من دوار السيف إلى دوار اللؤلؤة كانت ناجحة من جوانب عدة. فخلال المظاهرة لم يُشاهد شرطي أو رجل أمن واحد، وسيارات الأمن كانت بعيدة عن الأنظار. منظمو المظاهرة كانوا يحيطون بالمشاركين ويوجهونهم إلى المسار المتفق عليه بينهم وبين وزارة الداخلية. تصدر المسيرة عدد من علماء الدين، بالإضافة إلى النائب محمد خالد ورئيس مجلس بلدي العاصمة مرتضى بدر الذي كان على اتصال مستمر مع قيادة الأمن العام، يتصل بهم قبل بدء المظاهرة وبعدها ليشكرهم على التعاون المثالي...

رئيس الأمن العام اللواء عبداللطيف الزياني أشار إلى انه «يفضل الأفعال على الأقوال» وان نجاح المظاهرة شاهد على الشعار الجديد الذي رفعته الوزارة «الشرطة في خدمة المجتمع». منظمو المظاهرة رفعوا اعلام البحرين، ولم تكن هناك اعلام أو صور كثيرة ترمز إلى هيئات سياسية غير بحرينية، وان وجدت فهي واحدة أو اثنتان. وهذه النقطة مهمة جداً وأشار إليها المسئولون في كل مناسبة منذ الانفتاح السياسي في العام 2001. فالمسئولون يقولون - تلميحاً أو تصريحاً - إننا في البحرين، والمظاهرات مسموح بها ولكن رمزية المظاهرة تحمل دلالات كبيرة، ورفع العلم البحريني ركيزة تؤكد من خلالها الفعاليات ولاءها للوطن على رغم ممارسة حقها في التعبير سواء كان ذلك معارضة أو مؤيدة للسياسات المحلية أو تلك السياسة في هذا البلد أو ذاك.

الالتزام بضوابط المسيرات، من خلال أخذ الرخصة وتحديد المسار المسبق مع قوات الأمن، والحرص على رمزية المظاهرات أمران مهمان بالنسبة إلينا في البحرين. فالمسيرة وما يتخللها من ممارسات جميعها «اجتهادات سياسية»، وليست «نصوصاً دينية»، ومادامت هي كذلك فإن علينا ان نجتهد سياسياً في خدمة القضايا التي نطرحها. فكثير من الأحيان يكمن الخلاف في «طريقة التعبير» وليس في الموضوع الذي يتم التعبير عنه.

يعود بنا الحديث إلى ممارسات داخل وخارج البحرين اصطبغت طائفياً على رغم ان محتواها ليس طائفياً. وأفضل مثال على ذلك «يوم القدس العالمي» الذي دعا إليه الإمام الخميني الراحل بعدما أسس الجمهورية الإسلامية في العام 1979م. كنت في بريطانيا آنذاك، وفي أول سنة خرجت المظاهرة كانت خليطاً من المسلمين السنة والشيعة وشارك الفلسطينيون والعرب والإيرانيون في المسيرة. وبعد سنة أو سنتين أصبحت المظاهرة للشيعة فقط، وبعد سنوات أصبحت للإيرانيين فقط ونفر قليل من الشيعة غير الإيرانيين.

المشكلة كانت مماثلة لما حدث لنا في البحرين... الرمزية والشعارات، فالفلسطيني ليس شيعياً وليس إيرانياً ليرفع شعارات دينية تنتمي فقط للمذهب الشيعي أو شعارات سياسية ترتبط بعلماء الدين فقط.

الأمر ذاته حاصل بالنسبة إلينا في البحرين، فنحن أبناء البحرين، ويجب ان نتحرك على أساس ذلك، وان تكون رمزية تحركنا بحرينية. وبعد ذلك من حقنا ان نعبر ونقول ونرفض المشاركة أو ندعو إليها، سواء كان في هذا الأمر أو ذاك. فما دام الشأن يقوم به أبناء البلد فإن الصورة التي يلتقطها الصحافي الأجنبي أو البحريني يجب ان تكون واضحة ان هؤلاء مواطنون بحرينيون يعبرون عن رأيهم في قضية معينة... ولكن لاشك في انهم بحرينيون أصلاً وفصلاً، تاريخاً وحاضراً ومستقبلاً

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 709 - السبت 14 أغسطس 2004م الموافق 27 جمادى الآخرة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً