العدد 721 - الخميس 26 أغسطس 2004م الموافق 10 رجب 1425هـ

مقتدى الصدر المظلوم

محمود السيد الدغيم comments [at] alwasatnews.com

-

مظلوم مقتدى الصدر وتياره العريض الذي يكتسح العراق من أقصاه إلى أقصاه، وهي ظلامة مقدر لها أن تستمر في عائلة الصدر كابراً بعد كابر، ونجماً بعد نجم، حتى يتواروا جميعهم إلى الأفول.

الكل يسأل: ما أجندة الصدر السياسية؟ ولماذا يقاوم الأميركان؟ ماذا لو أخرجهم؟ هل سيتمكن من تأسيس دولة ديمقراطية في العراق؟ وجميع هذه الأسئلة تبريرية للاحتلال، والسؤال الأهم الذي لم يطرح: هل حققت القوى الإسلامية نتائج من وراء العملية السياسية؟

إذا أخذنا الحكومة المؤقتة والمؤتمر الوطني العراقي نموذجين، فغالبية كوادر الحكومة المؤقتة من البعثيين، والتيارات الإسلامية مقصية عن القرار. أما المؤتمر الوطني العراقي - وهو أخطر من الحكومة المؤقتة، لكونه سيكون نواة الديمقراطية الموعودة في العراق- فالمحاصصة فيه طائفية وظالمة (40 مقعداً للشيعة، 25 مقعداً للأكراد، و25 مقعداً للسنة، و10 مقاعد للأقليات). فهل من المتوقع من هذا المؤتمر أن يفرز نتائج سياسية خلاف المحاصصة الحالية؟ وعلى ماذا تراهن التيارات الإسلامية الأساسية من وراء عملية سياسية قسمتها ظالمة؟ هل استضعاف صدام سبب للقبول بضياع الحقوق، والتأسيس للواقع الظالم؟

العملية السياسية كانت ذات جدوى تحت مظلة الشهيد السيدمحمد باقر الحكيم، لكونه يلعب خارج اللعبة مع الأميركان، ولكونه طرفاً بديلاً عن الخيارات الأميركية، ولهذا تمت تصفيته، والفارق بينه وبين تيار مقتدى الصدر، أنه فرد، لم تتابع خطواته بخطوات، أما مقتدى الصدر وتياره، فامتداد جماهيري ضخم، ولهذا يسعى الأميركان إلى تصفيته بكل ما أوتوا من قوة، بمساعدة العملاء البعثيين في الحكومة المؤقتة، وتواطؤ بعض الأطراف المخدوعة في التيارات الإسلامية.

أسخف طرفة يمكن أن يصدقها عاقل أن يعامل مقتدى الصدر بكل امتداد عائلته وكرامة الشهادة فيها وكأنه خارج عن القانون، مع إعطاء الشرعية إلى حكومة عميلة أسقطت بالبرشوت، وغالبية طاقمها من المتنفذين من البعثيين الجدد

العدد 721 - الخميس 26 أغسطس 2004م الموافق 10 رجب 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً