العدد 767 - الإثنين 11 أكتوبر 2004م الموافق 26 شعبان 1425هـ

تألق بحريني وقصور إعلامي

الوسط - محرر الشئون الثقافية 

تحديث: 12 مايو 2017

في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي السادس عشر والذي تم في الفترة من 20 سبتمبر/ أيلول ولغاية 31 سبتمبر الماضي. كانت هناك مشاركة متميزة لمملكة البحرين من قبل مسرح «أوال» اذ قدمت مسرحية عذاري في اليوم الثاني والثالث من المهرجان في مسرح الأوبرا الصغير بالقاهرة. والمسرحية مأخوذة من نص للشاعر والكاتب البحريني علي الشرقاوي قام باعادة صوغها واخراجها جمعان الرويعي بمشاركة مجموعة من الممثلين البحرينيين الشباب.

حظيت مسرحية عذاري في يومي العرض بحضور جماهيري كبير غصت به قاعة العرض المسرحي كما أن النشرة الخاصة بالمهرجان أفردت الكثير من الكتابات والاشادة بالمسرحية. غير أن الاعلام والصحافة البحرينية ظلت بمنأى مع أن هذه التجربة جديرة بالقاء الأضواء عليها لما رسخته من حضور بحريني على خريطة الابداع المسرحي في العالم العربي.

يقول مساعد المخرج الفنان عبدالرحمن محمود والذي قام بأداء دور «حدّيوس» عن هذه التجربة «مسرحية عذاري تجربة مسرحية قمنا بعملها من قبل في البحرين وقد أعدنا صوغها من جديد وقمنا بالمشاركة بها في المهرجان، والفرق بين التجربتين أن المسرحية عرضت في البحرين على أساس كونها عملاً مسرحياً عادياً ولكنها حورت لعمل تجريبي اذ كان المخرج جمعان الرويعي ذكيا في اعادة صوغ المسرحية لتتناسب مع هذا المهرجان. ولكن كان من المفترض أن تعرض هذه المسرحية ضمن مسابقة المهرجان ولكننا وعندما وصلنا الى القاهرة فوجئنا بأننا خارج نطاق المسابقة، اذ قررت لجنة المشاهدة للعروض المسرحية من قبل المهرجان والتي تقوم بمشاهدتها على أشرطة «فيديو» أنها خارج نطاق المسابقة. ومع ذلك قمنا بأداء المسرحية في عرضين وفوجئنا بالحضور الكبير الذي تابع المسرحية بشغف الى درجة أن البعض منهم لم يجد أماكن يجلسون فيها فاضطروا للوقوف كما أن هذا العرض حصل على ثلاث دعوات للمشاركة به في الامارات والكويت ولبنان».

ويضيف محمود موضحا سبب استبعاد المسرحية من المسابقة والاكتفاء بعرضها خارجها بقوله «ان مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي يقوم في كل عام على فكرة أو تجريب معين كتجريب وتكنيك الممثل أو التجريب في النص وفي السينوغرافيا أو التجريب في الاخراج، اذ يتم اختيار واحدة من هذه التجارب وقد اختاروا هذا العام العمل على تجريب الممثل بينما كان عملنا نحن متعلقا بالتجريب في الاخراج. والخطأ الذي وقع هنا أننا لم نكن نعلم بهذه المعلومة ولم يرسل أي شيء بشأنها الينا في البحرين فلم نكن نعلم بشأن هذا الشرط شيئا حينما بعثنا بشريط «فيديو» مسجل للعرض المسرحي لمسرحية عذاري يوم عرضت في البحرين كما أنه لم يكن لدينا وقت لتسجيل المسرحية بعرضها الجديد في البحرين». وعن انطباعه عن مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في دورته السادسة عشرة قال محمود «أنا لم أكن راضيا عن المهرجان هذا العام فادارة المهرجان لم تدره بالشكل المطلوب وما يدلل على كلامي هذا أنني لم أستطع مشاهدة عرض ياباني هذا العام لأكثر من خمس دقائق في حين أنني شاهدت عرضا يابانيا من قبل في العام 1998 فكنت مشدودا اليه كثيرا وكان هناك عرض آخر في العام 2000 شغفت به أكثر. فحتى الدول التي كانت لها مشاركات قوية في المهرجان من قبل لم تقدم عروضا جيدة جدا في المهرجان».

من جانب آخر يقول الفنان المسرحي محمد الصفار الذي قام بدور «أبوزيدان» «لا نستطيع أن نغفل الافادة التي حصلنا عليها من خلال مشاركتنا هذه واطلاعنا على العروض المسرحية التي حفل بها المهرجان ولكن أكبر ما خرجنا به من المهرجان هو اقتناعنا أكثر بأننا لسنا اقل من الآخرين بل ربما نكون أفضل منهم فالمسرحيات التي قدمت بشكل عام كانت ضعيفة ومع ذلك تم استبعاد مسرحيتنا الى خارج المسابقة. وهذا الأمر يثير عندي في الحقيقة اشكالاً لايزال يعترض طريقنا نحن المشتغلين بالمسرح في البحرين، اذ إن النظرة القاصرة الى منطقة الخليج العربي وأنها غير متفوقة بالنسبة الى الدول العربية الأخرى لاتزال حاضرة ومن ذلك قول البعض إن مسرحية عذاري كانت عرضا مسرحيا مدرسيا في حين ان نشرة المهرجان تكلمت باحترام كبير عن هذه التجربة وأبدى عدد من المتابعين والنقاد انزعاجهم من خروج المسرحية من المهرجان. غير أن الأمر الذي يثير الاستغراب أكثر أننا لم نجد تغطية اعلامية لمشاركة البحرين في هذه المهرجان ولم نجد ذلك الحضور الذي يذكر للصحافة البحرينية وحتى عند وصولنا الى البحرين لم يكلف أحد نفسه عناء السؤال عن هذه التجربة اللهم الا استقبال سفير مملكة البحرين في جمهورية مصر العربية خليل الذوادي لنا في القاهرة واهتمامه الشخصي».

بينما يضيف الموسيقي والفنان المسرحي محمد حداد الذي قدم موسيقى المسرحية وقام بدور «بارباروس» «ان غالبية العروض المسرحية الخليجية التي قدمت في المهرجان قدمت خارج نطاق المسابقة اذ لم يكن هناك غير عرض مسرحي خليجي واحد داخل المسابقة. والمشكلة أنهم حكموا على المسرحية من خلال اشرطة الفيديو التي شاهدوا بها المسرحية بشكلها القديم وليس الجديد والمعد للمهرجان. والمسرحية التي عرضت في القاهرة لم يكن بها خامات تبهر المتفرج فقد اعتمدت على القماش وسينوغرافيا الجسد الى جانب الاضاءة التي ابدع فيها الفنان أحمد عقلان والتي حظيت باشادة من قبل النقاد. وبخصوص موسيقى المسرحية التي قدمتها للمسرحية فانني قمت بالبحث في الطقوس الوثنية وحتى في بلاد الرافدين لكي أخرج بموسيقى تناسب العرض المسرحي».

وعلى هذه التجربة يعلق الفنان الشاب ياسر القرمزي الذي قام بأداء دور «مقشاع» بقوله «لقد عملنا على هذه المسرحية منذ بداية شهر يوليو/ تموز الماضي ومدة المسرحية كانت أطول والنص أيضا كان مختلفا فحوّر ليكون أقل في الوقت فبدلا من استغراق العرض لساعتين حولناه الى 40 دقيقة وتغيرت أيضا تبعا لذلك طريقة العرض والأداء والأسلوب. أما بخصوص المهرجان ككل فقد وجدت المهرجان مهرجانا عاديا ولم يعجبني الا العرض المسرحي العراقي الذي لم يلامسني كثيرا على رغم اعجابي به اذ لم يكن قادرا على ادهاشي طول الوقت. في حين أن المطلوب من العروض التجريبية أن تكون شديدة التأثير في نفس من يشاهدها».

مسرحية عذاري

عمل مسرحي مأخوذ عن نص «مسرحية عذاري» للشاعر علي الشرقاوي. اعداد واخراج: جمعان الرويعي، مساعد مخرج عبدالرحمن محمود، الاضاءة أحمد عقلان، موسيقى محمد حداد، تمثيل: محمد الصفار، محمود الصفار، ياسر القرمزي، جمال الصقر، يوسف بوهلول، محمد حداد، محمد سعد، حسن محمد، رانيا غازي، نجية زينل، فوز الشرقاوي





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً