شهر رمضان من أكبر المناسبات الإسلامية التي تتجدد كل عام شأنها شأن المناسبات الأخرى فهي أكبر محطة تصنع علاقة إنسانية - إلهية، وإنسانية - إنسانية، وهي مظهر جلي من مظاهر وحدة المسلمين وتجمعهم، مظهر من مظاهر الاختلاط البشري، والتكافل الاجتماعي، وغرة رمضان غرة الوحدة لا الفرقة، التجمع لا الشتات، والتقارب لا التباعد إلا أن المشهد الرمضاني في البحرين مشهد لا يعكس ذلك المفهوم كثيراً، فالهلال الذي يجب أن يبشر بتآلف القلوب أصبح في أكثر سنواته هلالاً ينذر بتنافر القلوب.
لست خبير أهلة، ولست عالم ملة، ولا أدعي فهماً أوحد في المدلولات الشرعية وخصوصاً تلك الخاصة بهلال شهر رمضان، ولكنني أفهم شيئاً واحداً هو أن مشكلة الهلال مشكلة عريقة، بل هي عميدة المشكلات في البحرين، ولن أقول إن أحداً لم يتصد لحلها وإنما أستطيع القول إن أحداً لم يفلح نعم لم يفلح في صنع «مبتكر فريد» يجعل الأخ يصوم مع أخيه، والأب يعيِّد مع ابنه في البيت الواحد.
الأمر لا يحتاج إلا إلى آلية واضحة المعالم، مكشوفة للعيان توضح نظاماً يوحد يوم العيد الذي هو يوم وحدة المسلمين، ولست أدري... هل من الشريعة أن يقف العوام ليلة العيد أمام منازل العلماء حتى الفجر ليعرفوا ثبوت الهلال من عدمه؟ هل من الشريعة أن يتصرم الشهر ومازال الاختلاف على يوم دخوله؟ وهل من الشريعة السمحاء - التي شملت بنظامها المتقن حكم كل شاردة وواردة حتى أصبحت صالحة لكل وزمان ومكان - أن نعجز عن وضع نظام يحفظ للمسلمين وحدتهم في أكبر مناسباتهم الإسلامية؟ أهي عجزت عن ذلك أم نحن العاجزون عن فهم الدين كما يجب؟!
عقيل ميرزا
العدد 770 - الخميس 14 أكتوبر 2004م الموافق 29 شعبان 1425هـ