العدد 773 - الأحد 17 أكتوبر 2004م الموافق 03 رمضان 1425هـ

يحدث في مستشفى السلمانية

المرض في حد ذاته ابتلاء، ولكن الابتلاء الأكبر هو ألا يكون للمريض من خيار للعلاج سوى التوجه إلى مجمع السلمانية الطبي.

الحديث عن هذا الموضوع ليس بجديد، ولكنه قديم متجدد ولم يغيره تعاقب المسئولين على هذا المرفق المهم، كما لم يغيره انتشار العيادات والمستشفيات الخاصة التي خففت الضغط على خدماته، ولا يبدو أن الشكاوى المتعددة والمتكررة منه تعار أي اهتمام، كما هو واضح من استمرار الأوضاع على ما هي عليها، بل ترديها إلى الأسوأ.

وليس من المعروف إن كان عدم تغير الوضع مردّه الافتقار إلى الموارد المالية والبشرية للإصلاح، أم أن سلطات «الصحة» ليست على علم بما يحدث، فتظل المشكلات أسيرة الحيّز الضيق في المستويات ذات العلاقة المباشرة بالجمهور ولا يشعر بها المسئولون لأن مواقعهم تسهل لهم الحصول على الخدمات من دون المرور بالقنوات التي يمر بها الناس الاعتياديون.

وهذه المساحة (مجالس) أصغر من أن تسرد فيها الأوضاع السيئة ومنها الافتقار إلى النظام الصارم والعادل الذي لا يحتاج معه المريض إلى «واسطة» ليحصل على غرفة، وعلى المعاملة الإنسانية، وعلى الإسعاف الضروري، إلا أن الظاهرة الخطيرة التي استشرت حديثا فهي تحول العيادات الخاصة من عنصر ايجابي لتخفيف الضغط عن مرافق المستشفى إلى نقمة على مرضاه، بعد أن استخدمه بعض الأطباء كـ «مركز ترويجي» لعياداتهم الخاصة.

فلا يتردد أحدهم عن الهمس في أذن أحد المرضى «إذا أردت عناية أفضل، زرني في العيادة، أما هنا فالمستشفى كسوق الأربعاء»، ويختفي الطبيب ولا يمكن أن يراه المريض ثانية إلا في عيادته الخاصة. فهل من منقذ لمبتلي مستشفى السلمانية؟

هناء بوحجي

العدد 773 - الأحد 17 أكتوبر 2004م الموافق 03 رمضان 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً