العدد 2808 - الجمعة 14 مايو 2010م الموافق 29 جمادى الأولى 1431هـ

الكاذي: أشجار نادرة تُستنبت في مرتفعات عُمان

بدأت أشجار جديدة من نوع الكاذي العطر Pandanus odoratissimus بالنمو في مسوّرة محمية في مرتفعات خضرفي بمحافظة ظفار، على بعد 160 كيلومتراً من مدينة صلالة في جنوب سلطنة عمان.

لم تبقَ سوى أربع أشجار كاذي برية في منطقة خضرفي، حيث ازدهرت في الماضي.

وقال علي عاكعاك، وهو ناشط بيئي مثابر، إنه والأهالي قدموا عريضة إلى الحكومة لحمايتها. ويشرف عاكعاك على المسوّرة التي أنشأتها العام 2005 مديرية البيئة في محافظة ظفار، حيث تم تسوير موقع الأشجار البرية الأربع، واستخدمت فسائل منها لاستنبات خمسين شجرة جديدة. وهـو يتذكر، في أواخر ستينيات القرن العشرين، كيف كانت هناك آلاف أشجار الكاذي البرية في منطقة خضرفي الجبلية. وقد تعرضت هذه الأشجار للهلاك بسبب القصف المدفعي الكثيف أواخر حرب ظفار (1965 ـ 1975) إذ اتخذها المتمردون مخبأ بفعل كثافة غطائها، ثم بسبب الاقتلاع العشوائي بعد الحرب والاستخدام المفرط لعين خضرفي التي كانت تروي منطقة ازدهار هذه الأشجار.

وتعد أشجار خضرفي النماذج البرية الوحيدة في سلطنة عمان وجنوب الجزيرة العربية. وتزدهر أنواع مختلفة من الكاذي في المناطق الاستوائية في آسيا وأستراليا والمحـيط الهادي. ويزدهر النوع العطـر على طول ساحل الهند الشرقي، ولأزهاره الذكرية رائحـة زكية، ويستخرج منها ماء الكاذي أو ماء الكورا. وتعد ولاية أوريسا الهندية المنطقة الوحيدة في العالم التي يزرع فيها الكاذي العطر لأغراض استخراج الماء والزيت المسمى ruh kewra (روح الكورا) الباهظ الثمن. ويزرع هذا النوع على نطاق محدود في الحدائق المنزلية والمزارع في مناطق الباطنة والداخلية في شمال سلطنة عمان.


أشجار جديدة للمرة الأولى منذ عقدين

بدأت أنواع أخـرى من الأشجار البرية تزدهر في مسوَّرة الكاذي في خضـرفي، عن طـريق ذرّ البذور بواسطة الرياح. ومنها الزيتون البري الذي يسمى محلياً الميطان، والطيق الذي يعد أكبر أنـواع أشجار التين المستساغ الثمار، وقد استخدم الأهالي جذوعه التي يبلغ طولها عشرين متراً لصناعة صواري المركب المخيط «»السنبوك»»، كما استخدموا اللحاء لصنع حبال هي غاية في المتانة والنعومة.

هذا يثبت أن إنشاء مسورات مشابهة في مرتفعات ظفار سيسمح بإعادة ازدهار أشجار برية أخرى أصبحت مهددة بالاختفاء، بسبب الرعي الجائر الذي تشهده المرتفعات منذ أوائل ثمانينيات القرن العشرين حيث لم تعد تنمو أشجار برية جديدة. وتعادل هذه المرتفعات مساحة لبنان، وهي تتأثر صيفاً بالرياح الموسمية الجنوبية الغربية التي تسوق السحب المحملة بالأمطار، فتزدهر المراعي ويتغذى مخزون المياه الجوفية فتزداد مياه العيون ومياه الأخوار الساحلية بازدياد نزّ الماء من المخزون الجوفي.

وإلى جانب أشجار الكاذي، قامت مديرية البيئة بتسوير موقع شجرة التبلدي الوحيدة Adansonia Digitata في مرتفعات ظفار، وإعادة إنبات فسائل من الأم في المسورة. وهي من الأشجار المتأقلمة، وليست متوطنة، وتعد أكبر شجرة في سلطنة عمان حيث يبلغ قطر جذعها 11 متراً.

العدد 2808 - الجمعة 14 مايو 2010م الموافق 29 جمادى الأولى 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 2:46 ص

      بوعبدالعزيز

      لم يتبقى شي من اشجارالكاذي في خظرافي والسبب الوحيدهوالحيوانات التي تقوم بتقشيرالشجرة من الاسفل وبعد شهرة تموت الشجرة وليس هناك حل اخرسوى عمل جدارمن الاسمنت حول بعض شجيرات الكاذي حتى تتمكن من التكاثروالشباك لاينفع حيث الغبارالكثيف نتيجة الشارع الترابي في عين خضرافي واتقدم بشكر الى وزارة البئة في الجهودالمبذولة من اجل حماية اشجارالكاذي

اقرأ ايضاً