تطل علينا هذه الأيام الذكرى الأليمة لوفاة أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين مولانا علي ابن أبي طالب (ع) التي تصادف هذه الأيام من أيام شهر رمضان الأغر في 21 منه عندما ضرب بالسيف على قمة رأسه وهو واقف للصلاة يأم المسلمين في 19 من شهر رمضان وعلى يد أحد الخوارج المارقين هو عبدالرحمن بن ملجم وهو أشقى الأولين والآخرين ولم لا وهو يسفك ذلك الدم الطاهر الذي طالما تغذى وترعرع على يد رسولنا الأكرم محمد (ص)... وجعله بمثابة نفسه (ص) وهو ما ورد في القرآن الكريم في آية المباهلة «وأنفسنا وأنفسكم». ولطالما قالها النبي (ص) في ابن عمه أنت أخي وموضع ثقتي... وأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبي بعدي... وأنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأتها من بابها... وغيرها من الأحاديث الكثيرة. وكانت الأعجوبة الأبدية التي تحسب بحق أمير المؤمنين علي (ع) ولادته المتكاملة في بيت الله الحرام وداخل الكعبة وكانت هي الحكمة الربانية آية للحق على مر الأزمنة على امتداد صفحات الزمان... إذ إنها بداية الولادة في بيت الله والنهاية الاستشهاد في المسجد «بيت الله» فتلك فرادة التماسك في تلك الشخصية الفذة العظيمة. وقد ضُرب على رأسه في بيت الله أيضاً في مسجد الكوفة وهو يصلي... وهو القائل (فزت ورب الكعبة). نعم فاز أمير المؤمنين ووصي رسول رب العالمين (ص) فأية بداية ونهاية أشبه بالحياة التي بينهما من تلك البداية وتلك النهاية... وكانت حياة الإمام علي (ع) طويلة وحافلة بالنصر والعزيمة والوثب... وكان أول من رفع راية الإسلام مع رسول الله وأول من آمن بدعوته وآخاه ونصره في غزواته وحروبه... وكان كالظل لرسول الله في حياته وكانت هذه الحياة دمجت بذات النبي القائد دمجاً لا فجوة فيها، فكانت صورة الربيب متجسدة في السير والسلوك وكانت تأثيرات الوحي بالآيات الكريمة على رسول الله (ص) وقعها على نفس علي (ع) الصافية الذي رضع وتتلمذ على يديه... وكان البذرة التي سقيت من حوض رسول الله (ص) حتى آخر حياته، فسلام على أمير المؤمنين يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا.

علي ثامر