العدد 792 - الجمعة 05 نوفمبر 2004م الموافق 22 رمضان 1425هـ

ماذا قال الخبير التربوي للأب لحل مشكلته مع ابنه المراهق؟

سلوى المؤيد comments [at] alwasatnews.com

.

جلس الأب والأم يفكران ويتشاوران كيف يحلان مشكلتهما مع ابنهما المراهق ياسر، بعد أن فقدا ثقتهما فيه عندما تدهورت درجاته الدراسية بسبب إهماله، وكذلك لكسره قاعدة أساسية في البيت، وهي عودته الساعة الثانية صباحاً بدلاً من الوقت الذي اتفقا عليه معه وهو الثانية عشرة والنصف مساءً في ليلة الإجازة المدرسية... إلى جانب صدمتهم فيه عندما اكتشفا أنه عاد مخموراً.

كان الأب والأم حائرين... كيف يستعيدا ثقتهما في ياسر مرة أخرى بعد أن خسر هذه الثقة... وخصوصاً أنهما اكتشفا وهما يتحدثان معه أنه كان لا يذهب إلى المدرسة كما كانا يعتقدان... وإنما كان يتجول بلا مسئولية مع أصدقائه في المجمعات التجارية أو في سيارة صديقه أو يجتمعون في بيت أحد أصدقائه في غياب والديه في العمل.

وبدأ الأب عقابه لابنه بأن حرمه خلال 6 أسابيع من الخروج مع أصدقائه سواء في أيام المدرسة أو ليلة الإجازة الأسبوعية... ثم منعه من الذهاب إلى أية رحلة خاصة معهم... وكان الجو في البيت طوال فترة العقاب متوتراً كئيباً.

كان ياسر يتفادى والديه وهما يبادلانه المعاملة نفسها... لكن الأمر الوحيد الذي أسعدهما أنهما لاحظا تطور درجات ياسر الدراسية... وفي ذلك اليوم بالذات قرر الأب زيارة الخبير النفسي التربوي لكي يساعده على فهم ابنه خلال مروره بفترة المراهقة... حتى يستعيد ذلك الابن الذي كان رزيناً ومسئولاً من قبل... وسيكون كذلك بإذن الله إذا ما اهتم به أب مسئول مع والدته ما داما قررا إنجابه حتى يكون إنساناً متزناً ومسئولاً وسعيداً.

بدأ الأب حديثه قائلاً «أنا وزوجتي حائران كيف نتصرف مع ابننا ياسر بعد أن منحناه ثقة كبيرة وأساء استخدامها وخسر ثقتنا... على رغم أننا نلاحظ أنه يبذل مجهوداً كبيراً أثناء عقابه لكي يطور أداءه الدراسي، لا ندري... هل إذا منحناه الثقة مرة أخرى سيسيء استخدامها؟ لكننا أيضاً لا نريد أن يظل حبيس البيت مدة أطول من 6 أسابيع... لأن ذلك العقاب لا يسرنا جميعاً. نحن تعساء به وهو أيضاً؟».

طلب الخبير التربوي من الأب أن يقص عليه كل ما حدث له وزوجته مع ابنهما ياسر، والتغير الذي طرأ على شخصيته أخيراً.

ثم قال للأب «إن أول أمر مطلوب منكما كوالدين أن تعيدا صوغ قواعد البيت الأساسية بالنسبة إلى تعاملكما مع ابنكما... وهو ما سأقوم بتوضيحه لكما».

رد الأب «لكننا فقدنا ثقتنا فيه كشخص مسئول... فهل سنستطيع أن نستعيد ثقتنا به؟ وهو غير قادر على الانتظار ومتشوق بحرقة لاسترداد هذه الحرية... ويعدنا أنه سيكون شخصاً مسئولاً... ماذا نفعل لكي نسترد هذه الثقة مرة أخرى؟».

كان ياسر فعلاً متلهفاً لاسترداد حريته السابقة المسئولة... لقد علمته أخطاؤه بعض الدروس المهمة والمؤلمة... اكتشف أن الثقة رقيقة وقابلة للكسر بسهولة إذا لم تكن تصرفاته مسئولة... وأنه لكي يكسب ثقة والديه مرة أخرى... يحتاج إلى بعض الوقت.

جلس المعالج النفسي في الجلسة الثانية مع الأب والأم معاً ليناقش معهما ما معنى الحرية... وما معنى الامتيازات التي يحصل عليه الأبناء ومتى يمكنهم الحصول عليها؟... وماذا تعني المسئولية والثقة بين الآباء والأبناء؟ ومتى تكون وكيف تنمو وتساعد الابن على اكتساب الإحساس بالمسئولية والنضج العقلي والإجتماعي؟

ثم ناقش معهما مسألة الحدود... وشرح ماهي الحدود المتساهلة أو المتسامحة؟ التي يحاول الأبناء من خلالها اختبار مدى جدية آبائهم في ردعهم إذا أساءوا التصرف... لكي يجدوا منفذاً لعدم الطاعة... فيحدث ما يشبه الفوضى العائلية أو رقص العائلة... فلا يدرك كل طرف تحديداً ما هي واجباته وحقوقه.

ثم شرح الخبير التربوي للوالدين كيف يستخدما الحدود الديمقراطية القائمة على النتائج المنطقية لكي يدعما الحدود التي يضعوها لإبنائهم.

عندئذ شعر الأب والأم أن الصورة أصبحت واضحة أمامهما بشأن الكيفية التي يجب أن يعامل بها ابنهما المراهق في المستقبل... ومستعدان لمنحه بعض الامتيازات ليختبرا مقدار ما سيتحمل منها بمسئولية... لكنهما هذه المرة سيستخدمان حدوداً حازمة أكثر لإرشاده بشأن ما يريد اكتشافه من أمور تتعلق بشخصيته أو الحياة حوله.

في الأسبوع القادم سأتناول الطريقة الناجحة التي طبقها الوالدان مع ابنهما ياسر بعد أن تعلما أسسها من الخبير التربوي الذي قاما بزيارته، وسأستعرض نتائجها الإيجابية على شخصية ابنهما المراهق ياسر

إقرأ أيضا لـ "سلوى المؤيد"

العدد 792 - الجمعة 05 نوفمبر 2004م الموافق 22 رمضان 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً