العدد 797 - الأربعاء 10 نوفمبر 2004م الموافق 27 رمضان 1425هـ

بيروت - آمنة القرى

«مرصاد - 1» تؤكد فشل الاستخبارات الإسرائيلية

تواصل الاهتمام الإعلامي والسياسي والأمني في «إسرائيل» بطائرة الاستطلاع «مرصاد 1» التابعة لـ «حزب الله» اللبناني التي حلقت فوق الأراضي الفلسطينية المحتلة وصولا إلى نهاريا، وقالت مصادر عسكرية إنها حلقت لمدة 15 دقيقة فوق الكيلومترات العشرة لساحل شمال «إسرائيل» المتوسطي وحتى منتجع نهاريا والعودة إلى جنوب لبنان. فيما أكد الحزب انه يملك أكثر من طائرة، في إطار اللجوء إلى وسيلة يأمل بأن تكون فعالة في ردع ولجم الطلعات الجوية الإسرائيلية فوق الأراضي اللبنانية.

ووصفت الصحف الإسرائيلية كما فعل المسئولون في الدولة العبرية الطائرة «مرصاد 1» بأنها «إيرانية» واعتبرت الحادث ليس مجرد دليل على وجود ثغرات في الدفاع الجوي لشمال «إسرائيل» بل يدل أيضا على فشل أجهزة الاستخبارات التي لم ترصد استعدادات «حزب الله» للحصول على طائرات بلا طيار. واعتبر بعض المعلقين أن أمين عام حزب الله السيدحسن نصرالله جعل ضباط الجيش الإسرائيلي يبدون أغبياء إلى درجة أثارت مشاعر القلق في نفوس الإسرائيليين وخصوصا سكان الشمال.

واتهم زئيف شيف في «هآرتس» إيران بأن لها دورا رئيسيا في إطلاق حزب الله لطائرة استطلاع في الأجواء الإسرائيلية. وزعم المعلق الإسرائيلي أن عددا من الخبراء في الحرس الثوري الإيراني شاركوا في إطلاق الطائرة التي حلقت لعدة دقائق فوق شمال «إسرائيل». ولفت إلى أن الطائرة كانت مزودة بكاميرا قادرة على التقاط الصور ونقلها إلى قاعدة الإطلاق خلال فترة التحليق.

واعتبر شيف، هذه الخطوة بأنها عمل إيراني عدواني ضد «إسرائيل». كما انه وجه اللوم إلى الحكومة اللبنانية لافتا إلى أن لبنان لا يمكن أن يدعي البراءة في هذه القضية. فمن الممكن أن تكون الحكومة اللبنانية لم تعلم شيئا عن الطائرة ولا عن الاستعدادات لإطلاقها ولا حتى عن تورط الإيرانيين، إلاا انه بمجرد أن إطلاق الطائرة جرى على الأراضي اللبنانية فإن حكومة هذا البلد تعتبر مسئولة مباشرة عما وصفه بالعمل العدواني.

وتابع المعلق الإسرائيلي مزاعمه مشيرا إلى أن طائرة حزب الله إيرانية الصنع وقد أنتجت في إيران في التسعينات. وأضاف أن الإيرانيين زودوا حزب الله بعدة طائرات من هذا النوع كما زودوه بالصواريخ. زاعما أن أحد الشروط الإيرانية لتزويد حزب الله بطائرات استطلاع كان تأكيد الحزب على الحصول دائما على تصريح من طهران قبل إطلاق أية طائرة. وزعم أيضا أن ناشطي حزب الله خضعوا للتدريب على استخدام الطائرة على أيدي خبراء في الحرس الثوري الإيراني.

ورأى شيف، أن إطلاق حزب الله لطائرة استطلاع في الأجواء الإسرائيلية وغيرها من النشاطات العسكرية يدل على أن الإيرانيين موجودون في لبنان برعاية حزب الله وحمايته. ولم تسلم دمشق من اتهامات شيف، فقد اتهمها بأنها تغض الطرف عن النشاطات الإيرانية في لبنان لافتا إلى أن سورية تنشر قواتها على الأراضي اللبنانية بينما يواصل الحرس الثوري الإيراني نشاطاته على الأراضي اللبنانية.

ورد المعلق الإسرائيلي على تصريح أمين عام حزب الله السيدحسن نصرالله الأخير بأن حزبه سيغير التوازن الجوي العسكري مع «إسرائيل». وأكد أن وجود بضعة طائرات الاستطلاع بين يدي حزب الله لن يغير ميزان القوى بين «إسرائيل» والحزب حتى لو دخلت طائرات الحزب اللبناني عميقا في الأجواء الإسرائيلية وزودت بكاميرات أو حتى لو حملت بمواد متفجرة. وإذ أقر أن اختراق طائرة «حزب الله» الأجواء الإسرائيلية قد فاجأ الجيش الإسرائيلي، غير انه اعتبر أن هذا الأخير قد تعلم دروسا من هذا الأمر. لافتا إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي سيبقى متيقظا من الآن فصاعدا للرد على أي اختراق جديد وجعل حزب الله ولبنان يدفعان ثمن ذلك. وختم محذرا من أن تورط إيران في هذا العمل العدواني على حد تعبيره، يعني أيضا أن طهران مستعدة للتورط في خطوات أكثر خطورة.

واعتبر عمير أورين في «هآرتس»، ايضا أن إرسال حزب الله طائرة استطلاع إلى الأجواء الإسرائيلية هي خطوة محرجة للجيش الإسرائيلي. ورأى في مقالة تحت عنوان «عملية حزب الله المحرجة للجيش الإسرائيلي» أن أمين عام حزب الله السيدحسن نصرالله جعل ضباط الجيش الإسرائيلي يبدون أغبياء إلى درجة أثارت مشاعر القلق في نفوس المواطنين الإسرائيليين وخصوصا سكان الشمال. وأوضح أورين ان أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية لم ترصد الطائرة كما أن الوحدات البرية في الجيش الإسرائيلي لم تكن مزودة بصواريخ مضادة للطائرات.

ورجح المعلق العبري أن يعمد الجيش الإسرائيلي إلى التقليل من أهمية الخطوة التي نفذها حزب الله ويصورها على أنها نوع من الطيران البهلواني وان هدفها دعائي بحت. ووصف أورين، نجاح حزب الله في إرسال طائرة استطلاع إلى الأجواء الإسرائيلية بأنه خطأ فادح على مستوى الاستخبارات العسكرية التابعة للجيش الإسرائيلي من جهة وعلى مستوى القيادة الشمالية التي من المفترض أنها تملك وحدة استخباراية خاصة تعنى بتحليل وتقييم جميع خطوات «العدو» من جهة أخرى. وحمل أورين، مسئولية هذا الفشل بشكل خاص إلى رئيس الاستخبارات العسكرية الجنرال أهارون زئيفي فركش ورئيس القيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلي الجنرال بني غانز وقائد سلاح الجو الإسرائيلي الجنرال أليعازر شكيدي فضلا عن رئيس هيئة الأركان موشيه يعالون. غير أن أورين، أشار إلى ان قيمة الطلعة الجوية التي نفذها حزب الله في الأجواء الإسرائيلية لا تنحصر في التهديد الذي تشكله فحسب. بل هي دليل على انه بينما يخشى سلاح الجو السوري من مواجهة خصمه الإسرائيلي تبرهن مجموعة من المسلحين (في إشارة إلى حزب الله) أنها قادرة على السخرية من سلاح الجو الإسرائيلي.

وأضاف أن عملية حزب الله تدل أيضا على أن الأنظمة الإلكترونية المتطورة للجيش الإسرائيلي لا يمكنها أن تحبط الخدع الخفية لـ حزب الله بشكل كامل. وختم محذرا من أن عدم وجود رد لدى الجيش الإسرائيلي على طائرة حزب الله في الشمال سيشجع حركة «حماس» في الجنوب (فلسطين) على إرسال طائرات باتجاه صحراء النقب بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، في إيحاء من أورين بأن انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان قد سهل حصول حزب الله على طائرة استطلاع

العدد 797 - الأربعاء 10 نوفمبر 2004م الموافق 27 رمضان 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً