العدد 797 - الأربعاء 10 نوفمبر 2004م الموافق 27 رمضان 1425هـ

اسم على مسمى

عبير إبراهيم abeer.ahmed [at] alwasatnews.com

لم أشهد في حياتي ما يمكن أن يطبق عليه المثل القائل «اسم على مسمى» كسوق واقف!... فبخلاف ما نشهده من أسماء متعددة لوزارات وهيئات وإدارات وبمختلف التخصصات لا أجد فيها واحدة من الممكن أن تكون فعلا «اسما على مسمى»!... فوزارة الإسكان تعاني من أزمة في توفير السكن لجميع المواطنين، ووزارة المالية من دون أموال أو موازنات كافية، وإدارة التخطيط في تخبط وغوغائية، ووزارة التربية والتعليم في طريقها إلى فقد الاثنين معا (التربية والتعليم) في مدارسها وبين صفوف تلاميذها وحتى مدرسيها، ووزارة العمل مازالت عاجزة عن توفير عمل لآلاف المواطنين سواء الحاملين منهم للشهادات أو الذين أعيتهم ظروفهم عن مواصلة دراستهم... وقس على ذلك بقية الوزارات والهيئات والإدارات وحتى الشركات والمؤسسات وإن بدرجات متفاوتة!

أما سوق واقف فما إن تطأ قدماك أرضه حتى تعرف، وأنت قليل الاهتمام بالبحث وراء أصل التسميات وجذورها، لماذا سمي بهذا الاسم؟... وكأن المخططين لهذه السوق قد وضعوا في رأسهم هذه التسمية لأنهم يعلمون علم اليقين بأن ما من تسمية أخرى تصلح لسوق خطط لها ومنذ وضع التصاميم الأولى ورسم الخرائط المبدئية أن تكون (واقفة) في كل شيء حتى في محلاتها!

وإن كنت تنوي الوقوف على الحقيقة كاملة ما عليك إلا أن تقوم بزيارة لهذه السوق الكائنة في مدينة حمد... ولا ترعبنك مدينة حمد فإنك لن تضطر إلى لف دواراتها دوارا دوارا حتى يدور رأسك... فالسوق ستستقبلك بمجرد دخولك بوابة المدينة، ولكنك ستعرف بموقعها تحديدا من قبل ذلك بكثير! إذ ستضطر إلى أن تضبط أعصابك خلف مقود سيارتك لتسير سير السلحفاة وراء طابور من السلاحف أيضا إلى أن تدخل السوق!، بمعنى سر وراء من أمامك وأغمض عينيك وغط في سبات عميق وما إن تفتحها بعد ساعة أو نصف ساعة إلا وأنت في السوق!

ولكن عند وصولك إليها عليك بفتح عينيك وتوعية ذهنك الفاقد للتركيز من جراء ظروفك ومشاغلك طوال النهار سواء في العمل أو في البيت، هذا وإلا ستقع فيما لا تحمد عقباه... وعليك أن تضع في بالك الأمور الآتية: أولا أنك لن تجد موقفا لسيارتك بسهولة... ثانيا: إن كنت سائرا في طريق مستقيم فهذا لا يمنعك من اخذ الحيطة من الطرق الفرعية للسوق وهي متوافرة وبكثرة ولله الحمد وحيطتك هذه ستجنبك الاصطدام بسيارة فارهة أو قرنبع سئم صاحبها الانتظار في الطابور فما عليه إلا أن يقوم بمغامرة ولو على حساب حياته وحياة من معه وحياتك أنت أيضا فيخرج عليك شر خرجة الله وحده القادر على نجاتك منها... ثالثا: لا تحتك أبدا بأي سائق وأنت في السوق فتأكد أن الكل (طافرة روحه) وأية كلمة أو زمرة من بوق سيارتك ستنهال عليك اللعنات وربما يترجل أحد السواق من سيارته ويوجه إليك لكمة الساتر الله من مضاعفاتها... رابعا: لا تحتك أبدا بإخواننا الآسيويين في السوق وضع في ذهنك شيئا واحدا أنهم أصحاب الدار وأنت ضيف عندهم فلا تنس أبدا حقوقهم وواجباتك نحوهم... خامسا: لا تضع اعتبارا أبدا للإشارات المرورية التي تكرمت إدارة المرور مشكورة بتوزيعها أخيرا عند مداخل عدة طرق فرعية كانت محلا للكثير من الحوادث المرورية ولكن السواق للأسف الشديد لم يعيروها اهتماما فتشاهد الشارع الواحد وكأنه قسم إلى عدة مسارات متداخلة في بعضها بعضا شمالا وجنوبا شرقا وغربا!... سادسا: إياك ومحاولة الولوج إلى الشوارع الداخلية المظلمة (وللفتيات المنطقة محظورة تماما بأمر الحفاظ على النفس) إلا ومعك جوازك وأوراقك الثبوتية حتى لا تضيع هويتك في «مومبي البحرين»!

لا أعلم تحديدا لب مشكلة هذه السوق وهل الخلل يكمن في سوء تخطيطها الذي كدس المحلات على بعضها بعضا وجعلها متراصة بشكل غير طبيعي حتى أنك تدخل المحل منها ولا تعلم إن كان المحل نفسه الذي تكبدت العناء للوصول إليه أم أنك أخطأت الباب المناسب! في الوقت الذي تغافل هذا التخطيط توفير مواقف للسيارات مناسبة وحجم السوق ونوعية محلاتها؟! أم أن السوق بحاجة إلى رجال مرور يوزعون على جميع مداخلها لتنظيم حركة السير؟ أم العيب يكمن فينا نحن مرتادي هذه السوق بارتفاع الأنا عندنا وليذهب الآخرون إلى الجحيم؟!... أظننا كلنا نشترك في جعل سوق واقف «اسما على مسمى» ولكن هذه المرة بغير رغبة منا

إقرأ أيضا لـ "عبير إبراهيم"

العدد 797 - الأربعاء 10 نوفمبر 2004م الموافق 27 رمضان 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً