رفع أهالي البديع عريضة وقع عليها أكثر من 380 من سكان المنطقة، عبروا فيها عن رفضهم لمشروع إقامة منتجع سياحي على أرض الدفنة الحمراء، الذي أقره المجلس البلدي في المحافظة الشمالية أخيرا.

وأوضح الأهالي الموقعون على العريضة أنهم غير موافقين على إقامة هذا المشروع، الذي يشتمل على فندق خمس نجوم وشاليهات وملاهى... وبينوا أن هذا الرفض يأتي لعدة أسباب، من أهمها أن إقامة المشروع سيغير بموجبه هوية البديع، ويصبح مجتمعها الصغير المتجانس والمؤتلف مع بعضه مجتمعا يعيش في صخب الملاهي والفنادق، وهذا سينعكس سلبا على تربية أبناء المستقبل.

هذا وأوضح البيان الذي وقعه الأهالي أن إقامة المشروع فيه كثير من الأمور التي تخالف تعاليم الدين الحنيف وتقاليد المجتمع البحريني المحافظ، وجاء في البيان «كما أننا نعيش حاليا في أمن وأمان، فمن يضمن لنا استمرار ذلك بعد إقامة المشروع، إذ سيتوافد كل من هب ودب من داخل البحرين وخارجها. ومن الجهة التي ستكون مسئولة عن الآثار والأضرار التي سيتعرض لها أبناؤنا المراهقون. ونواجه نحن الأهالي حاليا، في كثير من ساعات اليوم ازدحاما مروريا، خصوصا عند مدخل البديع الرئيسي، فكيف ستكون الحال بعد تنفيذ المشروع الموعود؟».

وقال أحد الأهالي: «إلى أي مدى ستتأثر الخدمات التحتية في البديع كالمجاري والكهرباء والماء. ولقد سمعنا بأن صاحب المشروع سيقوم بتحلية مياه البحر لتغطية احتياجات المشروع من المياه، ما هي الآثار السلبية لهذا التصرف على الحياة البحرية والثروة السمكية في المنطقة (نحتاج إلى دراسة بيئية)».

وأضاف أنه «عندما يتم تنفيذ المشروع وينجح، ألا تعتقدون بأن ذلك سيشجع مستثمرين آخرين لإقامة مشروعات مماثلة ويتم تحويل البديع من منطقة آمنة هادئة إلى منطقة صخب وليال حمراء... خلال الخمس سنوات الأخيرة، زادت قيمة الأراضي في البديع إلى أكثر من 100 في المئة، لذلك فنحن متأكدون بأن قيمة الأراضي ستتضاعف، وهذا ما يجري حاليا ومن دون وجود أي مشروع سياحي أو اقتصادي، فما بالكم عندما ينفذ المشروع على أرض الواقع. بما معناه أن الأهالي لن يتمكنوا من شراء أراض لهم لبناء منازلهم في المنطقة بالقرب من أهليهم، وسيضطر البعض الآخر إلى بيع ما يملك طمعا للمال، وبهذه الطريقة سيهاجر أهالي البديع عن منطقتهم».

وقال: «إن تصنيف المنطقة حاليا هو سكني متصل أو سكني حدائقي مثل باقي المناطق، كيف ستعالج البلدية هذا الأمر؟ هل ستغير التصنيف إلى استثماري حتى يتمكن البعض من بناء فندق خمس نجوم؟ وإذا فعلت البلدية ذلك، فنستطيع القول إنها تكيل بمكيالين، إذ إنها عجزت عن تحويل شارع 53 إلى تجاري وقام النواب أخيرا بدور الأعضاء البلديين وحولوا الشارع إلى تجاري، في الوقت الذي يسعى الأعضاء إلى تحويل منطقة سكنية إلى تجارية».

واستطرد «نحن نشعر بأن هذا المشروع يراد له أن يُفرض على الأهالي فرضا قسريا، وهذا يخالف المشروع الإصلاحي لجلالة الملك ويخالف الديمقراطية، ونسأل: أين مشروع المحافظة على سواحل البحرين الذي أمر به سمو ولي العهد؟ إن سواحل المحافظة الشمالية ممتدة من كرباباد إلى المالكية، هل يوجد على هذه السواحل مشروع مشابه؟ إذا كان الجواب لا، فلماذا البديع؟»