التواء أو انثناء الكاحل يعرف بإصابة أحد أربطة مفصل الكاحل التي تدعم تكوينه العظمي، إذ إن الألياف المكونة لهذه الأربطة تتعرض لعملية شد وتمدد (مط) مفاجئ وشديد أكبر من قابليتها ما يؤدي إلى التمزق ومن ثم النزف، وفي الغالب يكون التمزق بسيطا ويقتصر على أعداد قليلة من الألياف ولكن أحيانا قد يتمزق الرباط بصورة كاملة. والسبب يكمن في الالتواء الشديد والمفاجئ للقدم باتجاه الداخل، وبالتالي يحدث تمدد فوق المعتاد للأربطة في الجهة الخارجية المقابلة لمصل الكاحل، تماما كما يحدث لأية قطعة من أنسجة المواد كالقماش أو الحبل أو السلك عندما تتعرض لمثل هذا التمدد بسبب الشد في اتجاهين متضادين ويحدث العكس عندما تلتوي القدم إلى الخارج إذ تتأثر عندها الأربطة الداخلية للكاحل. وتعتمد الأعراض على مقدار وشدة التمزق الحاصل، وتتمثل في الألم الشديد والانتفاخ والكدمات والرضوض وتكون مؤلمة جدا عند اللمس. وتتفاوت هذه الأعراض بين الخفيفة والشديدة، ويفقد المفصل شكله وثباته الطبيعي في حال التمزق الكامل.
حجم المشكلة
التواء الكاحل مشكلة شائعة لا تخلو منها عيادات المراكز الصحية وقسم الطوارئ كحال طارئة، وفي المتوسط تمثل واحدة من بين كل 50 حالة من الاستشارات الطبية. والعلاج أو العناية الذاتية للإصابة الخفيفة في المنزل أو في مكان العمل عادة يكون كافيا، أما الإصابات الشديدة فتحتاج إلى إجراءات أخرى منها عمل الأشعة إذ احتمال وجود كسر في أحد العظام أو قطع كامل لأحد الأربطة.
بعض الإصابات تتعافى سريعا، أما إذا استمرت الأعراض نفسها لأكثر من أربعة أيام فينصح بزيارة الطبيب إذ سيقوم بعمل رباط من نوع خاص لدعم مفصل الكاحل. أما الإجراءات أو العناية الذاتية فتتمثل في مقطع الكلمة الإنجليزية (RICE):
- الراحة (Rest): الراحة قدر الإمكان. وفي حال الإصابة الشديدة ينصح باستخدام العكاز لتخفيف ضغط وزن الجسم على القدم المصابة.
- الثلج (Ice): استخدام أكياس الثلج أو الكمادات الباردة يخفف من الألم والنفخ، وبالإمكان استخدام الأكياس المثلجة ذات الاستخدام المتكرر كما يجب وضع فوطة مبللة بالماء كحاجز بين كيس الثلج والجلد ولا ينصح بوضع الثلج مباشرة عليه، أقصى مدة لوضع الثلج على مكان الإصابة (عشرون دقيقة) كل ثلاث ساعات على مدى (72 ساعة)، وبالإمكان وضع أكياس الثلج مباشرة فوق الرباط الضاغط.
- الرباط الضاغط (Compression): استخدام الأربطة الضاغطة الداعمة المرنة ويجب هنا تجنب الضغط الشديد على مكان الإصابة لكي لا يؤثر على الدورة الدموية.
- رفع الرجل (Elevation): رفع الرجل إلى الأعلى قليلا عن مستوى وضع القلب عند الاستلقاء باستخدام الوسادة أو الكرسي إذا كان المصاب جالسا حتى يختفي النفخ. وتأكد أنه كلما بكرنا في عمل البرنامج الرياضي تجنبنا المضاعفات المحتملة كتصلب المفصل والحد من حركته، فيجب عمل تمرين للمفصل وتحريكه إلى المدى الذي يبدأ عنده الألم وليس أكثر من ذلك. ويجب تكرار التمرين على الأقل (عشر مرات) على النحو الآتي: تحريك مشط القدم عند مفصل الكاحل إلى الأعلى والأسفل، في وضع تعامد الرجل مع القدم حرك القدم للداخل والخارج، اجمع بين الحركتين السابقتين برفق في حركة دائرية مع اتجاه عقارب الساعة تارة ثم ضده.
وبإمكانك تناول مسكنات الألم وخصوصا في الليل، وفي الغالب جرعة عادية من البندول أو البروفين تكفي لذلك. كما ننصح بالإبكار في المشي مع استخدام ما يدعم ويثبت المفصل ولبس الحذاء الخاص بالمشي (الحذاء الرياضي) وذلك لمسافات قصيرة، والمشي يكون بصورة طبيعية ما أمكن، ولكن تجنب الوقوف لفترة طويلة، والمشي بقدمين حافية على الرمال من أحسن طرق المشي التي تساعد على تقوية مفصل الكاحل بسرعة (ذلك بعد الثلاثة أيام الأولى من الإصابة). الشفاء الكامل في غضون أسبوع إلى ستة أسابيع هو المتوقع لمعظم الحالات. أما الحالات الشديدة منها وخصوصا مع التلف الكامل لأحد الأربطة قد يتطلب وضع مفصل الكاحل في الجبيرة لمدة تتراوح ما بين (4 إلى 6) أسابيع وأحيانا تكون الجراحة ضرورية.
استشاري طب العائلة
العدد 801 - الأحد 14 نوفمبر 2004م الموافق 01 شوال 1425هـ
د خالد عمارة يكتب: اصابات الكاحل تتضمن إصابات المفصل السفلي الذي يربط عظمة الشظية بالقصبة syndesmosis injuryو هذا المفصل يعتمد في استقراره على عدة اربطة و قد يحدث تمزق لهذه الاربطة اثناء الاصابة و قد يحدث معها كسر ايضا . و يجب علاج هذه الاصابات جراحيا بربط العظمتيم ببعضهما لاصلاح الرباط المصاب. و عدم استقرار المفصل السفلي للشظية مع القصبة قد يكون في اتجاهات متعددة منها الى الاعلى او التزحزح الى الخلف او الالتفاف و لذلك يجب لتقييم هذه الحالات عمل اشعة مقطعية و ربما رنين مغناطيسي للتخطيط للعلاج.