العدد 834 - الجمعة 17 ديسمبر 2004م الموافق 05 ذي القعدة 1425هـ

أبومازن ومشعل على طرفي نقيض

عزوز مقدم Azzooz.Muqaddam [at] alwasatnews.com

بدا كل من رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، محمود عباس (أبومازن) ورئيس المكتب السياسي لـ «حماس» خالد مشعل على طرفي نقيض الأسبوع الجاري على رغم كل الحديث عن الشراكة السياسية بين «فتح» و«حماس». أبومازن دعا الشعب الفلسطيني أن يتخلى عن حمل السلاح في نضاله من أجل الاستقلال فيما يمثل تغيرا واضحا في الاستراتيجية من أجل السلام مع «إسرائيل»، بينما قال مشعل إن «حماس» ليست لديها أي خطط للموافقة على وقف لإطلاق النار. وأن حركته سترفض وقف إطلاق النار حتى إذا جاء من رئيس فلسطيني جديد منتخب.

لقد أخطأ (أبومازن) هذه المرة أيضا كما أخطأ من قبل عندما دعا إلى وقف الانتفاضة فسقطت حكومته، في وقت يصرح فيه وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز بأن «إسرائيل» ستستمر في سياسة اغتيال الفلسطينيين. وليس من حقه وهو لم ينتخب رئيسا بعد أن يدعو إلى وقف العمل المسلح الذي يعتبر خيارا استراتيجيا في ظل تعنت «إسرائيل».

ومعروف عبر التاريخ أن المقاومة المسلحة من أجل التحرر تسير جنبا إلى جنب مع المفاوضات لأنها تسهم في إيجاد سلام حقيقي وليس استسلاماً حينما تجبر العدو على تنازلات. والعمل المسلح ضروري ليسهل مهمة (أبومازن) إذا فاز في الانتخابات، إذ سيواجه في المفاوضات رئيس الوزراء الإسرائيلي المراوغ أرييل شارون.

من جهة أخرى، يأخذ المرء على مشعل قوله إن حركته لن ترضخ حتى لتوجيهات رئيس منتخب وهذا خروج على مبدأ إسلامي معروف وهو طاعة ولي الأمر «الحذق طبعاً»، بالإضافة إلى مقاطعة «حماس» للانتخابات التي تعتبر فرصة لها للدخول في الشرعية الدولية في وقت يضعها فيه الغرب في قائمة الإرهاب. وينبغي على الشعب الفلسطيني في هذا السياق ألا ينتخب رئيسا تكون من أولى استراتيجياته التخلي عن السلاح ولو سراً لأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة

إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"

العدد 834 - الجمعة 17 ديسمبر 2004م الموافق 05 ذي القعدة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً