العدد 2839 - الإثنين 14 يونيو 2010م الموافق 01 رجب 1431هـ

دبي هذا الصيف

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

دبي اليوم هي غيرها قبل أعوام. ومن يزُرها اليوم لن تخطئ عيناه ما تبذله من محاولات للتعافي والنهوض.

دبي في صيف العام الماضي، كانت تترنّح تحت ضربات الأزمة المالية العالمية، وكنت تسمع أنّات الكثير من المواطنين الذين خسروا «تحويشة العمر» في سوق الأسهم ومضاربات العقار، كما حدث في بلدانٍ أخرى مع شركات الاستثمار الوهمي. اليوم تشعر بأن الجرح أوشك على الاندمال، فهناك تسليمٌ قدَريٌ بأن ما حدث أمرٌ لا يُغالَب، والحكومات ليست مسئولة عن القرارات الاقتصادية الفردية الخاطئة، أو المغامرات. آثار الأزمة مازالت تلقي بظلالها على أوضاع الناس فتدفعهم إلى الاقتصاد؛ وكذلك على الأسواق وحركة المجمعات الكبرى التي لم تعد تشهد ازدحاماً إلا في أيام الإجازات والمهرجانات.

لو زرت دبي الصيف الماضي، ستلاحظ حتماً الانخفاض الفجائي في زحام المرور بسبب خروج أعداد كبيرة من الأجانب، أما الآن فقد استقر الوضع أكثر وانتظمت الحركة ماعدا أوقات الذهاب والإياب من العمل. فهناك شوارعُ وجسورٌ استكملت، وهناك «مترو دبي»، الذي ينقل تلك الأعداد الضخمة من الأجانب من وإلى أعمالهم، بتعرفة اقتصادية معقولة، فأسهم كثيراً في تخفيف أزمة المرور الخانقة.

ما بين الصيفين، شهدت دبي عدة محاولات لتعزيز سمعتها التي هزّتها الأزمة، من ضمنها مشروع المترو، الذي كان يبدو كالحلم وأنت تشاهد بعض القطع المتناثرة من جسره المعلّق في طريقك للمدينة الإعلامية قبل ثلاثة أعوام، بينما تشاهد مقطوراته تتحرك كالثعبان الحديدي هذا العام.

المحاولة الأخرى افتتاح البرج العملاق بتلك الصورة الاحتفالية، التي رأى فيها البعض محاولةً للارتفاع على الجراح، وقرأ بعضٌ آخر في تسميته انكسارة أخرى لدبي الجريحة، والأقرب أنها «ردّ جميل» على وقفة الجارة الغنية أبوظبي في ساعة العسرة.

وإذا كان البرج والمترو ومهرجانات الصيف... مشاريع من صنع دبي، إلا أن حدثاً لم يكن في البال ولا الخاطر خدم دبي كثيراً هذا العام، وهو عملية اغتيال القيادي في حماس محمود المبحوح. فالجريمة التي نفذتها «إسرائيل»، كانت ستدخل في سجل إنجازات «الموساد»، وتضاف إلى عملياته الاستعراضية التي كان ينفذها بصلفٍ واستعلاء. تصدّي أجهزة الأمن في دبي بالتحقيق وكشف ملابسات الجريمة، لم يقلب المعادلة ضد «إسرائيل» فحسب، وإنّما عزّز سمعة الإمارة الصغيرة وكشف ما تتميّز به من تحكّمٍ وكفاءةٍ أمنية. وظلت الأخبار الصادرة عن دبي تتصدر نشرات الأخبار لأكثر من أسبوعين، وأصبح عسكريٌ برتبة «فريق» يردّ بقوةٍ على جنرالات الأمن الإسرائيلي ويكذّب ادعاءاتهم ويحاصرهم بما يكشف من معلومات وأسماء.

في هذا العام، وخلال زيارةٍ استغرقت ثلاثة أيام، وربّما لأول مرة، تلاحظ أن الصحف لا تخلو من خبرٍ يتعلق بموضوع الاتجار بالبشر. فهناك اهتمام بمناقشة الموضوع في ندوات ولقاءات عامة، تشارك فيه مؤسسات رسمية وأهلية.

الدولة وضعت الإطار القانوني بإصدار قرار اتحادي رقم 51 للعام 2006، والهلال الأحمر قرّر مؤخراً إنشاء مركزين لإيواء الضحايا من النساء والأطفال. وهو قرارٌ أشادت به «جمعية الإمارات لحقوق الإنسان»، التي ناشد أمينها العام المجتمع المدني التعاون مع «اللجنة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر»، للتصدي لهذه الجرائم، من استغلال جنسي وإتجار بالأعضاء البشرية وسرقة أطفال.

زيارة ثلاثة أيام خاطفة... تكشف كمّاً من الجهود تبذلها دبي للخروج من الأزمة، في ظلّ أوضاع دولية تطرح الكثير من المطالب والاستحقاقات

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2839 - الإثنين 14 يونيو 2010م الموافق 01 رجب 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 3:44 م

      هل الأمارات تجنس؟

      هل الأمارات تجنس؟ الرجاء الأجابه يا سيد

    • زائر 7 | 3:37 ص

      لا ينقصنا إلا كاميرات امنية!!!!!!!!!!

      وهل نحن بحاجة الى مراقبة امنية بالكاميرات (زائر رقم 5)؟ فالجرائم والسرقات تقع تحت اعين الجميع وسمعهم، هل تذكر ملف الاراضي المسروقة؟

    • um amal | 3:03 ص

      وليش جسر مدينة عيسى مااستوى؟؟؟

      والله فشيلة حلبة البحرين صارت في وقت قياسي والجسر هذا المعلق اللي كأنه حدائق بابل الى الحين ما استوى.. والله عييييييييييييييب

    • زائر 6 | 2:37 ص

      التكنولوجيا

      إكتشاف قتلة المبحوح بسبب الكاميرات الأمنية المنتشرة بأرجاء الإمارة وإستغلالهم للتطور التكنولوجي وإحنا هنا قامت القيامة لما صرحت الحكومة بنية تركيب الكاميرات كأنا شعب منخلف و معقد.

    • زائر 5 | 2:31 ص

      دبي نافذة الخير

      دبي ليس لها مثيل..

    • زائر 4 | 1:26 ص

      زائر 2

      شرة البلية ما يضحك .. ضحكتني يازائر رقم 2 بالفعل الناس وصلت ناطحاتها للسما وربعنا بيسون كبري ياخذلهم دهر علشان يجهز ..

    • زائر 3 | 1:10 ص

      الى متى

      قلة الزحام التي تشير إليها سببها هجرة أعداد كبيرة من الهنود من دبي إلى البحرين وتجنيس أعداد كبيرة منهم في البحرين .

    • زائر 2 | 1:09 ص

      مترو دبي واشارة عذاري

      مترو دبي اخذ ثلاث سنوات واكتمل بينما عندنا اشارة قرية عذاري الضوئية اخذت ثلاث سنوات وما اكتملت.

    • زائر 1 | 1:00 ص

      يعني اختك مثلك؟

      حتى الامرات فيها تجارة بالبشر؟ يعني مو بس احنه. يعني هالتجارة فيه استغلال للنساء والاطفال. نعوذ بالله من انتشار الفساد في البر والبحر.

اقرأ ايضاً