صرح الوكيل المساعد لشئون العمل بوزارة العمل صباح الدوسري بأن الوزارة بدأت في الإعداد لحملة حظر العمل تحت أشعة الشمس وفي الأماكن المكشوفة خلال شهري يوليو/ تموز وأغسطس/ آب، والذي يأتي تنفيذاً لتطبيق القرار رقم 24 لسنة 2007، وترسيخاً لمفهوم وقف العمل تحت الشمس خلال هذين الشهرين اللذين تشتد فيهما درجات الحرارة والرطوبة بمعدلات كبيرة وتحديداً للعمال المتواجدين في المواقع الإنشائية خلال الصيف.

وأوضح الدوسري أنه تم اعتماد آلية لتنفيذ حملة الحظر تتضمن التنسيق مع الجهات الحكومية ذات العلاقة، بالإضافة إلى تنظيم حملات توعية تشمل إصدار وتوزيع المطبوعات والنشرات متعددة اللغات تتناول إرشادات التعامل مع الإجهاد الحراري ومخاطر السقوط وسبل الوقاية منها. كما أنه تم اتخاذ الإجراءات الإدارية مع وزارة شئون البلديات والزراعة لتزويد الوزارة بعناوين المواقع الإنشائية في جميع أنحاء المملكة لضمان تغطية مفتشي الوزارة لهذه المواقع.

وذكر الوكيل المساعد، في بيان صحافي لوزارة العمل عممته أمس (الثلثاء)، أن الحملة تهدف إلى تعزيز ثقافة اشتراطات السلامة المهنية ومراقبة وتقييم مخاطر العمل في الأماكن العالية والمكشوفة في الحد من الحوادث المهنية خلال فترة الصيف، وبالأخص التي تقع بسبب الإجهاد الحراري والسقوط من الأماكن المرتفعة، بالإضافة إلى تطوير المعرفة بأهمية تنظيم ساعات العمل في فترة الصيف ودورها في رفع مستوى أداء العمال وزيادة الإنتاجية، وتعزيز مبدأ التعاون المشترك في مجال السلامة والصحة المهنيتين داخل المنشأة.

ودعا الوكيل المساعد لشئون العمل شركات قطاع الإنشاءات للالتزام بالقرار والذي يعني نسبة كبيرة من العمال ويساهم في تقليل نسبة الحوادث الناجمة عنها في فترة الصيف، مشيراً إلى دور أصحاب الأعمال في العمل على إيجاد الحلول الفنية المناسبة لتقليل درجة الحرارة والرطوبة في مواقع العمل المختلفة، بالإضافة إلى تنظيم ساعات العمل اليومية وتوفير معدات وأدوات السلامة المطلوبة بصورة سليمة وفعالة من الناحية العملية، ما يساعد العمال على البقاء لفترة أطول في الموقع وأداء العمل بصورة أكثر أماناً، وذلك عن طريق وضع برنامج توعية للعمال بشأن مخاطر الإجهاد الحراري وكيفية مكافحته والإجراءات الوقائية ضده، وتدريب العمال على الإسعافات الأولية للحد من تفاقم إصابات وضربات الشمس الناتجة عن الإجهاد الحراري.

وأكد أن ذلك من شأنه الإسهام في توفير الاستقرار النفسي والوظيفي للعمال، ما سيكون له الـتأثير الإيجابي في تحسين العلاقة بين العمال وأصحاب الأعمال وتشجيعهم على العمل والإنتاج بصورة أفضل.

وقال إن حملات حظر العمل تحت الشمس حققت نتائج إيجابية ملموسة على صعيد العمل منذ انطلاقها في العام 2007 بنسبة التزام بلغت 88 في المئة، بينما تطورت النتائج إلى الأفضل عاماً بعد آخر، حيث بلغت نسبة التزام الشركات بالقرار 97.7 في المئة للعام 2009.

وأكد الدوسري أن وزارة العمل سوف تقوم باتخاذ الإجراءات القانونية بحق الشركات وأصحاب الأعمال المخالفين لهذا القرار وذلك بإحالة جميع المحاضر المحررة إلى النيابة العامة، حيث تكون المخالفة بين (50 و300 دينار)، كما تتعدد المخالفات المحررة بحسب تعدد العمال المتواجدين بالموقع.

يذكر أن القرار رقم 24 لسنة 2007 ينص على منع تشغيل العمال في قطاع الإنشاءات تحت الشمس وفي الأماكن المكشوفة في الفترة ما بين 12 ظهراً والرابعة عصراً خلال الصيف، ويطبق للسنة الرابعة على التوالي، ويؤكد حرص المملكة على تأمين بيئة عمل آمنة حفاظاً على حقوق العمالة الوطنية والأجنبية في القطاع الخاص والذي يصب في خدمة الاقتصاد الوطني، والذي أصبح واضحاً من خلال تلقي المملكة العديد من الإشادات بخصوص تطبيق هذا القرار محلياً ودولياً لما له من تأثيرات وجوانب إنسانية متعددة، إضافة إلى مساهمته في تخفيف حركة السير والازدحام المروري في أوقات الذروة إثر انصراف العمال من مواقع العمل إلى مساكنهم بعد الساعة الثانية عشرة ظهراً.