العدد 2857 - الجمعة 02 يوليو 2010م الموافق 19 رجب 1431هـ

فتنة إعلامية تستهدف الواقع العربي والإسلامي

السيد محمد حسين فضل الله comments [at] alwasatnews.com

وتبقى القدس، عاصمة فلسطين وقضيّتها، الهدف الأبرز للعدوّ في عمليّة التهويد الكامل، من خلال أكبر مخطط استيطاني يهدف إلى مصادرة ما تبقى من أملاك الفلسطينيين فيها، وإخراجهم من قلب المدينة أو إبعادهم إلى الضفة الغربية وغزة أو خارج فلسطين المحتلة، مقدّمةً لإنشاء نحو 50 ألف وحدة سكنية، بما يؤدّي فعلياً إلى منع التواصل الجغرافي بين شمال الضفة الغربية وجنوبها.

ويتم ذلك كله، والعالم يتحرّك في ثلاثة اتّجاهات:

الأوّل: استمرار الولايات المتحدة الأميركية في تأمين الغطاء للعدو في حركته العدوانيّة والتهويدية.

الثاني: تناغم الدول الأوروبية وغيرها مع السياسة الأميركية تجاه العدوّ، بفعل العقدة التاريخية التي ما تزال تخضع لها تجاه اليهود.

الثالث: وقوف العالم العربي ما بين موقف المتواطئ والصامت تجاه ما يجري، ولاسيّما مع تبديل بعض الدول، أو كثير منها، مواقع الصراع، من الكيان الصهيوني المجرم والغاصب للأرض والمقدّسات، إلى إيران وملفّها النووي السلمي.

وللأسف، فإنّ كثيراً من المواقع الإعلامية العربية والإسلامية - بما فيها عشرات الفضائيات المستحدثة - انخرطت في حرب مذهبية على المستوى الإعلامي، بما يخدم مصلحة العدو، ويؤسس لفتنة قد تحرق الأخضر واليابس وتجعل الدائرة تدور على العرب والمسلمين في نهاية المطاف لحساب عدوهم الذي لا يفرّق بين سني وشيعي وحتى بين مسلم ومسيحي في عملية الزحف الشيطاني والإرهابي والاختراق الأمني الذي يستهدف مجمل الواقع العربي والإسلامي.

وفي الوقت عينه، نستشعر خطراً صهيونياً كبيراً يتهدد الأمة كلها، من خلال ما وفرّت بعض الأنظمة والحكومات العربية للصهاينة من دخول إلى هذه البلدان، تارة تحت عنوان الشركات الأمنية، وطوراً تحت عناوين الاستثمارات الاقتصادية، إضافة إلى ما تحدثت به وسائل إعلام غربية عن اتفاق مبدئي لفتح فضاءات بعض الدول العربية أمام العدو لضرب إيران في حال تقرر ذلك، في وقت تعلن تركيا عن إغلاق أجوائها أمام الطائرات العسكرية الصهيونية.

وإنّنا أمام ذلك ندعو الجميع إلى تحمّل مسئوليّاتهم...

أوّلاً: حيال ما يجري للقدس الشريف، ونؤكد على المرجعيات الدينية العليا، وخصوصاً المرجعيات الإسلامية السنية والشيعية، أن تنطلق بمبادرة عملية وبخطوات حاسمة لجعل القدس هي العنوان لحركتها الإعلامية والسياسية والتعبوية في الأيام المقبلة.

ثانياً: تحريم الانخراط في لعبة الفتنة المذهبية التي تدار عبر بعض الفضائيات تحريماً قاطعاً.

ثالثاً: إننا ندعو الشعوب العربية والإسلامية إلى الضغط باتجاه عدم إفساح الدول العربية والإسلاميّة أيّ مجالٍ لتحرّكات العدوّ العدوانيّة، والاستمرار في مواجهة أيّ حالة من حالات التطبيع مع العدو، وذلك بخطوات ميدانية سريعة ومدروسة.

رابعاً: رفض زيادة أي ضغوط على الفلسطينيّين، سواء في داخل فلسطين أو خارجها، تطال عيشهم الكريم وسلامة أوضاعهم المختلفة. ونحن بالمناسبة ندعو السلطة في لبنان إلى المسارعة في تأمين الحماية للحقوق المدنية للفلسطينيين في لبنان، بدلاً من الانخراط في سجالات إعلامية وسياسية تهدف في نهاية المطاف إلى تمييع هذه القضية وإدخالها في إطار التجاذبات السياسية اللبنانية.

وأخيراً، نستشعر في لبنان الخطر الداهم على البلد كله من خلال الخرق الأمني الصهيوني الذي جعل البلد مكشوفاً أمام العدو، ووضع الدولة والكثير من مؤسساتها في قبضته الأمنية، بما قد يمهد السبيل أمامه للقيام بعدوان كبير ضد لبنان على خلفية ما وفّره العملاء والجواسيس له من فرص وإمكانات لتهديد أمن البلد وسلامه وسيادته.

إن المطلوب هو القيام بورشة سياسية وإعلامية وأمنية لتطهير البلد من العملاء وإنزال أشد العقوبات بهم، قبل أن يطيح هؤلاء بالإنجازات الكبرى التي حققها لبنان شعباً وجيشاً ومقاومة في طرد الاحتلال والتمهيد للاستقلال الحقيقي الناجز بعيداً عن إملاءات الدول الكبرى وضغوط العدو الذي لا يتوانى عن المضي في عدوانه وممارساته الإرهابية واختطافه المدنيين اللبنانيين في منطقة مزارع شبعا وغيرها، ولن يردعه عن ذلك كله سوى جهوزية داخلية واستعداد متكامل بين المقاومة والجيش والشعب.

إقرأ أيضا لـ "السيد محمد حسين فضل الله"

العدد 2857 - الجمعة 02 يوليو 2010م الموافق 19 رجب 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 10:36 ص

      تقى البتول

      الله يشافيك ياسيد بحق محمد وال محمد

    • زائر 2 | 7:53 ص

      شافاك الله الباري عز وجل وابقاك دخرا وعلما لنا بحق محمد وآل محمد

      بجاهك وجلالك ياكريم ياذو المن والجود والكرم - جود على سيدنا ومقامنا سماحة الفضيلة آية الله السيد محمد حسين فضل الله الموسوي بموفور الصحة والعافية منك ياربي لتبقيه وتعوده لنا سالما غانما شافيا معافاة بحق محمد وآل محمد ياعزيز وياكريم ياآله العالمين -اللهم آمين يارب العزة والجلال

    • زائر 1 | 4:05 ص

      الشفاء

      نتمنى الشفاء للسيد فضل الله

اقرأ ايضاً