العدد 2858 - السبت 03 يوليو 2010م الموافق 20 رجب 1431هـ

لكم الله يا بحّارة البحرين

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

أولاً ردم البحر، ثمّ التأخّر في حل المشكلة، ومن بعدها إصابة البحارة بالرصاص أو دخولهم سجون البلدان المجاورة، وأخيراً شفط الرمال من مصائد «أم الحيص»، لنضيف مأزقاً آخر إلى معاناة البحّارة البحرينيين.

يا تُرى ماذا بيد البحّارة حتى يخرجوا من هذا الشرك؟ فهم كل يوم يستخدمون الشرك في صيد الأسماك، ولكن الشرك الذي وقعوا اليوم فيه من جرّاء ردم الأرض وانقراض أصناف مشهورة في البحرين، سيؤدّي إلى تراجع مهنة أصيلة تراثية اشتهرنا بها في السابق.

وفي المقابل، ماذا صنعت الحكومة لتحافظ على هذا التراث، وعلى البيئة البحرية، واهتمامها بسلامة بحّارتنا؟ إلى اليوم لم نجد ذلك القرار الحازم الذي يُعطي البحّارة متنفّساً، ولم نجد من الحكومة أي جدّية في اتّخاذ اللازم تجاه الوضع المأساوي الذي يعانيه بحارة البحرين.

قرأنا عن «أم الحيص»، شفط الرمال مازال قائماً في تلك المنطقة، حتى قاع البحر، الأمر الذي سيؤدّي إلى توقّف البحّارة عن العمل، فلا رزق لهم هنا أو هناك في البحرين، أيعقل هذا ونحن كنّا في يوم من الأيّام نشتهر بهذه المهنة؟ وهل هو تصرّف صحيح من قبل المسئولين بتجاهلهم أسباب المشكلات والتقاعس عن حلّها؟

لماذا ننتظر حتى نقع في مشكلات أكبر كاختفاء مهنة تاريخية إلى الأبد؟ فالكثير من البحارة يهدّدون بهذا القول، ولا نلومهم، فهم في مواجهات وتحدّيات يومية، فإمّا الخروج عن الحدود الإقليمية، ليواجهوا خطر الموت والسجن، أو الرضوخ إلى الردم المأخوذ بسياسة الاستثمار، في حين إنّ الحفاظ على البحّار البحريني، والاستثمار في هذه المهنة الأصيلة يُعد استثماراً قويّا.

حتى بحّارة المنطقة الشمالية يصرخون بأنهم صبروا صبر «أيّوب»، ولم يحصلوا إلى الآن على تعويضاتهم من إنشاء المنطقة الشمالية، الأمر الذي يترتّب عليه مشكلات اجتماعية قبل أن تكون اقتصادية، فهم في النهاية أرباب أسر ينتظرون الفرج حتى يفرّجوا عن أسرهم، وبعضهم مطالبٌ بدفع القروض الكبيرة، وهو أمرٌ يتعدى إلى بحّارة جميع المناطق، وحدّث بلا حرج!

نريد من المسئولين التعامل بجدّية في هذه المأساة الواقعة على بحّارتنا، فنحن لا نريد تدخّل سمو رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، حتى يحل المعضلة وهو الذي نتوقّع منه تلك الحنكة، وبالتأكيد نعلم بأنّ بعض المسئولين ينتظرون هذا التدخّل، فالمشكلة كبيرة، ولابد من المسئولين عنها أن يجدوا لها حلاً دون تدخّل أحد رفيع المستوى، فهذا هو عملهم المكلّفين به وليس المشرفّين به.

لكم الله يا بحّارة البحرين، فنحن معكم قلباً وقالباً. نشعر بمعاناتكم كل يوم وكلّ لحظة، ونتمنّى أن تكون هناك مبادرة كريمة تُحل فيها مشكلتكم، فهل نرى ذلك اليوم أم تبقى مشاكلكم في الرفوف إلى حين؟

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 2858 - السبت 03 يوليو 2010م الموافق 20 رجب 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 1:26 ص

      مهنة الأجداد يهجرها ولـد البلد .. و ياخذها البنغالي..!

      بحارة البحرين سيواصلون الخروج في غزواتهم البحرية بحثآ عن الرزق .. مادام الصيد هو مصدر رزقهم الوحيد.

اقرأ ايضاً