العدد 859 - الثلثاء 11 يناير 2005م الموافق 30 ذي القعدة 1425هـ

قاسم:الحوار يوسع المشاركة في الانتخابات

مؤكدا ضرورة إعطاء المشروع الإصلاحي سقفه اللائق

قال الشيخ عيسى أحمد قاسم: "إن المشاركة في الانتخابات المقبلة تتبع جدوى المشاركة، وعدم وجود مضرة تزيد أو توازي المنفعة". مضيفا أن "لمسار الحوار أو المفاوضات وعودته وتنشيطه وتوصله إلى نتائج إيجابية في المسائل العالقة، أثرا كبيرا في توسع المشاركة الشعبية التي يمكن - في ظل نتائج من هذا النوع - أن تصل إلى حد يشبه الإجماع".

جاء ذلك ضمن حوار أجرته "الوسط" معه، أكد فيه "أن المشروع الإصلاحي يحتاج إلى تدارك بإعطائه سقفه اللائق في أكثر من بعد، نظريا وعمليا وتنشيطا وتسريعا يعود بالأمل إلى نصابه ويحدث واقعا جديدا من التفاعل الحي على مساره"، مشيرا إلى أنه "مازالت مسائل من مثل الاختلاف الدستوري، وتوزيع الدوائر الانتخابية، وملف التجنيس والبطالة والفساد المالي، تعكر الأجواء وتثير الغبار باستمرار، وتعطل حال التفاعل كمردود تلقائي لبعض حالات الإحباط التي تفرض نفسها من خلفية التراجع هنا وهناك". وفتحت "الوسط" - في الحوار الذي تنشره اليوم - عددا من الملفات، منها الموقف من المجلس الأعلى، وطريقة إدارة الأوقاف الجعفرية، والموقف من الصحافة، ومن المشاركة والمقاطعة.


الشيخ عيسى قاسم في حوار شامل مع "الوسط":

المشاركة تبعا للجدوى... ووقف الحوار صدمة

الدراز - عقيل ميرزا

الشيخ عيسى أحمد قاسم هو ذلك الرقم الكبير في المعادلة البحرينية، والرمز الذي يحظى بالقاعدة الشعبية الأوسع بين الرموز الدينية في البحرين، وهو صاحب الخطاب الذي يحتاج إلى كثير من التأني عند قراءته، وعند تسليط الضوء عليه، إذ إن خطابه لا يكتمل في كثير من الأحيان من دون الرجوع إلى ما خلف سطوره التي تحتوي على أكثر مما في السطور نفسها.

لا يمكن الاكتفاء بمخارج الحروف التي أجاب بها الشيخ عيسى أحمد قاسم على الأسئلة التي وجهتها إليه "الوسط"، إذ إنه أجاب بفصاحة لا تحتمل التأويل على بعضها، وأجاب على بعضها الآخر بدبلوماسية تدل على مكنته في دخول معترك الحوار، وكان على هامش ذلك الحوار يؤكد "ان الصمت في كثير من الأحيان جواب بليغ"، مشيرا إلى أسلوب تعاطيه مع بعض قضايا الساحة.

الموقف من المجلس الأعلى، وطريقة إدارة الأوقاف الجعفرية، وموقعه في جمعيتي الوفاق، والتوعية، والصحافة، والموقف من المشاركة والمقاطعة، كل تلك الملفات وغيرها فتحتها "الوسط" في حوار شامل مع الشيخ عيسى قاسم، الذي أكد فيه أن المشاركة تتبع جدوى المشاركة، وقال "توقف الحوار من جانب الحكومة يمثل صدمة"... وهذا نص الحوار:

يقال إن هناك حوارا خلف الكواليس بينكم وبين وزارة الشئون الإسلامية بشأن المجلس الأعلى الإسلامي؟ ما مدى صحة هذا القول؟

- إذا كان شيء من هذا فلابد أن ينتهي إلى ساحة العلن، وليس لنا مع المجلس الأعلى الإسلامي من قبل ومن بعد إلا قضية التدخل في النشاط الديني في مساحته الأهلية والشأن المذهبي ومسجده وحسينيته وموكبه وحوزته وما إلى ذلك، ولو انتفى تدخله في أي شيء من هذه الأمور وما ماثلها نهائيا ما كانت لنا معارضة له، وهذا ما تكرر منا التصريح به مرارا.

هل لديكم شروط محددة لدخول المجلس الأعلى للشئون الإسلامية؟

- دخول المجلس وعدم دخوله قضية مفصولة تماما عن محل الطرح، ومع انتفاء المصادرة للحرية الدينية والمذهبية، وتسييس المسجد والحسينية والحوزة والتبليغ، وعندما يكون المجلس مؤسسة حكومية تخدم الإسلام بلا شبهة، فقد يختار البعض العمل التبليغي من خلاله، وقد يختار العمل من خارجه، ولا اعتراض لنا في ذلك.

كيف تقيمون وضع الأوقاف؟ وهل لديكم استراتيجية للتعامل مع هذه الجهة؟ وهل تعتبرون أنفسكم الوصي الشرعي لإدارة أموال الأوقاف؟

- الصورة عن وضع الأوقاف صارت واضحة بدرجة كافية وهي تضج بعدد من السلبيات الراجعة إلى القصور والتقصير. وقد بدأت الأوقاف أخيرا تشارك في الإدلاء بمثل هذه الشهادة التي وقف وراءها عدد من التوثيقات المعلنة.

وأساسا فإن الدائرة بما تمارسه من ولاية على أموال الأوقاف فهي محتاجة إلى تغطية شرعية من هذه الجهة. وعندما لا يكون للرأي الفقهي ولا الجهة الفقهية تدخل في تعيين مسئولي الدائرة، فهذه التغطية مفقودة. والإجازة في بعض موارد التصرف لو تمت فهي لا تكفي. والمطالبة بتصحيح الوضع يتحمل الجميع مسئوليتها، وأنا شخصيا واحد ممن يتحمل هذه المسئولية، وذلك من منطلق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقول كلمة الحق وبيان الحكم الشرعي.

ماذا تقولون في مسألة الأراضي غير المسجلة وهل ضمن استراتيجيتكم المطالبة بها؟

- ذلك من صلب تصحيح الوضع العام المتعلق بشأن الأوقاف، ولابد من المناداة به والإصرار عليه. والمسألة مسألة استراتيجية في بابها، وليست عابرة ورهينة ظرف خاص وتطاول المدة وتقادمها لا يسقط الحق ولا يعفي من المطالبة به.

ما موقعكم الفعلي في جمعية التوعية الإسلامية؟

- عيسى عضو في جمعية التوعية الإسلامية، والعضو يشارك في تقديم النصيحة ما استطاع.

هل ما تقوم به جمعية التوعية الإسلامية من نشاط ثقافي ديني يتناسب مع عمقها الشعبي وتاريخها العريق والظروف التي مرت بها؟

- الجمعية تجد من كل ما ذكرتم رصيدا داعما لحركة تبليغية واسعة، والمقر المعطل بفعل الموقف الرسمي المسوف يمثل عائقا لنشاط الجمعية بالمستوى المطلوب، على أنها تبذل جهودا مشكورة ومثابرة على طريق أداء رسالتها الثقافية في إطارها الفكري الإسلامي الذي تشرفت به. وكل الأمل أن تبقى الجمعية كما هي وفية لمنطلقها الفكري ورسالتها العظيمة ووطنها العزيز.

ما مشروعاتكم الوحدوية على المستويين الطائفي، والإسلامي؟

- اعتبر المجلس الإسلامي العلمائي مدخلا جيدا وجديا وعلميا مناسبا لمشروعات وحدوية تخدم المستويين المذكورين معا. ويمكن أن يؤسس هذا المجلس لمجلس آخر أوسع يضم علماء من كلا الطائفتين. وهو أمر يعتمد على طبيعة الظروف. وإذا أردنا الصراحة فإن الهاجس السياسي الرسمي المنغلق والمتوجس جدا على مستوى عالمنا الإسلامي والعربي، وعلى مستوى المنطقة بالخصوص يقف بالمرصاد لكثير من طموحات علماء الأمة وأبنائها المشروعة ليحبطها. وهي طموحات لا تمس أمنا، ولا ينبغي أن تقلق أحدا. حقا إن تعامل السياسة في عالمنا الإسلامي والعربي وخصوصا في المنطقة مع كل الأمور من منطلق الخوف مربك للساحة، ويمثل سبب تخلف كبير.

هل تمتلكون برنامجا دينيا ثقافيا على المديين القريب والبعيد؟ وإذا كنتم كذلك فما أبرز ملامح هذا البرنامج؟

- ما يتحدث عنه حاليا ليس برامج دينية وثقافية عملاقة وطموحة جاهزة فعلا بقدر ما يدور الحديث عن خطوات ممهدة، وخلق مناخات مناسبة يمكن أن تنبت منها مشروعات إصلاحية تتقدم بالوضع الديني والثقافي، وتدفع لتفعيل طموحات أكبر على المسار نفسه وضمن هذا الإطار.

لماذا لا نسمع عن لقاءات بينكم وبين أطياف أخرى فاعلة في الساحة البحرينية سواء على الصعيد السياسي او الديني مثل جمعية الأصالة، التربية، الإصلاح، المنبر؟

- توجد بعض اللقاءات المتفرقة التي لا ترتقي إلى المستوى المطلوب. وفكرة لجنة العلاقات والتقريب المذهبي التي أخذ بها المجلس الإسلامي العلمائي ملتفتة إلى ضرورة سد هذا النقص بمقدار. على أن الإجابة على هذا السؤال لا تتعلق بطرف واحد والكل مسئول عن تحريك الوضع في الاتجاه الوحدوي الصحيح.

على رغم الأهمية التي تحظى بها المرجعية الدينية في البحرين وأنتم أحد ممثليها، يقال إن الجماهير تفتقد التواصل معكم ما عدا في خطب الجمعة أو بعض المناسبات التي تشاركون فيها بكلمة؟

- مضى زمن ليس بالقصير من حياتي كنت فيه من أكثر الإخوان تواصلا مع الساحة العامة، وللظروف مقتضاها، ولنوع الدور الذي يختاره الشخص في خدمة أمته ومجتمعه تأثيره في الانتشار وعدمه، والأدوار المطلوبة منا كمجموعة متنوعة، وللتواصل أكثر من أسلوب، وقد يكون تواصلا من قريب وبصورة مباشرة، وقد يكون غير ذلك. وإذا نظرنا إلى مجموعة اللقاءات في مكتب البيان وما استجد الآن من لقاءات المجلس الإسلامي العلمائي مع شرائح مثقفة مختلفة صار إطلاق القول بقلة التواصل محتاجا إلى مراجعة تكسبه دقة أكثر.

يقال ان وجودكم في وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمقروء ضعيف نسبيا، إذ لم نسمع بين حين وآخر عن لقاء مفتوح معكم في مختلف تلك الوسائل أو حتى تصريحات صحافية؟ لماذا؟

- هذا صحيح وله أسبابه الموضوعية من جهة، ومن جهة وسائل الإعلام. ولي مع أكثر من صحيفة محلية في تعاملها مع قضية النشر أكثر من تجربة غير مشجعة.

ما موقفكم من الصحافة في البحرين؟

- صحافة تنفتح على زاد فيه كثير من الضار، وتنغلق عن زاد فيه نفع كثير. وتحتاج الصحافة عندنا إلى درجة أكبر من الأمانة والنظافة والحرية. وهذا لا يعني أنها لا تقدم مفيدا في بعضها، ولا تفضح سوءا مطلقا، ولا تشارك في إنصاف مظلوم، ونصرة ضعيف. منها ما يفعل ذلك، ومنها ما هو سيف مسلط على رقاب المحرومين والمستضعفين، وأداة فعالة للإفساد.

ما استراتيجيتكم الإعلامية لترويج فكركم ومنهجكم الذي تتبنونه، وخصوصا أن البحرين أصبحت مفتوحة إعلاميا، وكثيرون هم الذين يستخدمون وسائل الإعلام ليتصلوا بجمهورهم أو ليروجوا أفكارهم؟

- دعني من ادعاء وجود استراتيجية جاهزة عندي في هذا المجال أو ذاك، ولكننا وعلى المستوى العام محتاجون إلى بناء أقلام علمية ذات منهجة واضحة، وكفاءات معبرة متنوعة ذات رؤية واضحة، ومؤسسات مربية، وحاضنة، وداعمة، ومنتجة بأن تكون ذات تنوع وظيفي متكامل يرفد بعضها بعضا، ولا تبقي بتكاملها فراغا مفسدا أو معطلا. وينبغي أن يتجه التفكير إلى ما هو أوسع من الإعلام الترويجي السطحي، وأن يكون بعيدا عن المهاترات الرخيصة.

الحوار بين وزير العمل والجمعيات السياسية وقف عند نقطة مبهمة جدا؟ وكنتم تنادون بضرورة أن يثمر هذا الحوار، ما موقفكم من ذلك؟

- توقف الحوار من جانب الحكومة يمثل صدمة، وفيه مؤشر سلبي جدا، ونتائجه لا تبعث على التفاؤل، وهو مدعاة لتعقيد الأمور وإحداث تراجعات ضارة.

انتقد البعض موقفكم من انتخابات ،2002 وأكد آخرون أن موقفكم كان مع الدخول إلا أنكم آثرتم "الصمت" والتكهنات في تفسير موقفكم كانت كثيرة جدا هل يمكن توضيح الصورة أكثر بحيث لا تقبل أكثر من وجه؟

- لا أرى في الكلام عن الماضي فائدة تدعو إليه.

كيف تنظرون إلى المشروع الإصلاحي بعد مرور أكثر من عامين عليه؟

- عندما يفهم الناس أن طموح المشروع الإصلاحي كبير، ويولد فيهم هذا الفهم أملا ضخما ثم يجدون السقف العملي ليس بمستوى الطموح والأمل ويعاني من تراجعات على أكثر من صعيد تنشأ حالة من الإحباط الذي يحتاج إلى تدارك بإعطاء المشروع سقفه اللائق في أكثر من بعد نظريا وعمليا وتنشيطا وتسريعا يعود بالأمل إلى نصابه ويحدث واقعا جديدا من التفاعل الحي على مساره. ومازالت مسائل من مثل الاختلاف الدستوري، وتوزيع الدوائر الانتخابية، وملف التجنيس والبطالة والفساد المالي تعكر الأجواء وتثير الغبار باستمرار، وتعطل حالة التفاعل كمردود تلقائي لبعض حالات الإحباط التي تفرض نفسها من خلفية التراجع هنا وهناك. ولواقع المجلس النيابي القائم إسهام ملحوظ في إحداث الآثار النفسية السلبية، ولا يعني هذا كله تساوي حالتي ما بعد الإصلاح وقبله.

كنتم أحد أعضاء المجلس الوطني المنحل العام 73 كيف تقارنون بين المجلسين السابق، والحالي؟

- مجلس الأمس وهو بداية تجربة كان أحوج إلى الخبرة، ومجلس اليوم هو أحوج إلى الصدق في الجرأة، والوفاء لفهم مواطن الصحة والخطأ، والنظر إلى مصلحة الشعب وقضاياه فمن العجب أن يستغرق الأعضاء فيما يتصل بمصالحهم وقضاياهم وكأنما انتخبوا لمكاسبهم الشخصية. وهذا لا يعني النزاهة لكل أعضاء المجلس السابق. والحالة الدستورية للمجلسين تمثل فارقا كبيرا بينهما بحسب عدد من مواد الدستور الحالي والأول، وتقييد النيابي اليوم بالشورى المساوي له، وتقديمه في الرئاسة عليه.

كيف تقيمون عمل عامين من عمر المجلس الوطني الحالي؟

- على مستوى الزوابع الكلامية حصل الكثير، وهناك حملات إعلامية واسعة، وكل حرب كلامية طاحنة تنتهي بالتراجع، وكل مواجهة من هذا النوع تنتهي بانسحاب أو صلح المتنازل فيه المجلس. وإذا كانت هناك مكاسب شعبية عملية ملحوظة حققها المجلس للشعب، فمن قصور عندي أو تقصير.

لم تتفاعلوا مع ما يطرحه المجلس من مقترحات على رغم أن بعضها يهمكم، لماذا؟

- الحق لا يعادى من أين جاء. وما طرح المجلس أمرا كان محقا فيه فكان الموقف مضادا له، وقد يتحد الموقف في القضية العادلة لكن لا بعنوان أنها قضية متبناة من المجلس.

انتخابات 2006 ستجرى بعد أقل من عامين، ما موقفكم منها، هل ستشاركون؟

- المشاركة تتبع جدوى المشاركة، وعدم وجود مضرة تزيد أو توازي المنفعة. ولمسار الحوار أو المفاوضات وعودته وتنشيطه وتوصله إلى نتائج إيجابية في المسائل العالقة أثر كبير في توسع المشاركة الشعبية والتي يمكن في ظل نتائج من هذا النوع أن تصل إلى حد يشبه الإجماع.

يقال انكم متواصلون مع القيادة السياسية خصوصا جلالة الملك، هل من إشارات انفراج في المسألة الدستورية التي قاطعت على أساسها الجمعيات الأربع؟

- التواصل في صورته المثمرة أمر مطلوب، والبناء على عدم التواصل من هذا النوع فاقد لمبرراته، ولكن لا جديد في الموضوع.

هل ستصدرون يوما من الأيام قائمة مرشحين لتخوضوا بها المعركة الانتخابية إذا قررتم الدخول شبيهة بالتي أصدرها المرجع الديني السيدعلي السيستاني في العراق؟

- أصل المشاركة وكيفية المشاركة تتحدد طبيعة الموقف منهما في ضوء المصلحة الدينية والوطنية، وليس هناك نمط محدد يجمد عليه في كل الأحوال.

كيف تقيمون عمل المعارضة بشكل عام، وعمل جمعية الوفاق الوطني الإسلامية بشكل خاص؟

- يقع عمل المعارضة بين ضغط الشارع في اتجاه الإصلاح، وآماله الكبيرة في تحسن الأوضاع والتي يشارك الإعلام الرسمي في تغذيتها وتواجه واقعا مرا فيما يتصل ببعض القضايا المهمة والملفات الساخنة فتنعكس الحالة بإحباط وتدمر ينصب لهبه لا على الحكومة فحسب وإنما يعم أسلوب وفعاليات المعارضة... يقع عملها بين هذا وبين موقف حكومي يحاول أن يقلل من موقع المعارضة ويحدث الخلخلة على مستوى قياداتها وجماهيرها، وأن يدخل اليأس في صفوفها، ولكن مردود هذا اليأس سيئ جدا في الكثير من الأحيان على المصلحة الوطنية العامة، وهو مقلق لوضع كل من الحكومة والمعارضة. على رغم ذلك وعلى الأرض يوجد واقع يفرضه وجود المعارضة بدرجة مؤثرة من القوة ولا يمكن أن يهمل حسابه في صناعة الحوادث وتوجهها، ويوجد شعب يتفهم صعوبة عمل المعارضة ويتجاوب معها في إطار ما يحافظ على مصلحة الوطن واستقراره، الأمر الذي يمثل محط نظر المعارضة نفسها. الوفاق وهي الرقم الكبير في جبهة المعارضة الصالحة تواجه صعوبات. وهذه سنة الحياة وهي تتخطاها بعقلانية وحكمة كلما استطاعت، وتحاول أن تدفع بعملية المعارضة في الاتجاه الصحيح، وتكسبها تجربة الأيام خبرة أكبر، وقربا أكثر من رشد التعامل مع القضايا وعلى مستوى آلية وطريقة اتخاذ القرار.

ماذا تمثلون إلى جمعية الوفاق؟ وهل أنتم قيادة دينية فحسب، وأين موقعكم من مركز قرار الوفاق؟

- جمعية الوفاق جمعية سياسية إسلامية كما اختارت لنفسها أن تكون. وهي بهذا قد جعلت على نفسها مسئولية دينية وقانونية وأدبية وعرفية بأن توفق بين مواقفها وبين الحكم الشرعي والرؤية الإسلامية. وكما لا تسمح الوفاق لنفسها فيما يؤمل أن تخرج على مسئوليتها في ذلك، لا يسمح لها جمهورها في إطار أعضائها وفي الشارع أن تفرط بها كذلك.

يلاحظ البعض أن دخولكم في كثير من الأزمات السياسية لا يكون إلا بهدف "التهدئة" ومثال ذلك دخولكم على العريضة الدستورية، ماذا لديكم من خيارات إذا لم تتحقق مطالبكم التي تعلنون عنها في خطب الجمعة والتي منها التعديلات الدستورية؟

- الحقوق العامة ليس من نوع الحق الشخصي الذي يصح لصاحبه التنازل عنه، إذ الأخذ بأسلوب التنازل عن الحق العام ينقض الحق ويركز الباطل، ويغري بالفساد، ويعطي للظلم أن يتمدد حتى يغرق الساحة كلها. وبالنسبة إلى أسلوب المطالبة يقدم دائما ما هو الأقرب للحفاظ على مصلحة الوطن والأقل في الخسائر والأبقى على الجسور. والانتقال إلى الأصعب إنما هو مسألة اضطرار، فتخير الأساليب يجري دائما في ضوء الموازنة بين خسارة الوطن وربحه وذلك في ضوء الأولويات الشرعية المختلفة رتبة، وفي ضوء معطيات الواقع

العدد 859 - الثلثاء 11 يناير 2005م الموافق 30 ذي القعدة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً